البشير يخرج خالي الوفاض من مصر
01-28-2019 04:42 PM
د . زاهد زيد
يريد البشير أن يرسل رسائل عملية بأنه قابض على مفاصل الدولة وهو يهرول هنا وهناك لاهثا خلف السراب ، فالازمة لن تحل في مصر ولا قطر ولا حتى في جولاته الداخلية في اطراف المدن وريفي البلدات ، يتجاهل للاسف البشير موطن الازمة ويحاول الهروب منها بالتماس الدعم المعنوي هنا وهناك .
كل هذا لن يحل الورطة التي صنعها بيديه ، فهو ان كان لا يعرف فقد عرف الان ان الازمة هنا في الخرطوم وفي شخصه وفي نظامه .وحلها هنا في موطن القرار وليس في الهرولة هنا وهناك .
انكار الواقع والحقائق لن يصمد كثيرا وقريبا سيدرك انه يلعب في الزمن الضائع ، وحينها لن ينجيه ما هو فيه من هروب .
لو تاملنا المؤتمر الذي عقده مع السيسي سنجد ان السيسي تجاهل تماما اي اشارة صريحة لدعم البشير ونظامه وردد كلاما عاما عن دعم وحدة السودان وامنه وطفق يتحدث عن مجالات التعاون في التجارة ومياه النيل وسد النهضة ( كل يغني على ليلاه ) .
السيسي ليس في وضع يمكنه من دعم نظام يتهاوى وليس مستعدا للمراهنة مع نظام رئيسه مطلوب للجنائية الدولية ويواجه اكبر عاصفه من المعارضة ولا يحظي برضى السعودية ولا برضى المجتمع الدولي .
مصر السيسي هي مصر التي تحارب الاخوان المسلمين ووضعت رئيسهم في السجن ولا يعقل ان تقف مع دولة قوامها الاخوان المسلمين . ولم يقفل بعد ملف محاولة قتل حسني مبارك الي الان صحيح انه لم يعد رئيسا ولكنه كان رمز الدولة وقتها .
كل المطيات تدل على ان البشير لم يجد ما كان يريده بالرغم من قناعتي بانه عرض صفقة يقايط فيها بحلايب وشلاتين ومساعدة مصر في موضوع سد النهضة برهن حصة السودان من الماء صالح مصر في مقابل الدعم الامني والسياسي لنظامه .
هذا ليس رجما بالغيب وقد تنازل من قبل عن كافة جنوب السودان في مقابل حكم الشمال . فهل من باع ثلث البلد وهو بحالة افضل مما هو فيها الان يتردد في بيع حلايب وشلاتين وماء النيل ؟
لكن الواضح ان هذا العرض لن يكون مطروحا الان للاعلام فحلايب وشلاتين فعلا تحت الاحتلال المصري ، الجديد هو العرض الخاص بحصة السودان في ماء النيل .
وهو عرض يبدو انه مغر لمصر التي همها هذا الماء ولكن هذا الامر يرتبط بأثيوبيا أيضا وهي اللاعب الاول فيه .
لذا وان كان فيه فائدة ففائدته تاتي من خلال لجان مختصة وليس له نتائج فورية في ظل تعثر أمر السد نفسه .
اذا ما الذي خرج به البشير من هذه الزيارة ، لا شيئ كزيارته السابقة لقطر وكزيارة الوفد السعودي للسودان نفس النغمة ونفس العبارات عن استقرار السودان وامنه ولا يوجد دعم مباشر للبشير .
الهروب من الازمة والبحث عن دعم مالي او سياسي كلها لن تحل ازمة نظام يواجه هبة شباب مؤمنين بقضيتهم . وهذا في رأي هو عمي البصيرة وإرادة الله الغالبة بأنه لو علم فيهم خيرا لأسمعهم .
دعاء :
روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين، وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه ماداً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك.
يا شباب الثورة أنتم احق وأولى بهذا الدعاء ، فأنتم أهل الحق ومظلومون وأنتم تتجسد فيكم معاني الاسلام الحق فلا تتركوا الدعاء عليهم ومنتصرين بأذن الله.
اللهم انجز لنا وعدك واقتص لنا ممن قتل وعذب وسرق وامتهن حرماتك وانصر شبابنا الثائرين فإنهم لو هزموا فلن تقوم في ارض السودان للدين الحق قائمة ولن تقوم للاخلاق والفضيلة قائمة .
<[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
1
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|