المقالات
السياسة
هل وصلت الرسالة فعلاً؟ (مُنع من النشر)
هل وصلت الرسالة فعلاً؟ (مُنع من النشر)
02-11-2019 08:24 PM

حكومة الإنقاذ منذ وصولها لم تهتم بالشباب السوداني كما يجب، وهو مورد بشري عظيم وقوة دفع هائلة لأية دولة، بل أهملته وتجاهلته تماماً وسجنته خلفها فهيأت له بيئة قاسية جعلته يصارع ليخرج أمامها ويهتف بالحياة. وما الاحتجاجات والتظاهرات التي خرجت قبل شهرين ولم تتوقف حتى الآن إلا نتيجة توقعها الجميع عدا الحكومة، وقد سبق وأن كتبنا هذا مرات كثيرة، وتنبهت لتوها فقط أن هناك شباباً قد نسيته، لتعترف أنه على حق وأن رسالته قد وصلت، ثم تأتي بلكن فتمحو الاعتراف وتنكر وصول الرسالة ضمناً.
إن الحكومات التي لا تضع الشباب في مقدمة أولوياتها عند مجيئها إيماناً به وقناعة تعتبر حكومة جاهلة بأبجديات التطور والاستقرار، وأن الحكومة التي تجهل أن الشباب حين ينفجر لا تستطيع إقناعه بأنها قد استوعبت درسه تعتبر حكومة متهورة فاقدة للبصيرة والرؤى البعيدة. وهنا يأتي السؤال المهم، لماذا لم تهتم الحكومة السودانية بالشباب خلال 30 سنة مثلما فعلت كل الدول التي استطاعت أن تضع الشباب تحت رعايتها فضمنت لنفسها الاستقرار والتطور؟ لماذا انتظرت حتى انفجر ثم تذكرت أنه موجود وعلى حق.

إذا افترضنا أن الحكومة كانت تجهل أمر هذه الفئة، ألم تسمع أن الأمم المتحدة قد أطلقت مشروعاً اسمه إستراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030 وتسعى لتحقيقها، من خلال توحيد وحشد جهود الدول الأعضاء والقطاع الخاص والمجتمع المدني للاستثمار في الشباب وإشراكهم في جهود التنمية، وقد وجهت كل منظومتها نحو توسع نطاق عملها لتمكين الشباب من تحقيق كامل إمكاناتهم، ولدعم حقوقهم وضمان انخراطهم ومشاركتهم في تطبيق ومراجعة أجندة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها بحلول عام 2030.

أتعلم الحكومة لماذا لجأت الأمم المتحدة لهذه الإستراتيجية، لأنها أدركت أن إهمال الشباب هو الذي يغذي الصراعات والنزاعات والتطرف والإرهاب وتجارة المخدرات، وتعاطيها والهجرة غير الشرعية وانتشار الجريمة وغيرها، أي أن إهمال الشباب لا يقتصر فقط على دولهم. هل تعرف الحكومة كم عدد الشباب السوداني المتورط الآن في إحدى هذه المصائب، وفي أي مكان من العالم، لا شك أنها لا تعلم.

كان يمكن للحكومة السودانية أن تقدم للشباب كل ما يتمنى ويشتهي وتحقق له كل أحلامه الممكنة المستحيلة، فهذا البلد ثري بما فيه الكفاية، فهناك أموال طائلة تنفق على حفلات تكريم أو تنصيب أو وداع ليس لها معنى غير أنها تبذير، وأموال أخرى أكثر تنفق على مهرجانات ودورات مدرسية ومؤتمرات غير مفيدة، وأموال أخرى تصرف على مشاريع ضخمة غير مدروسة سرعان ما تتبخر في الهواء، هذا غير ما يهدر ويصرف على المسؤولين وهم عاجزون حتى عن وضع أفكار مفيدة وغيرها الكثير، كل هذا إن ذهب للشباب لكان الأمر مختلفاً تماماً.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1369

خدمات المحتوى


اسماء محمد جمعة
اسماء محمد جمعة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة