النوادي والمراكز الثقافية والاجتماعية تعتبر واحدة من أهم المؤسسات في المجتمع ولها العديد من الفوائد، وقد ساهمت في تشكيل حياة أغلب نجوم المجتمع ليس في السوداني فحسب بل وعلى مستوى العالم، فهناك نوادٍ لها مساهمات عالمية.
الخرطوم بمدنها الثلاث اشتهرت منذ الاستعمار الإنجليزي بانتشار النوادي والمراكز الثقافية، وكثير منها مازال باقياً حتى اليوم، لاحقاً جاءت عليها أعداد أخرى وتواصل انتشارها خلال الستينات والسبعينات والثمانينات ثم توقفت في التسعينات، ولا أعتقد إن هناك نادياً أو مركزاً نشأ في التسعينات وحتى اليوم، وهذا بلا شك يعكس توجه الحكومة وسياستها تجاه بناء المجتمع، هذا الأمر أدى إلى كثير من المشاكل التي جعلت المجتمع مقطع الأوصال غير فاعل في عملية التغيير الاجتماعي والسياسي.
ما زال الكثير من هذه النوادي والمراكز يعمل حتى اليوم ولكن بشق الأنفس، فقد تمكن منها الإهمال و الخراب الذي طال حتى ناديي القمة الهلال والمريخ، حيث انحسر دورهما جداً مثلما انحسر أداء الفريقين
هنا جدير بي أن أذكر مركز شباب الربيع ونادي الربيع كمثال لتلك النوادي والمراكز الثقافية الاجتماعية الرياضية التي تمكن منها الخراب، وقد سكنت منذ التسعينات بين المركز والنادي وأشهد كيف تدهورا حتى أصبحا مباني يخشى الناس بيعها من قبل الحكومة، حدثني رئيس اللجنة الشعبية ربما قبل عشر سنوات أن المحلية خصصت لمركز شباب الربيع مليار جنيه لتأهيله، وبالفعل بدأ فيه العمل ولكن سرعان ما توقف فأصبح أسوأ مما كان عليه، وذلك حال كل مراكز الشباب التي تصر على الصمود رغم أنف التجاهل الرسمي، بل حتى قصر الشباب والأطفال الذي كان يعمل كخلية النحل من أجل الشباب طاله الإهمال، وقد افتقده المجتمع كثيراً فقد كان يدرب ويطور ويؤهل مئات الشباب في وقت واحد وفي شتى المجالات، كان أفضل من مائة جامعة.
المحليات المنوط بها الاهتمام بهذه المراكز والنوادي ظلت تغض الطرف عنها تماماً رغم الخدمة الجليلة التي كانت تقدمها للمجتمع وخاصة الشباب، وهاهي اليوم تحصد ما فعلته فقد تحولت الشوارع إلى نوادٍ ومراكز تعوض الناس عن كل ما افتقدوه، فالتقدم التكنولوجي جعل العالم مفتوحاً لأي شخص حتى وإن كان مستلقياً على سريره، ليقرأ أو يتعلم أو يتابع الأخبار أو يتواصل مع من يريد بلا حدود، ولكن عندما يكون هناك نوادٍ ومراكز بلا شك تمنح الشباب فرصة التفاعل الواقعي وهو أفضل، وليس هناك أماكن يمكن أن تكون أكثر أماناً من النوادي والمراكز الثقافية والاجتماعية والرياضية في الأحياء.
هنا أود أن أدعو الأهالي والشباب في الأحياء بأن يستفيدوا من أوقات فراغهم في إعادة إحياء هذه النوادي والمراكز بانتخاب لجان خاصة ممن يثقون فيهم تعمل بمساعدة الجميع على إقامة نفير وحملات لإعادة تأهيلها لتقوم بدورها الطليعي الذي كانت تقوم به في خدمة التغيير من جديد.
حسن الترابي هو السبب في تعطيل قدرات الشباب فقد كان هدفه أن يستغل الكوادر الشبابية والطلابية لخدمة أغراضه الذاتية ويملأ بهم يديه ليباهي بهم الأحزاب ولكن جعل الله كيده في نحره حيث لفظه كبار المقربين منه وجعلوه أضحوكة
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.