غياب الحكمة.. وطيش السهام.. وصعوبة الحل..!
02-14-2019 01:01 AM
ما يحير عقل كل محلل يضع موقف نظام الرئيس البشير في مختبر التشخيص ..أنه ورغم مرور أكثر من شهرين والشارع يمور و ينتفض دون أن تثنيه كل آلة العنف البغيضة التي حاولت بها أن تكسر شوكته التي إنغرست في خاصرته الحزبية وخلخلت أضلاعه التنفيذية..بينما لازال ذلك النظام يدور حول نفسه ولايرى غيرها في المشهد رغم ما يبديه من كلام مرسل ليس له معنى حول مشروعية التظاهر وضرورة الإنتظار حتى إنتخابات 2020 وساعتها فليملاْ كل حشاشٍ شبكته ..وهوحديث يناقضه على أرض الواقع المسلك العنيف تجاه مشروعية تلك الإنتفاضة التي يصفونها بالإحتجاجات إمعاناً في محاولة التقليل من كونها ثورة ..ثم ان الذي يتحدث عن تداول السلطة عبرصناديق الإقتراع ليس من المعقول أن يشون صناديق الذخيرة لمجابهة حناجر الشباب التي هزمت قوته المزعومة بسلوكها الحضاري السلمي وبشهادة كل عيون الإعلام العالمي التي فضحت ذلك التناقض بالصورة والصوت ..فسعى لإغلاق الفضاء في وجهها ..وهومسلك ساذج وتدبير متخلف تملك عقول الشباب الإسفيري أحدث برامج الإختراق التي تمرر بها وثائق الثبت تلك وصولاً بسرعة البرق الى كل الأنظار والمسامع !
ثم حينما ضاق الخناق على أهل النظام على مختلف مستوياتهم التنفيذية والحزبية ..بدأوا في تحلية ريق خطابهم المالح ولكن بعدأن فاتهم القطار !
وحتى مبادرات إخوتهم من الإسلاميين بغض النظر عن رأينا فيها وفي توقيتها ومراميها التي تهدف الى إيجادالمخارج لرموز الحكم بدءاً من رأس النظام شخصياً ..لم يعيروها إهتماما ولاهم في ذات الوقت لديهم رؤية لطرحها ولومن قبيل طمأنة أنفسهم والمحسوبين عليهم توحي بأنهم جادين على الأقل في التعاطي مع أزمتهم الذاتية قبل أن يلتفتوا الى مشاكل البلاد و تبعات معضلات الشعب الإقتصادية التي ظنوها سحابة صيف ستنقشع بمرور الزمن مع سكون رياح الإنتفاضة التي لا يريدون الإقرار بأن سيلها العرمرم قد تجاوز زُبى الأعراض لينبش تراكمات الوجع السياسي الطويل الذي شخصه الشارع وقرر أن العلاج هوالبتر وليس الصبر على المزيد من آلالام ..وقدتوهم الحاكمون أن ديسمبر لن يطول وسينتهي مثل سبتمبر أوما قبلهما من سنوات المراقبة المتأنية الواعية والرصد والإعداد الثوري الرصين ..وأن شعب السودان ما بعد إنكسار حاجزالتردد هو ذاته الذي صام عن منازعة الظلم وفي ظنهم أن ذلك الصمت كان خوفاً أواستسلاماً !
لقدضاعت عنهم تماما في وحل التخبط سبل الحكمة ..وطاشت عن كنانة عهدهم سهام التدبر بعيداً عن أهدافها ..وفقدوا وسائل الحل فأوجدوا المزيد من العُقد في حبل نهجهم الأمني الذي سيتأكل لا محالة!
فماذا هم فاعلون !
أما سواعد الثورة الشبابية فهي مالكة الزمام والتي ستحسم الأمر ولن تنتظر جنازة البحرحتى تتفسخ في أياديهم فيصعب جرها وقدتتقطع بقاياها في أطراف المرحلة القادمة بخبث الإلتفاف ..فيـتافف الشعب من نتانة الرائحة وينفر وهويردد في وجه الثوار ..و:كأنك يا أبوزيد ما غزيت !
كسرة طارئة ..
وأنا أكتب هذا المقال ..توقفت لأشاهد أخطر تقرير مفصل عن جرائم عصابات التاتشرات الملثمين ..وقدأعدته قناة البي بي سي العربية بحرفية عالية وشرحٍ لا لبس فيه ..ومن ثم نعت المذيعةعلى المسئؤلين الحكوميين رفضهم التعقيب على التقرير الذي أظهر بشاعة تصرفات تلك الشرذمة في تعاملها مع المتظاهرين قتلا وضرباً وتعذيبا وأوضح التقرير بما يشبه التصوير الجوي كل مواقع الإعتقال السرية وشرح طريقة التشفي التي يتجاوزفيها عناصر السيارات التي لاتحمل لوحات كل القيم الإنسانية وقواعد أخلاق المسئؤلية..وقداستضافت القناة أحدكوادر المؤتمرالوطني من الصفوف الخلفية فأدلى بكلام متلعثم سخرت منه المذيعة غيرمرة..وهولايملك إلا عبارة ..لا تقاطعيني من فضلك وهي الماركة المسجلة بصوت ربيع عبدالعاطي فاورثها لمن دفع بهم الكبار بعدأن تواروا عن مواجهة الإعلام الخارجي دون أن يؤهلوهم جيداً ليكونوا على قدرالتحدي ..فزادوا طينهم مزالقاً على بلله الموحل !
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبدالله برقاوي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|