بالقاضية (السلمية)..
02-15-2019 04:19 PM
** أعتقد بأن النظام الحاكم لم يدخِر وُسعاً في إتباع عُدة مشاريع لتثبيت أركانه اعتماداً على خبرات كادره السابقة إضافة إلى الاستفادة من كل خبرات الأنظمة المماثلة دولياً وإقليمياً إلى الحد الذي صارت فيه قناعة البعض بأن (زحزحة) الحجر الجاثم على صدر الشعب السوداني لثلاثة عقود صار أمراً مستحيلاً وغير ممكن.
** قراءة صفحة (ثورة) أي شعب لا تكون بالنظرة الكُليّة التي تغيب معها قراءة (التفاصيل) التي ترسم خطوط ماهو (انتفاضة) وما هو (ثورة).
** تفاصيل تكاد لا تُرى بعين الشارع (المُجرّدة).
** فالذين فقدوا إيمانهم بجدوى الأدوات (السلمية) سواء كانت (التظاهرات) أو (العصيان) بشقية السياسي والمدني هم الآن في أقصى درجات (الحيرة) من الذي يحدث الآن بتلقائية غير مُخطط لها في الشارع السوداني بمكوناته السياسية المدنية.
** حيرة من ضياع كل ما تم انفاقه من قِبل النظام لتدجين أجيال فتحت عيونها وتفتح وعيها ولم تر غير مشروع النظام السياسي ولافتاته الثقافية هباءاً منثوراً.
** أراد هذا النظام أن يجعل من مشروعه السياسي (حاضنة) لهذه الأجيال لتمكينه وديمومة حكمة للسودان فتفاجأ بمخرجات تختلف تماما عن الذي تم التخطيط له.
** يجب أن يُقرأ انضمام القطاع العريض من (المهنيين) والقطاع (الخاص) توالياً بأنه بمثابة إعلان (الوفاة) لسياسة هدم (النقابات) والمكونات التي تعبر حقيقة عن هذه المهن والقطاعات والاستعاضة عنها بأجسام ومسميات منزوعة (الروح) لم تقاوم كثيراً في أول امتحان (حقيقي) كان النظام يدخرها له.
** حتى (دفء) العلاقات الدولية والإقليمية والذي أبان النظام في وقت من الأوقات بأنه قد استوعب تناقضاته وأجاد اللعب على (حبال) مصالحة إتضح في ساعة (الحوبة) السياسية بأنه لم يكن إلا خطابات (علاقات عامة) و(مجاملات) لا تسند النظام.
** (التمكين) نفسه كسياسة قامت على أساس (طفيلي) ومنفعة متبادلة قدم فيها النظام (السبت) لبعض من عضويته مالاً وغنى لم يستردها عندما فرض (أحد) الأزمة (الاقتصادية) شروطه ليقدم منسوبي النظام (تولا) على إدراك النظام نفسة فكان أي (قط سمين) يقدم (عرقوب) شاته على أي عرقوب يمكن أن يُعلّق بسقوط النظام.
** حتى (وحدة المصير) التي تم الرهان عليها بين النظام بتركيبته الحالية و(الحركة الإسلامية) بتركيبتها التاريخية صارت الآن محكومة بمن سيكون (الطبق الرئيسي) في وجبة (الغداء) ومن سيكون هو (العشاء الآخير) في طاولة تقلبات المصلحة السياسية.
** (أمبعلو) العنصرية و(فزاعة) النظام التي استخدمها ليجعل الكُل يخاف من الكُل هزمتها هتافات خرجت من داخل (معسكرات) النزوح ومن داخل (اليقين) الراسخ عند مكونات المجتمع السوداني بأن لا فواصل الآن بين الشعب السوداني إلا فاصل من هو مع (الحق) ومن هو مع (النظام).
** ( صك) الحصانه الذي استخدم فيها النظام خطاب (المنابر) لم يعد سُترته (الواقية من الرصاص) وتدحرُج لغة خطيب مسجد (الشهيد) من أعلى سقف (فقه الضرورة) والتبرير إلى إدانة استخدام (العنف المفرط) وتعريف حق التعبير للشعب بأنه حق مكفول بنص الدستور لا يعني بأن هذا المنبر قد استعاد وعيه من غيبوبة (التطفيف) التي كان فيها لكنها (الروح) عندما تبلغ (الحُلقوم).
** خلال ثلاثة عقود أمضاها النظام مجتهداً في أن يجعل مشروعه السياسي هو المتحكم في (المزاج العام) للشعب السوداني بازلاً في سبيل ذلك كل مقدرات هذا الوطن لم ينجح في التأثير إلا على قِلة حققت مكاسبها الذاتية بينما استطاع الحراك وبأمكانيات تم التضييق عليها بشكل كبير أن يضبط (المزاج العام) السوداني على موجة (التغيير) العامة وبإشارة واضحة وبموجة طويلة غطى مداها ما تبقى من السودان بشكل كامل.
** حتى (الجولة) بين (الهتاف) و(البندقية) .. بين العنف المفرط و(السلمية) كسبها الحراك الذي يقوده تجمع المهنيين بالقاضية (السلمية) على الرغم من ارتفاع ضحايا رغبة النظام في عدم الاستجابة لدعاوى التغيير.
** (التغيير) ماهو إلا (تراكُم) هذه (التفاصيل).
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
خالد ماسا
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|