المقالات
السياسة
حُب وتقدير لقناة BBC ...والعار للجزيرة
حُب وتقدير لقناة BBC ...والعار للجزيرة
02-16-2019 01:20 AM

الجرائم التي إرتكبها الجيش الإسرائيلي تجد تنديدا واسعا وتقارير إستقصائية لا أول لها ولا آخر في القنوات الفضائية العربية عامة والجزيرة القطرية خاصة وجرائم الجيش الأمريكي في العراق ضد الشعب العراقي وجد التعاطف من جميع القنوات الفضائية العربية ومن الشعوب العربية أيضا وما يرتكبه الحاكم العربي أفظع بكثير ما إرتكبه المستعمر في حق الشعب العربي لكن مهما قتل الحاكم العربي واعتقل وعذب معارضيه سوف يجد من العرب من يدافع عنه بل يدعمه ويرفض أي عقوبات عليه لقد طالب البرلمان العربي الغير (منتخب ديمقراطياً) في الأسبوع الماضي في أحد جلساته واشنطن برفع إسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وفي هذا التوقيت متناسيا كل أرهاب النظام على شعبه وقمع وقتل المتظاهرين السلميين !!! وكأن المطلوب منا أن نتواءم مع الإستبداد الى أبد الأبدين.السؤال: لماذا هذا الدعم العربي لنظام يقتل ويقمع شعبه ؟ السبب هو أن مفاهيم الاستقلال ورفض الاحتلال الأجنبي أقوى في الذهن العربي بكثير من مفاهيم حقوق الانسان والمواطنة. أضف إلى ذلك خلط الكثيرين بين حب الوطن والولاء للزعيم. إذا كان لازال ملايين العرب يدافعون عن جمال عبد الناصر رغم إستبداده وقتله لمعارضيه والرئيس العراقي صدام حسين الذي قتل العراقيين بالكيماوي لم تتأثر شعبيته في الشارع العربي وبشار الأسد تجد كتاب ومثقفين سوريين حتى اللحظة يهتفون بحياته بالرغم من أنه قتل شعبه بالبراميل المتفجرة وشرد نصف الشعب مثل هذه الوطنية المفصلة على حسب مزاج الإستبداد لن تجدها أبدا في الدول الديمقراطية فالناس هناك يحبون بلادهم مثلنا لكنهم يؤمنون ان الوطنية يجب أن تكون في حدود العدل والحق، وهم لا يعتبرون الحاكم رمز الوطن وانما مجرد موظف عام يمكن مساءلته عن في ما أنفق المال العام ويسأل عن كل شي وانهم يؤمنون ان الوطنية تستوجب فضح جرائم السلطة ومحاكمة مرتكبيها

ان الذين فضحوا جرائم الجيش الأمريكي في معتقل أبوغريب بالعراق كانوا صحفيين أمريكيين ولم يتهمهم أحد بالخيانة بل نالوا تقديرا واسعا من الأميريكيين لشجاعتهم ودفاعهم عن الحق. قدم الصحفي السوداني الشجاع منعم سليمان تقرير إستقصائي فريد من نوعه وبعدة لغات وتم بثه في قناة BBC وفي كثير من القنوات الفضائية العالمية ما عدا القنوات العربية وفي التقرير فضح مدى الإنتهاكات التي يقوم بها جهاز أمن الدولة السوداني وكيفية تعامله مع الشعب والمتظاهرين السلميين العزل . وكذلك تعريفا تفصيليا عن كتائب الظل والملثمين ومليشيات تابعة للمؤتمر الوطني الحاكم وكيفية إقتحامهم للبيوت والإعتداء وترويع الأطفال حتى في طريقهم الى مدارسهم ستشكرك يا أستاذ منعم كل أم مات ولدها بسلاح هذه المليشيات وسيقدرك كل شاب أو شابة أصيب بإعاقة دائمة وكل من تأذى ومازال في الإستشفاء وكل من مازال في بيوت الأشباح يتلقى التعذيب اليومي على هذا العمل وستجد قناة BBC الحب والتقدير وما قام به هذا التقرير لقد عجزت عنه قنوات العار الأخوانية والقنوات المتواءمة مع الإستبداد وفضح ديناصورات السياسة السودانية المتشبثين بكراسي السلطة

إن حريتنا وتطور بلدنا وبناء وطن ديمقراطي حر نتباهى به بين العالمين لا يعني غيرنا من الدول في أي شي بل هناك من يستكثر علينا أن نعيش في الديمقراطية ويعتقد أن هذا النظام المستبد الفاسد هو الذي يلائمنا ثقافيا أكثر من الديمقراطية . لكن عندما ننتفض ونطالب وندافع عن حقوقنا سننتزع احترام العالم وسيحترمنا الجميع . نظام حسني مبارك الرئيس المصري السابق كان قويا جدا وله دعم خليجي بلا حدود إذا ما قورن بنظام البشير وكان رجل أمريكا وإسرائيل الأول في المنطقة ويمتلك جهاز أمن متطور جدا بالرغم من ذلك نجحت ثورة يناير في اجبار حسني مبارك على التنحي وبعدها تبارى زعماء العالم في مديح الثورة المصرية هؤلاء الزعماء أنفسهم كانوا يمدحون مبارك ويتجاهلون قمعه وإستبداده كما يتجاهلون قتل السودانيين بمليشيات الحكومة اليوم لأنه كان يحقق مصالحهم لكن عندما أثبت المصريون انهم شعب حي ومستعد للموت من أجل الحرية لم يملك العالم الا احترامهم . ولا نذهب بعيدا الرئيس السوداني الأسبق نميري كان له دعم عربي وأفريقي وأمريكي وجهاز أمن قوي جدا بقيادة اللواء (الفاتح عروة) مدير شركة زين الحالي لكي لا ننسى وعندما إنتفض الشعب كان النميري في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فلم يملك العالم حينها الا أن يحترم إرادة الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية

فلا تشعرون بخيبة أمل عندما يستقبل زعماء الدول العربية والأفريقية البشير ويعقدون معه الصفقات المربحة لبلادهم. فهذه مصالح دول فلا تتوقعوا من أي زعيم أو رئيس أن يدافع عن حقوق السودانيين بدلا منهم. كل رئيس دولة يعمل من أجل تحقيق مصالح مواطنيه وبلده وليس لتحقيق مصالحنا لماذا ؟ أولا لأننا لانعنيه من قريب أو بعيد وثانيا بوجود هذا النظام ستكون مواردنا مهدرة وبالتالي سيكون بلدنا ضعيفا وذليل وتابعا لهم وهذا ما يريدوه لنا

وفي الختام أعلموا لن يساعدنا أحد إذا تقاعسنا نحن في الدفاع عن حقوقنا

[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1059

خدمات المحتوى


التعليقات
#1813328 [الكتاحه]
0.00/5 (0 صوت)

02-17-2019 07:48 AM
الصحفي السوداني الشجاع منعم سليمان
صحفى قامه الشعب يحترمه ويقدرة ويستحق ذلك عن جدارة
له التحية بطل وطنى ابن بلد اصيل حقوقى انسانى


#1813267 [كليب الحر]
0.00/5 (0 صوت)

02-16-2019 06:02 PM
يجب علينا ان نفرق بين القنوات العربية وقناة بى بى سى فالفرق كما بين السماء والارض فبينما البى بى سى تتمتع بالمهنية الكاملة وتمتلك الحق فى ابداء الراى بلا تحفظ ولها اقلام حرة تستطيع من خلالها نقد رئيس الوزراء البريطانى ما دام نقدا بناءا فإن القنوات العربية بلا استثناء صممت لخدمة الديكتاتوريات والملكيات الزائفة ففى الاصل انها لم تستطع ان تنقد الوضع العربى الذى يحكمه المتخلفون بكل ديكتاتورية وبطش بل ان هذه القنوات مملوكة اصلا لنافذين سواء ان كان فى قطر او السعودية وهؤلاء الملاك هدفهم ومن مصلحتهم ان يستمر هؤلاء الديكتاتوريون الى الابد وذلك يتماشى مع مصالحهم الرخيصة .... ربما يكون محررو الجزيرة لهم رؤية كبيرة فى بث كل ما يتعلق بالسودان وثورته الحالية ولكن صاحب العمل لا يريد ذلك...
على اى حال نحن علمنا العرب الكتابة والقراية ولسنا فى حاجة الى دعمهم اليوم او غدا ولان العالم اصبح فضاءا صغيرا فأن جزر الواق الواق قد سمعت بان الشعب السودانى قد هب لقلع شجرة المؤتمر الوطنى من جذورها وصب زيت محروق فى مكانها حتى لا تنبت من جديد....


ياسر عبد الكريم
 ياسر عبد الكريم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة