المقالات
السياسة
الفوضى تنخر في مؤسسات الجيش من الداخل!!
الفوضى تنخر في مؤسسات الجيش من الداخل!!
02-16-2019 09:32 PM

عثمان محمد حسن

** في دولة متعددة الانتماءات الدينية يتوقع أن تكون عقيدة الجيش عقيدة (قومية) لا يتم فيها فرض آيديولوجية دينية أو حزبية بعينها على جميع الضباط و الأفراد..

** و الجيش يعني الضبط و الربط و إطاعة الأوامر العسكرية الصادرة تراتبيا.. و الأوامر لا ينبغي لها أن تصدر من رتبة أعلى إلى رتبة أدنى مصبوغة بالصبغة الدينية أو الحزبية..

** و ليس ضمن مهام الجيش أن يطلب ضابط مسلم، مثلاً، من ضابط مسيحي أو لا ديني ترديد تكبيرات أو تهليلات أي شعارات دينية خلفه..

** لكن هذا يحدث في جيش (الإنقاذ الرسالي).. و معلوم أن الجيش السوداني لا يخلو من ضباط و أفراد مسيحيين، و ربما ضم عدداً من اللا دينيين لا يؤمنون بالتهليلات و التكبيرات خاصة و أنهما صارتا علامتين من علامات النفاق و التجارة بالدين في عصر (الإنقاذ) المظلم..

** كثير من غير العسكريين يرفضون ترديد التهليلات و التكبيرات حين تفرضها المايكروفونات عليهم أثناء التحشيدات المحشودة، إجباريا، بغرض إظهار مدى التفاف الجماهير حول النظام الآيل للسقوط.. و المرفوض بالواضح مدنيا و بعدم تنفيذ بعض الأوامر عسكرياً..

** و بالأمس القريب إجتمع وزير الدفاع و رئيس الأركان بضباط من رتبة نقيب إلى رتبة ملازم بغرض (التنوير).. و لم يكن ذاك التنوير سوى للالتفاف حول النظام القائم ضد الثورة الشعبية المستمرة منذ شهرين و نيف..

** تسرب شيئ من ما جرى في الاجتماع إلى صفحة د. الصديق اليسع عبدالقادر بالفيسبوك.. و نقلته صحيفة الراكوبة..

** و يقول الخبر أن الفريق أول كمال عبد المعروف بدأ التنوير بتكبيرة ( الله أكبر!) متوقعا من الضباط أن (يكبروا) معه.. و تفاجأ بأن لا أحد من الضباط استجاب ل(تكبيرته) .. فمازحهم بقوله: " الليلة لو ما كبرتوا أنا ما بمشي من هنا".. ثم كرر التكبيرة ممددة تمديدا.. فرددها خلفه ضباط جالسون في الصف الأول، رددوها في تثاقل .. و مع ذلك استهجن ضباط الصفوف الخلفية إستجابة زملائهم للتكبيرة قائلين: (يا خرت!) بقصد الإساءة إليهم و تحقيرهم بسبب تخاذلهم..

** يبدو أن الجيش السوداني مستاء من ما يحدث في البلد من قبل نظام (الإنقاذ).. و يبدو أن قادة الجيش يقفون وحدهم على خط النظام.. فهؤلاء القادة (منظمون) لم تتم ترقيتهم لكفاءتهم بل لإنتمائهم و طاعتهم العمياء لتنفيذ أجندة المؤتمر الوطني داخل الجيش؛ ما أفقدهم إحترام الضباط الآخرين..

** و اقرأوا معي جزءً مما ذكره د. الصديق اليسع عبدالقادر بالفيسبوك حيث يقول:-
(صعد السيد وزير الدفاع إلى المنصة وكانت تبدوا عليه علامات الغضب من عدم تكبير الضباط .. فبدأ حديثة بالآتي ( أي زول حاسي إنو الكلام دا ما عاجبوا ممكن يطلع طوالي) .. فكانت المفاجأة الأخرى بأن نصف ضباط القاعة قد خرجوا .. وأثناء خروجهم تعمد بعضهم إيصاله عبارات خادشة للحياء والتي سمعها وتجاوزت سمعه إلى غيره من الحضور والتي تسمى فيما بينهم مجازاً بعبارة (تسميع) في قاموس الجيش .. فكانت ردة فعله أن قال لهم المؤمن ليس بطعان ولا لعان .. لم يعيروه أدنى إهتمام وخرجوا .. وواصل التنوير بأعداد قليلة من الضباط من الذين كانت لهم مصلحة وفلسفة في الحضور ..)

** تأملوا ردة فعل وزير الدفاع لكل ما حدث.. و خاصة لما بدر من صغار الضباط من عبارات خادشة للحياء.. تأملوها لتتأكدوا من ضعف شخصية الوزير.. ثم عودوا و تأملوا ضعف شخصية رئيس أركان القوات المسلحة حيث قال: " الليلة لو ما كبرتوا أنا ما بمشي من هنا"..
قالها لصغار الضباط و هو الضابط (العظيم) الذي يأمر فيطاع و لا ينبغي له أن يستجدي الإطاعة..

** لقد إنهار الجيش من الداخل.. و الفوضى تنخر في مؤسساته مثل ما تفعل في جميع المؤسسات العامة بفضل (تمكين) غير الأكفاء!

** قاتل الله (التمكين) اللعين.. لقد أضاع الجيش السوداني كما أضاع السودان كله..

[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 2775

خدمات المحتوى


التعليقات
#1813469 [Ask Aristotle]
0.00/5 (0 صوت)

02-17-2019 09:29 PM
طبعا دا كلو بسبب الماسوني الهالك حسن الترابي الذي قصد أن يصبح السودان ضيعة له وتكون المؤسسات المدنية دمى في يديه القذرتين فأتى بهذه المثيرات العاطفية ليدجن بها القابلين للتدجين ومن ثم يمتطي ظهورهم ولكن لله شأن آخر وكل يوم هو في شأن حيث ذهب الترابي غير مأسوف عليه


#1813296 [ابو داطونه]
0.00/5 (0 صوت)

02-16-2019 10:26 PM
رحم الله ما يسمي بالجيش فأصبحوا كلهم عبارة طراطير


عثمان محمد حسن
عثمان محمد حسن

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة