المقالات
السياسة
ويسألونك عن التضخم؟؟
ويسألونك عن التضخم؟؟
02-17-2019 12:26 AM

(1)

جاء في أخبار الأربعاء الماضي أن معدل التضخم في البلاد قد انخفض في شهر يناير المنصرم إلى ما دون الخمسة وأربعين في المائة بعد أن فاق السبعين في المائة في ديسمبر الذي سبقه على حسب الجهاز المركزي للإحصاء وهذا الجهاز نشهد له بدقة المعلومات وصحة النتائج خاصة فيما يتعلق بالتضخم. فعندما وصل التضخم أرقاماً قياسية تنذر باحتراق البلاد لم يتوانَّ ذلك الجهاز في كشفها. وقد أرجع المحللون في الجهاز الانخفاض لعدة آسباب و على رأسها انحسار الصفوف أمام محطات الوقود ثم انخفاض أسعار الخضار (البصل والطماطم والأسود إلخ ...) والمحاصيل فالمحاصيل انخفضت لأن هذا موسم حصاد العروة الصيفية والخضروات انخفضت أسعارها لأن بشائر العروة الشتوية بدأت تنزل السوق (والله ياجماعة الخير ربنا عز وجل ما قصر معانا أبداً بلد ذي بلدنا دي قارية أي محشورة داخل قارة يكون فيها موسمان زراعيان بملايين الأفدنة ؟ فنحن المقصرين في حق أنفسنا وهذه قصة يطول الحديث فيها ).

(2)

للذين شككوا فيما قاله الجهاز المركزي عن انخفاض التضخم معهم حق لأن الجنيه السوداني مازال يتدحرج نحو الحضيض وبسرعة بينما الدولار (شايت فوق)، وهذا يعني أن الأسعار خاصة السلع المستوردة (شايتة فوق) هي الأخرى, كما أن الصادرات الزراعية لم تظهر حصائلها لدى بنك السودان وهذا بفعل فاعل وليس هناك جديد بشأن عائدات الذهب فالتسعين طناً وأكثر التي ذكرها وزير المعادن لم يرجع من عائدها إلا اثنان وعشرون طناً والحكومة من جانبها لم تعلن عن أي تخفيض في منصرفاتها فالتعيينات الدستورية في زيادة والسفريات والاحتشادات في زيادة (ياربي ما في وفد من الحزب الحاكم مشى أو ماشي فنزويلا لكي يقف مع الشرعية ضد الرئيس الذي فرضته أمريكا هناك) طبعاً سؤالنا هنا مشروع لأن هناك وفد من الحزب الحاكم قد سافر للمكسيك لتهنئة الرئيس هناك بمناسبة فوزه وأنا هنا أكاد أجزم بأن معلومات ذلك الرئيس عن السودان مثل معلومات حبوبتي كلتوم عليها رحمة الله عن الطاقة الذرية.

(3)

للفصل بين الرأيين أعلاه وكمعايش يومي للأحوال في السودان يمكنني القول إنه فعلاً قد حدث انخفاض في تكاليف المعيشة وللأسباب التي ذكرها الجهاز المركزي للإحصاء ولكن حتى لا نظلم الرأي الثاني يمكن أن نقول إنه انخفاض مؤقت جداً وها هو شهر فبراير الحالي يشهد ارتفاعاً في الأسعار, (ليسمح لنا الجهاز المركزي أن نسبقه هنا ) وهذا الارتفاع مرشح للزيادة لأنه أمس الخميس واليوم الجمعة (يوم كتابة هذا المقال) لاحظت أن الصفوف بدأت تطول أمام محطات الوقود ولكن في نفس الوقت لاحظت أن الخضار بدأ يزيد في الأسواق خاصة الطماطم، فالطماطم لها دور كبير جداً في خفض التضخم لأنها جوكر في المائدة السودانية وفي تقديري أن الطماطم تحتاج لوقفة من الجهاز المركزي وقبل ذلك من الاقتصاديين وهذه قصة لا بد من أن نعود إليها إن شاء الله . خلاصة قولنا هنا ومن خلال كل السرد أعلاه أزمة الوقود هي أهم عامل في التضخم وأن الطماطم يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في خفض سخانة الجيب.

السوداني





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 669

خدمات المحتوى


التعليقات
#1813309 [HASAN]
0.00/5 (0 صوت)

02-17-2019 03:46 AM
اي مقال هذه الايام لا يختم بتسقط بس خيانة للجماهير المرقت ضد الحرامية بصراحة الخوف ما بحلك و لا منافقة نفسك لانها تسقط بس


ردود على HASAN
Romania [Sam Mamoun] 02-17-2019 06:49 PM
ليس دفاعا عن دكتور البوني و لست مخولاً بالحديث عن قامة تربوية و مجتمعية مثله.
لكن، صكوك الوطنية لا تصدر تحت اسم حسن من رومانيا!
التخوين ساهل، و ما حبابو


عبد اللطيف البوني
عبد اللطيف البوني

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة