السياسة دكتور علي طه أيوب ذلك الكوكب الساطع في المهجر
دكتور علي طه أيوب ذلك الكوكب الساطع في المهجر
02-19-2019 02:44 AM
عندما جاءنا الدكتود علي طه أيوب كنا قلة في فينكس اريزونا فزدنا به عددا. اذ سرعان ما أصبح علي بشخصه وأسرته: زوجه وابناءه وأحفاده اجمل ما اتسع بهم المكان وازدان بهم الزمان. الحاجة منيرة أيوب، الدكتورة سها ومحمد أشرف وعلياء اشرف كانوا جميعا ريحانة تجمعنا وظلوا وجودا جميلا سعدت به الجماعة السودانية بأسرها وبذلك لم نعد قلة كما كنا من قبل. لقد اعطانا علي بذاته وبأسرته الصغيرة وأسرته الممتدة في السودان اجمل ما يتمناه الانسان من طيب المعشر في مثل ظروف الغربة. ذلك هو الجليس الصالح.
وجدنا في دكتور علي علما وأدباً ازدانت بهما أداب مجالسنا وحوراتها الراقية وفي اطار ذلك اتسعت دوائر المعرفة والعلم. ظل كل ذلك وافرا في اطار المكان فاتسع المركز السوداني الأمريكي بوجوده العالم وإسهامه الذي لم ينقطع بل ظل يتسع بما اشتهر به دائما في إطار ذلك الحياء الجميل الذي تكلل به صوته الخفيض النبيل. ذلك هو دائما في الجماعة. وهو اكثر اثرا عند كل لقاء به منفردا. بذلك لك ان تعرف وان تتصور كيف ازدانت وارتفع مقام المؤسسات الأكاديمية والمنظمات العالمية التي عمل بها. كان علي من اهم الحضور في حلقة أدب المجالس الذي ظللت أقدمه في المركز السوداني الأمريكي بأريزونا منذ سنوات. وفي إطار إسهامه المتواصل دعوته ليقدم لنا حلقة عن الزراعة في السودان. لقد أخذ الموضع بجد عرف به وقدم تلك الحلقة بما بهر الحضور كبيرهم وصغيرهم. وعند التحضير للاجتماع السنوي لجمعية الدراسات السودانية في اريزونا في للعام 2012 دعوته ان يشارك المؤتمر بورقة. لقد أخذ ذلك ايضا بكل الجد وعكف على دراسة مبتكرة حول حدود السودان الشمالية. وبقدر ما ظل يجد متعة في دراسته للامر وجدت فيه ذلك العقل الجبار الذي لا يبارى والذي يتحدى كل الحدود ليصل بالابتكار ما هو جديد وملهم. للأسف حل حائل جعله يذهب الى السودان دون ان يقدم ذلك المشروع لجماعة جمعية الدراسات السوداني. أقول ذلك لائما لنفسي حيث لا ينفع الندم باني لم أواصل معه ذلك المشروع بعد ذلك. وددت بذلك امثله لا حصر. واشارة الى نموذج فصيل من علماء السودان تعرفهم بسمتهم.
كان لعلي الأنيق مكانه المميز في كل مجلس وحضور. قال احمد ودسعد عن الخليفة عبدالله "أنوارك تشع في جبة القنجة". كانت انوار علي تشع من ذلك الجسد الرشيق في كل ما يجي من ملبسه سواء كان جبة او قميص. وكان وجهه الضاحك دائما والصبوح أبداً ياتي بالكلمة الطيبة التي يلحقها دائما بما يدخل البهجة في قلوب الحضور المكللة بالبسمة في الوجوه من فيض لمحات من ذلك الذكاء الفطري الذي يأتيك دون تكلف او تصنع كالبرق الساطع. وبذلك ظل لطيف المقال الآتي من جميل الخصال في صالون الأحد باريزونا هو الجامع بيننا حيث ظللنا نلتقي عصر كل احد بعد أسبوعين في لقاءات ودودة يتوافر فيها كل شيئ بين الجد والهزل ولذيذ الادام. الان بفقدنا دكتور علي أيوب فقد غاب عنا أحد كواكب مجتمعنا.
يا أهل علي به أصبحنا بعضا منكم وبه ايضا أصبحتم بعضا منا. تلك علاقة عضوية لا تنفض: أسس لها هو وسعدنا بها وسنسعد بها وبكم جميعا ودائما.
يا اهلنا في اريزونا نحن على موعد لنتدارس ونحتفل بإرث وحياة الدكتور الجليل علي طه أيوب وذلك بتأبينه يوم يطيب الكلام.
لك الرحمة الواسعة.
د. عبدالله جلاب
جامعة ولاية اريزونا [email protected]
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.