التطبيع.. الاحتمالات مفتوحة..!!
02-19-2019 02:07 PM
(ما فيش دخان من غير نار) / حكمة قديمة
@ كل يوم تتزايد الاحتمالات بدخول الحكومة في علاقة تطبيع مع اسرائيل و قد بدأت ترتفع الوتيرة عقب زيارة ، الرئيس الاسرائيلي نتنياهو لسلطنة عمان و زيارة الرئيس التشادى إدريس دبي لتل أبيب . رغم نفي وزير الدولة بوزارة الخارجية أسامة فيصل علم وزارته بهكذا اتصالات للتطبيع و كذلك نفي حزب المؤتمر الحاكم و ما جاء على لسان القيادى بالحزب عبد السخى عباس الذي حاول نفى زيارة مزمعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو الى الخرطوم المحطة القادمة للتطبيع مع إسرائيل ، إلا أن كل الاحوال تؤكد على عزم الحكومة وسعيها للتطبيع.
@ التطبيع مع إسرائيل كان (خط أحمر) لدولة المشروع الحضاري التي تتخذ من القضية الفلسطينية مؤشر لسياستها الخارجية تحرم أي شكل من أشكال العلاقات مع (العدو الصهيوني) مباشرة أو غير مباشرة . السياسة لا تعرف المواقف الثابتة ولا تعترف بالصداقة الدائمة او العداوة الأبدية ومن هذا المنطلق بدأت تتشكل مفاهيم و رؤى جديدة وسط الانقاذيين الحاكمين على الرغم من المواقف الرافضة للحركة الاسلامية ورئيسها الزبير أحمد حسن لأي إتجاه للتطبيع مع إسرائيل في الوقت الذي لم يظهر رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الدكتور عبد الرحمن الخضر أي رأي متشدد غير ما جاء ، أن حزبه لم يناقش مطلقا موضوع التطبيق مع إسرائيل.
@ كعادة أهل الانقاذ فى مثل هذه القضايا الحساسة ، يتوارون خلف مواقف (متناقضة) ، موضوع التطبيع مع إسرائيل أصبح حقيقة لا تحتمل الرفض لأنها تشكل مصفوفة كاملة لكسب رضاء المجتمع الدولي والتمتع بالمميزات و المساعدات و الدعم سيما و أن السودان حاليا مواجه بالعديد من القضايا غير المشاكل الداخلية هنالك إشكالات خارجية معقدة وأولها مغادرة قائمة الدولة الراعية و المساندة للإرهاب وإعفاء الدين الخارجي الذي بلغ ٥۰ مليار دولار و القبول في المنظومة الدولية و على كل هذا يتطلب الامتثال لمطلوبات ،WTO رأسها منظمة التجارة العالمية مصفوفة المجتمع الدولي و التي منها التطبيع مع إسرائيل بجانب حرية الاعتقاد و الحق في الاجهاض وزواج المثليين وإطلاق الحريات الاخرى.
@ بعض المحسوبين على الحكومة يروجون للتطبيع مع إسرائيل من خارج صندوقها و يشجعون المساهمات الفكرية والمبررات التي تسوقها بعض الجهات السياسية لتتبني المشروع بعد أن يصبح أمرا واقعا و من الملاحظ أن بعض وسائل الاعلام و الصحف اليومي جعلت الباب مواربا في المطالبة بالتطبيع مع إسرائيل على خلفية أن معظم الدول العربية تدخل في علاقات تطبيع مع اسرائيل بمن فيهم الفلسطينيين أصحاب القضية و انه لا صالح للسودان في مقاطعة اسرائيل و قد آن الأوان لأن يلعب السودان ل(صالح ورقو) و هذا ما يريح اعصاب الحكومة و يطمئنها، مثل ما جاء على لسان أحد البرلمانيين بضرورة التطبيع مع اسرائيل والترحيب بزيارة نتينياهو بغرض الخروج من الازمة الاقتصادية و اعفاء الديون و الاندماج في المجتمع الدولي و من ناحيتها تنتظر الحكومة عودة الامام المهدي لتحريك هذا الملف.
@ بغض النظر عن قناعة الحكومة و حركتها الاسلامية في قبول التطبيع مع إسرائيل إلا أنها اختارت التوقيت الخطأ للتطبيع اذا كانت هذه هي نواياها لجهة أن حكومة الليكود التي يقودها نتنياهو مواجهة بالعديد من الازمات هي الاخرى و تريد أن تهيئ الاجواء لانتخابات مبكرة و تحقيق نتائج على الصعيد الخارجي بالتطبيع مع (العرب) خاصة أصحاب الوضع الاقتصادي المميز و في ذات الوقت و نتيجة لسياسة الليكود عادت مرة الى السطح موجة العداء للسامية اكثر ضراوة و بدأ اليهود مرعوبين في اوروبا خاصة المانيا التي رفع مواطنوها شعار النازية (الصليب المعكوف) و التهديد باعادة (الهولوكوست) المحرقة مرة أخرى فى الوقت ذاته، غادر فرنسا اثر ذلك اكثر من ۲۰ الف يهودي و ما تزال اوروبا تغلي ضد الصهيونية التي احكمت قبضتها على الاقتصاد و الثروة وسوق العمل. السودان لا يشكل أي اهمية فى الوقت الراهن غير أنه سيصبح (عالة) على العدو الصهيوني الذى لا يشعر بما يهدده من السودان .
@ مع ازدياد الحراك الأخير ظنت الحكومة أن بالخبز وحده يحيا الانسان و بدأت تلف و تدور بأن المشكلة كلها في الازمة الاقتصادية ولا يريد أن يسمع اهل الانقاذ بأن الازمة هي مجرد ازمة سياسية وبدأوا بالفعل يلوحون هذه الايام بأن هنالك قوى عديدة تعمل كسمسار للتطبيع مع اسرائيل التي تعهدت على حد زعمهم بأنها سوف تدعم الاقتصاد المنهار ولكنهم رفضوا التطبيع ليس بسبب موقف من مصالحة العدو ولكن يريدون أن يتمظهروا للعرب بأن لهم كرامة و نخوة عربية تمنعهم مصالحة العدو و للسودانيين بأن هنالك عزة نفس و كرامة تمنعهم من بيع القضية وهم حقيقة و في سبيل البقاء في كرسي الحكم فصلوا الجنوب وفرطوا في مقدراته من مشاريع اقتصادية تم بيعها بأبخس الأثمان و التطبيع مع العدو الصهيوني ان تم لن يخرجهم من مأزق الحكم.
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
حسن وراق
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|