المقالات
السياسة
(جُبة الدرويش)
(جُبة الدرويش)
02-21-2019 12:08 AM

:: لكثرة العطلات، فالعام الدراسي - كما جُبة الدرويش - يضج بالثقوب والترقيع. اقترح البعض تأجيل موعد امتحانات الشهادة السودانية، ولكن رفضت وزارة التربية والتعليم الاقتراح، وأعلنت عن الامتحانات في موعدها - الثاني من مارس المقبل - مع الالتزام بتعويض الطلاب عن العطلات.. لقد تعطلت المدارس في الخريف، وفي الدورة المدرسية، ثم في أزمة الرغيف وما تلاها من احتجاجات.. لتلتزم الوزارة بتعويض الطلاب بالتدريس أيام السبت وتعليق حصص الأنشطة المدرسية.

:: وتبقى الأسئلة التي تؤرق مضاجع أولياء الأمر: هل التزمت كل مدارس السودان بالتدريس أيام السبت؟ وهل أيام السبت تكفي تعويضاً؟ وهل علَّقت كل مدارس السودان حصص الأنشطة المدرسية؟ وهل حصص الأنشطة تكفي تعويضاً؟ أي يتم تعويض الطلاب عن كل تلك العطلات، بحيث يجلسون على الامتحانات وقد (أكملوا المُقرَّر)؟ أم تجتهد وزارة التربية والتعليم في طي هذا الملف بنهج (مشطوها بي قملها)، أو كما يقول المثل في مقامات (الكلفتة)؟

:: والمهم.. بعد رفض تأجيل موعد الامتحانات، هددت وزارة التربية والتعليم بأن هناك عقوبات رادعة سوف تطال مُطلقي الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول امتحان الشهادة السودانية، وباتخاذ إجراءات ضد كل من يضلل الرأي العام بنشر معلومات خاطئة.. وأكدت جاهزية الوزارة للامتحان، وأن نقل الامتحانات سيتم بتأمين عالٍ، وأنه ليست هناك مشكلة غير الاستخدام السيئ للوسائط.. وأنه تمت معالجة الثغرات التي تؤدي لكشف الامتحانات.

:: ولكن فات عليها أن مواقع التواصل لم تنقل غير الحقائق.. أي كانت هناك ثغرات تسربت عبرها ورقة الكيمياء في العام الماضي، ثم قبلها كانت حادثة الطلاب الأجانب، ومع ذلك لم يُعاقبوا من نلقبهم بالمسؤولين.. نعم، فالشاهد أن قضايا امتحانات الشهادة السودانية تُعتبر من قضايا (الأمن القومي).. ولذلك، عقب حادثة الطلاب الأجانب وتسرُّب أوراق امتحان الكيمياء، فإن المسؤولية الأمنية كانت تقتضي إقالة أو استقالة كبار المسؤولين بوزارتي الداخلية والتربية والتعليم.. وهذا ما لم يحدث.

:: وناهيكم عن الوزيرين والوكيلين، بل حتى مدير عام الامتحانات لم تحدثه نفسه باستقالة، وكذلك لم يقيلوه.. وهذا ما كان يجب أن يحدث لو كنا دولة تحترم أمنها القومي.. وفي الخاطر، عندما حاورت إحدى الصحف السر الشيخ أحمد الوكيل السابق لوزارة التربية والتعليم حول تسرّب أوراق امتحان مادة الكيمياء، ثم سألته: لماذا لم تستقل بعد تسريب مادة الكيمياء؟ رد عليها بكل براءة: (كان يمكنني أن أقدم استقالتي فوراً، ولكن في حالة تقديمها بعد الذي حدث يعتبر الأمر هروباً من المسؤولية).. فتأملوا!!

:: وعلى كل حال، حتى لا تتكرر المآسي والخسائر في امتحانات هذا العام، فعند توزيع أرقام الجلوس، يجب سد ثغرة عزل الطلاب الأجانب عن طلاب السودان.. أي يجب توزيع الطلاب الأجانب في كل مدارس الخرطوم وبعض مدارس الولايات.. نعم، فلتتعظ إدارة امتحانات الشهادة السودانية من تجاربها المريرة وتتعلم من دروسها القاسية التي كبَّدَت البلاد وشعبها خسائر فادحة، إذ ليس من سلامة المراقبة - ولا من حسن التأمين - عزل الطلاب الأجانب عن الطلاب السودانيين.

السوداني





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 898

خدمات المحتوى


التعليقات
#1814237 [one of the good old days teachers]
1.94/5 (5 صوت)

02-21-2019 05:53 PM
يا اخ يا طاهر يا ساتى.. اكمال المقرر ماهواش "أضيه"! التعليم والتعلّم والعلام ما مربوط بسنه دراسيه..او بامتحان شهاده او عمل طيب" دا لو كان التعليم فعلن من اجل التعليم والمعرفه وتوسيع المدارك و الChange in Behavior ويهدف الى اكساب الطلاب مهارات التعلّم مدى الحياة وليس FOR HE SAKE OF EXAMINATION .. ما تفتكرالناس بتتعلّم من "الايام" ومن الصحافه اكتر من القناة القوميه او من S24!
* تانيا وضع الامتحان يمكن التحكم فيهو..الاسئله يمكن وضعها فى حدود ما يكون تم تدريسو من المقررات الدراسيه المتوقع تكون المدارس تمكنت من اكمالها..ربما كانت هذه نفسها مشكله اذا ما كانش فى متابعه ليها..ودا طبعن موضوع ما يكونش فات على "بت المعلم الدولّب" ووكلائها الابرار"! خلّيكم متفائلين بالخير تنالوه!
* التركيز يكون على الحاجات التانيه ..سلامة الوصول لمراكز الامتحانت وسلامة العودة الى مراكز التصحيح ..وحاجات اخرى ؟؟ طرينا الشر ليبعدو!
* ما تخافو ولا تقلقلو.."المُقدّر لا بدّن يكون!"بينكم من كبار شيوخ الامتحانات "ابو حسام" اين محى الدين.. جاهز لكل كريهة وسداد ثغر!


الطاهر ساتي
الطاهر ساتي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة