المقالات
السياسة
عمر البشير الطيب الطيع الذي لا تعرفه نخب الخليج
عمر البشير الطيب الطيع الذي لا تعرفه نخب الخليج
02-22-2019 12:21 PM

((ممنوع قراءته لمن هم دون ال 18 سنة))!

لى معرفة جيدة بدول الخليج ونخبها فقد عملت بتلك المنطقة العربية مقيما وتعاملت مع بعضها في زيارات عمل عديدة لأكثر من عشرين سنة وعلي نحو شامل تقريبا كان التعاطي مع السياسة احد الممنوعات والخطوط الحمراء التي ينصحك من هم اقدم منك في تلك المنطقة بالإبتعاد عنها لكي تعيش في (امن وأمان) في تلك الدول ويختصرونها (بالثلاث تاءات).

عدم المعرفة بالسياسة علي نحو عام وعدم الإهتمام بها من قبل النخب الخليجية في ذلك الوقت تحديدا كان واضحا من عدة امثلة .. علي سبيل المثال كثبرون منهم كانوا يستغربون ويتساءلون عن سبب استبدال الشعب السوداني للراحل (سوار الدهب) .. ونحن نقدر اعرافهم وما ارتضوه لأنفسهم في طريقة ادارتهم لدولهم وممالكهم واماراتهم.

لكن تلك الأعراف جعلتهم لا يفهمون او لا يعلمون بان سوار الدهب كان من اخلص الناس لجعفر نميري الذي اطاحت به انتفاضة ابريل 1985 وانه تمنع كثيرا ولم يستجب بسهولة (لاوامر) صغار الضباط بانحيازه للشعب واستلامه للسلطة حقنا للدماء حتي تجري انتخابات ديمقراطية وانه ما كان يستطيع البقاء لاكثر من عام حتي لو رغب في ذلك وهو قائد عام الجيش ووزبر الدفاع حينما كان بتم تهريب اليهود الإثيوبيين الفلاشا عبر السودان لإسرائيل بموافقة واشراف النظام إضافة الي معاناة الشعب السوداني المعيشية التي تشبه الوضع الحالي..

كل ذلك تتجاهله النخب الخليجية العربية عامة او انهم لا يعرفونه، اكثر من ذلك فسوار الذهب غفر له الله حق الشعب السوداني اتضح انه كان (إخوانيا) مندسا تحت غطاء الطريقة الختمية والحزب الإتحادي الديمقراطي مثل رئبس وزرائه د. الجزولي دفع الله ولذلك لم تبادر حكومته التي في يدها شرعية ثورية بالغاء فوري لقوانبن سبتمبر المعيبة التي اذلت الشعب السوداني وهددت وحدة السودان كما وصفها الشهيد الأستاذ / محمود محمد طه في منشوره (هذا او الطوفان).

اضافة الي ذلك فان فترة سوار الدهب تلك هي التي مهدت الأرض للإخوان المسلمين لحكم السودان لاحقا كما فعل النميري في سبتمبر 1983 والسيد الصادق عام 1987 بائتلافه معهم وابعاد الإتحاديين.

على سبيل المثال خلال فترة سوار الدهب تم تعيين (عمر البشير) ووقتها كان عقيدا (رئيسا) لاحدي اللجان التي اوكلت لها مهمة تصفية جهاز امن نميري فكانت نتيجة ذلك تقارب مبكر لعمر البشير بضباط كبار في ذلك الجهاز المايوي استعان بهم بعد انقلابه في 30 يونيو 1989 ابرزهم الفريق (الفاتح عروة) مهندس عملية ترحيل الفلاشا الي اسرائيل فبدلا من ان يعدم اصبح علي راس جهاز امن عمر البشير خلال فترة ما ثم سفيرا للنظام في امريكا وممثلا له في الامم المتحده..

هذا هو عمر البشير الذي ظلت تدعمه دول الخليج ولا تعرفه النخب الخليجية وهو وبطانته وزمرته يفسدون ويعبثون بمال السودان وبالدعم الذي ياتي من دول العالم خاصة دول الخليج ويستخدمونه في شراء ذمم الارزقية والمأجورين بل لاستمالة عدد ضخم من قادة الاحزاب والحركات لشق صفوفها واضعافها فى وقت لم يكن فيه السودان في حاجة الي تسول او قروض.

الشاهد .. استوقفتني عبارة رددها احد الضيفين الذين شاركا مع الرفيق ياسر عرمان في حوار عبر قناة الحرة احدهما من قطر والثاني من السعودية، احد الضيفين وصف عمر البشير بانه (طيب وطيع).

فهل تلك صفات كافية لشخص يرأس نظاما في السودان لمدة 30 سنة؟

وعمر البشير الطيب الطيع هذا هو من وقف ضد دول الخليج كلها في حرب اجتياح الكويت بواسطة صدام حسين رحمه الله وبدل اعلامه في الأجهزة الرسمية اسم الكويت الي المحافظة العراقية رقم 19 كما ذكر الراحل عبد الله السريع في كتابه (كنت سفيرا في السودان) ذلك الرجل الذي احبه الشعب السوداني كله خاصة في جنوب السودان ولقب بعبد الله جوبا.

هذا لا يعني اننا كنا نريد موقفا ضد صدام حسين وانما استمرار موقف السودان الذي عرف به في التوسط وحل المشاكل افريقيا وعربيا بدلا من الإنغماس فيها كما يحدث الآن في اليمن مما جعل النظام غير قادر علي تحديد موقف واضح وهل يدعم الرؤية السعودية ام القطرية بل اصبح يأكل من فتات المائدتين باسم السودان وهل هذا موقف رئيس طيب ام منافق وانتهازي؟!

وهل حدث في تاريخ تلك الدول ان شتم قادتها من قبل نظام سوداني كما شتم قادة الخليج من اعلام نظام عمر البشير ومتحدثه الاول الرائد وقتها (يونس) والذي سماه شعب السودان (بديك العدة) .. لقد شتم ذلك الرائد حاكم الامارات الشيخ زائد رحمه الله ووصفه بالشيخ (الفاجر) مثلما صف الملك فهد رحمه الله بالملك (الداعر).

هذا الرئيس الطيب نفض الغبار عن ذلك الرائد الذي اصبح لواءا واعاده لكي يوجه اساءاته وقبح كلماته لثوار اشرف واطهر ثورة سلمية في تاريخ السودان بل في العالمين الافريقي والعربي.

ثم دعوني اعود للكلمتين اللتان استفزتاني وكانتا سببا لكتابة هذا المقال هما انه رئيس (طيب وطيع).

فطيب تلك اشتم منها في حديث ذلك الضيف القطري علي البرنامج ما يقصده المصريون حيث تعني الشخص (الساذج) الاهبل الذي لا يؤاخذ ولا يعي ما يقول ويذهب المعني الي ابعد من ذلك حيث يمكن ان يتنازل بكل بساطة عن حقوقه وما لا يمكن التنازل عنه وفعلا عمر البشير يفعل ذلك الا مع شعب السودان فهو لا يكتف بعدم التنازل حتي لو انفصل الجنوب واباد منهم 2 مليون وحتي لو اباد نصف مليون في دارفور بل هو لا يتنازل عن السلطة بعد 30 سنة رغم انه اقر ذلك في دستور اجازه مجلس شعبه واستلم نسخته بيديه واعلن عن انه لن يترشح في مرتين عام 2015 و2020 .

اما كلمة (طيع) التي وصف بها ذلك الضيف (عمر البشير) فهي اسوا من كلمة (طيب) عند المصريين.

فبحسب فهمنا الشعبي السوداني فإن كلمة طيع تعني انه (يتخلي) عما يستر عورته بنفسه لا يهمه ما يحدث له بعد ذلك وهو لا مجبرا او مكرها كما فعل كلاب امنه مع ذلك الأستاذ الشهيد رحمه الله وغفر له الذي اغتيل تحت التعذيب و(بالخازوق) .. اخزي قاتليه وانتقم منهم في الدنيا وفي الأخرة وفي مقدمتهم (الطيب - الطيع) عمر البشير كما وصفه الأخ الخليجي.

[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1414

خدمات المحتوى


تاج السر حسين
تاج السر حسين

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة