رمال متحركة
02-22-2019 09:34 PM
يستخدم الحزب الحاكِم أقصى ما في حصّالة إمكانياته ليُنتِج خطابه السياسي باللون والرائحة والطعم التي تستطعمه الظروف بحيث يُحقق أقصى المكاسب والأهداف. خطاب سياسي يقف على رِمال متحركة لم تعرف الثبات يوماً من الأيام على أرضية (المبدأ).
حزب.. ظل على الدوام حريص على تحطيم الرقم القياسي في إستخدام (الغاية تُبرِر الوسيلة) فكان هو الحزب صاحب الخطاب التي توعد قُطبي العالم ( روسيا/ أمريكا) بدنو العذاب والضرب عند الملاقاه و(الآذان في واشنطون وإقامة الشرع الواحد فيها وكان في وقت آخر هو من يسترضي القطبين ليرضوا).
هو ذات الحزب الذي قرر في لحظة من لحظات (الهوس) إستخدام (الشباب) وقوداً لحرب خاضها فأنفق فيها السودان كل طاقته البشرية من الشباب كضحايا لقرار (سياسي) تمت تغطيته بغطاء (ديني)..
هو.. هو النظام الذي طارد (الشباب) في الشوارع بمركبات (الكشه) والخدمة (الإلزامية) لأجل مشروع لاناقة لهم فيه ولا جمل. الشباب الذين ماتوا وفاضت أرواحهم غرقاً في النيل من (معسكر العيلفون) في التسعينات ماتت معهم أحلامهم بوطن يسعها وينتظرهم فيه مستقبل يعبر عن أفكارهم بعيداً عن (العك السياسي) وبعيداً عن الإستخفاف برؤيتهم لكيفية حكم هذا البلد..
أم يفهم هذا الحزب أبداً بأنه ليس من ضمن مشاكل الشباب السوداني أن يكون هنالك (جنوبي) و(شمالي) وأن يكون هنالك مُنتمي حزبي يرى بأنه صاحب الإمتياز على الآخرين بسبب الدين أو العرق أو الإنتماء لحزب يرى بأنه صاحب الحق في منح صكوك الغفران.
من يقرا خطاب هذا الحزب هذه الأيام لن يندهش بأي حال من الأحوال لأن هذا الخطاب لا ينفصل عن ماكينة العقل الحزبي التي وقودها هذا التقلُب والإنتهازية. خرج (الشباب) إلى الشوارع وقالوا كلمتهم وإنحيازهم للقضايا التي يؤمنون بها وإختاروها دون تطفيف أو مزايدة من أحد فإنتبه هذا الحِزب إلى حقيقة أنه محتاج لخطاب سياسي من خلاله يستطيع أن (يشتري) به النظام رضى الشباب وقبولهم.
خرج هذا الحزب بخطاب ( ناعِم) المظهر (خبيث) النوايا تجاه الشباب ظاناً بأن حراك الشارع الذ ي يشكل الشباب قلبه النابض الآن يمكن أن يُخمد بهذا الخطاب.
خرج بأسم بمن نصّبه النظام والحزب الحاكم قيماً على (الشباب) في المجلس الأعلى للشباب والرياضة مُبشراً بقيام (مؤتمر) يناقش قضايا الشباب في مارس القادم.
قدم السيد / اليسع صديق في المنبر الإعلامي الذي تنظمة وزارة الثقافة والإعلام والسياحة خطبة من خُطبة (المحفوظة) والمحتشده بأرقام عن المواعين الرياضية والمراكِز الشبابية التي سيتم إفتتاحها في القريب كما لم ينسى المواعظ عن خطورة (المخدرات) على الشباب وكأنه يحمل همّهم وهو في الحقيقة يسوِّق في فكرة بقاءه مسؤولاً عن قطاع حيوي وفعّال كقطاع الشباب والرياضة وهو الفاشل بدرجة الإمتياز.
هو المنتهك بإمتياز لأهلية وديموقراطية العمل الرياضي فوضع البلاد على حافة (التجميد الرياضي) فقط لأنه (المحمي) من الحزب الذي ينتمي إليه وهو الإختيار الذي لا يُناقش من أهل السلطة.
الشباب الآن يا رئيس المجلس المجلس الأعلى للشباب والرياضة لديهم (مشروع) تغيير متكامل متجاوز تماماً لمحطة (المؤتمرات) والخطب السياسية التي تتعامل مع طموحاتهم وكأنهم سّذّج يمكن أن يُغرر بهم مثل هذا النوع من الخطاب.
قيادات سياسية بهذا المستوى من عدم الإستيعاب لواقع الشباب السوداني قضاياهم وطموحاتهم بالتأكيد ستكون حلولهم المطروحة في حدود (الوعود) والتطفيف السياسي بالمؤتمرات.
حالة (الإنفصال) التامه للشباب السوداني عن كل مشروعات وبرامج ومؤسسات هذا الحزب لا تُقرأ على أساس أنها موقف سياسي معارض وإنما هي شهادة (وفاة) لمشروع النظام بتدجين أجيال.
هي بمثابة (تقرير) نهائي بأن هذا الحزب فشل في أن يجعل من الشباب السوداني من ضمن (رصيده) البشري الذي يصنع المستقبل.
السياسات الفاشلة هي التي فرضت طوق العُزلة بين هذا الحزب والشباب وخلقت هذه المفاصلة.
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
خالد ماسا
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|