المقالات
السياسة
البشير يشعل النار في بيته
البشير يشعل النار في بيته
02-23-2019 10:57 AM

تشبه القرارات الاخيرة للبشير الطفل الذي يعبث بالنار في البيت فيشعلها حريقا لا يبقى ولا يزر ، ولا أعلم من الذي اشار عليه بها ، فقطعا لم يفعل الصواب بل على العكس صب الزيت على النار ، وسيرى بعينيه نتيجة فعله في غضون ساعات ليس إلا.

فمن العبث بمكان أن يظن البشير في الناس الغفلة لهذا الحد ، ويحاول أن يصنع لنفسه دورا مرسوما بسذاجة في التغيير القادم ، فقد أراده تغيير هو صانعه وهو صاحب القرار فيه ومن خلفه ثلة المنتفعين وتجار السلطة عبر آلية الحوار الميت الذي هو نفسه من دفن حكومته في نفس الخطاب.

ينسى الرجل أن المطلوب هو نفسه وأن رأس التغيير هو ذهابه غير مأسوف عليه ومن خلفه حرسه القديم والجديد وليس أن يطرح نفسه ويسوق الثوب البالي بعد صبغه بلون الوطنية والثورية.

رجل لا يستحى وليس في عروقه نقطة دم من نقاء وصدق ، يترحم على الشهداء كأنهم ماتوا في حادث سير ، ولا يرف له طرف ، فينطبق عليه المثل (يقتل القتيل ويمشي في جنازته).

يثمن دور الشباب في صنع التغيير ويطاردهم بالتاتشرات في الشوارع والازقة وداخل البيوت.

يدعو الاحزاب للتعاون وصنع مستقبل البلاد ويعذب منسوبيها بالخازوق ويحتجزهم في المعتقلات.

تناقضات لا اول لها ولا آخر . واضطراب كامل . وعدم وعى وغياب مبيت النية وعن قصد بسبب العجز الكامل عن التفكير ، لتعود الانقاذ من حيث بدأت لقانون الطوارئ وكأن الذي يجري في الشوارع ليس قانونا للطوارئ . ونفس الحكام العسكريين والدولة البوليسية.

لا يعلم هذا الرجل أنه الآن أثبت للعالم كله أنه في مهب الريح ، في ظل قانون الطوارئ خرجت الدولة من مصفوفة دولة القانون لدولة يحكمها شخص واحد وكل شيئ فيها مباح حيث لا حهاز قضائي ولا تشريعي ولا محاسبة لاي خرق لحقوق الناس.

وهذا بالضبط ما كان يجرى من قبل والذي كانت تنكره الحكومة فالقتل والتعذيب والاعتقال وانتهاك حرمات البيوت كان هو الحاصل دون اعلان بل وبنكران صريح له ، ولكنه الان أصبح معلنا ومن الآن فصاعدا ستتعامل كل الدول مع الحكومة على أنها دولة خارج المنظومة القانونية.

فلينس البشير الان الغطاء الذي كان يتستر به ، لا قانون ولا دستور ولا قضاة انتهت الدولة المدنية بزيفها واطلت دولة العسكر والفرد بوجهها سافرة من غير مساحيق .
على الارض لن يتغير شيء في تعامل الامن مع الثوار ، والثورة الان في مواجهة تحد لاسقاط ما تبقى من هيبة النظام ، هزة واحدة تكفى ليكون عالى النظام سافله .
فقد فتح النظام اخر مظلته الامنية وهي اخر ما تبقى له في كنانته ، فارغ من اي مضمون فكري ولا يملك اي حلول لازمته بل يعمقها كل يوم اكثر فاكثر.

لقد حاول البشير ان يضرب بخطابه عصفورين بحجر واحد ، أن يلتف على مطالب الشعب من ناحية , وأن يقمع المتظاهرين ويخيفهم بقانون الطوارئ بعد أن فشل في كل الشهور الماضية في اخماد صوتهم.

وسيفشل في كلا المخططين ، فالخطاب وما فيه لا يقنع طفلا في الروضة ويحمل الناس على مقاومته ويستفزهم لرفضه بكل قوة فهو أقل بكثير مما يريدونه ، والطوارئ عمليا هي السائدة فمنذ متى حكم النظام بالقانون ومنذ متى تعاملوا مع الثوار بالقانون.

فهل قتل الشهداء في قانون الظوارئ ؟ وهل عذبوا به ؟ وهل اعتقلوا وفقا لنصوصه ؟
اذا لا جديد في هذا الخطاب ولن يكون اكثر من القشة التى قصمت ظهر بعيرهم ، فلستعد الثوار لتولى زمام الامر ، فالسقوط أصبح قريبا جدا.





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 4969

خدمات المحتوى


التعليقات
#1814550 [احمد فاضل]
0.00/5 (0 صوت)

02-24-2019 06:04 AM
نعم ولك الشكر
هناك مقالات وامثال وحكم لا نعرف مدلولها الا بعد حدوث حاجة توضحها ..خد مثلا قولهم ..شال اصبعو طبز بيهو عينو ..اصلا مش ح تلقى ارضية لفهم هذا القول البليغ الا لما تتأل غثاءات هذا البهاول البسبر والقررات دي واحدة منها وااله اذا قال قائل انها من املاؤات المعارضة لتوكيره لصدق ..قول تاني ..عبارة خبط عشواء ذلك ان السيد الرييس اكبر فنان في تفهيمنا معنى العبارة دي .وانصح ص. قوش ان يموث ذكاءه المدعى ويغسل بمائه نجاسات نفسه في مواضع النجاسات المعلومة .


#1814447 [زهير المسلمابي]
3.44/5 (5 صوت)

02-23-2019 12:26 PM
تسلم كتير والله لم تقل الا الحقيقة فليستعد الثوار لتسلم الامور


د. زاهد زايد
د. زاهد زايد

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة