الضرب ضرب اليسار والكر كر اليسار والثورة ثورة شعب
02-23-2019 07:45 PM
ليت أن اكتفى المؤتمر الوطنى بالتسريبات التي تناسلت هنا وهناك,على حد تعبير تجمع المهنيين, ولم يلقي البشير خطابه ,فالتسريبات الاولية عن محتوى الخطاب كانت افضل قليلا من الخطاب نفسه, والخطاب بدلا من ان يعمل الخطاب لجهة تهدئة ما في النفوس الثائرة على حد ظنهم, أجج الخطاب النار التي تموج تحت المرجل فذادته لهيبا على أحمرار.
رغم أن ملخص الخطاب في تسريباته كان كافيا ليغنيك عن الاستماع للخطاب مباشرة, اصر معظم الناس ان يشاهدوا الحدث صورة ويسمعوه صوتا , ليس ليتاكدوا من صحة التسريبات, فهي وإن صحة لا تسمن ولا تغني من جوع, فعشم الثوار في ثورتهم عشم الأنبياء في الجنة, ولكأن العصبة لا يعلمون, لقد الح الكثيرون على أنفسهم مشاهدة الرئيس وهى يلقي خطابه, بغية أن يستمتعوا الرؤية في انكسار المؤتمر الوطني عن جبروته المصطنع والذي ظنوا به أن لن يقدر عليهم أحد, فلأول مرة يقف البشير منتصبا ليعترف بان هناك حراك يستحق النظر في أمره, وأقول حراك لانه وحزبه لن يعترفا بانها ثورة الا بعد يجتثا جثا من السلطة وأعلام الثوار ترفف في باحة القصر, ولاول مرة يعترف ويترحم في شهداء هم امتداد لتضحيات كثيرة قدمها الشعب السوداني مهرا لحريته المرتجأة, ثم الانكسار عن تلك العنجهية حين ظنوا انهم قد ملكوا الدنيا وما فيها إبان حوارهم المنسوب جزافا للوطن, فكانوا يستخدمون مفردات العزة وهم ازلاء من شاكلة "صفرجت" و"الحوار بمن حضر" ويضعون حتى الاشتراطات المستفزة للاحزاب التي تنادت بالحوار معهم بل ويصافحون قادتها أحيانا في كبر, بالامس عاد مسكينا ذا متربة يستجدي الحوار الحافا , وهيهات أن يناله, ربما كانت في تلك الايام حين رفضوا الحوار المشروط بمطالب الثورة الآن فرصة لتصحيح المسار, ولكن صلفهم جعلهم يركلون الفرصة تلوالاخرى حتى بلغت الروح الحلقوم, فلمن الامر آنئذ؟
لقد كان واضحا في الخطاب أن البشير وحزبه يتصطنعان الثبات والحنكة في موقف لا يحسد عليه رئيس وموقف تشفق فيه على حال" حركة"
فإن كان للخطاب من فائدة, فانه قد بين مدى العزلة التي يعانيها النظام, فالمفترض أنه في مثل هذا خطاب أن تحضره شخصيات قومية أو هكذا هم زعموا أن عددهم يزيد عن الثلاثمائة, فاذا بنا لا نرى الا العصبة من الحركة الاسلامية يتوهطون عن قرب من السلطان في كل الصفوف خلفا وأماما, فاين ذلك الوقوف المتساوى مسافة من كل الاحزاب وبعض منهم لا يزال في الحبس وتحت التعذيب واين هي تلك الشخصيات الوطنية واين هم التكنوقراط قوام حكومتك القادمة, لا عذرا فلا احد يرقب أن تحرق ثيابه.
ثم أن الخطاب بين مدى التخبط والصراع الذي يعتري النظام في داخله, فإذا بالخطاب الذي يفترض أن يسمعه الناس عند تمام الثامنة تأخر الي وقت الهجود, فاذا هو بفحوى يختلف عن ما سرب أو ما صرح به لماما الجهاز الذي يقود فعلا الدولة, ما جعل الكثيرون يظنون ان الخطاب تبدل جراء الصراع الذي يعتمل والحيرة الموصولة بلا رجاء.
الخطاب الذي من المفترض أنه يخاطب شعب ينادى باسقاط النظام في الحال, بشرهم بان التعديلات المقترحة على الدستور والمنتظرة فقط إجازتها من البرلمان فيما يتصل بأمد الرئاسة وتوسيع صلاحية الرئيس قد تمضي في سبيلها بعد حين فكل ما فعله البشير أنه أرجأها لنظرة ذي ميسرة, والخطاب الذي وعد فيه الرئيس ان يكون رئيسا لكل السودانيين لم ينفي قطعا أن الرئيس سيتنحى عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني, والخطاب الذي عزا كل التظاهرات الي مسبباب اقتصادية لم يحدثنا حتى عن اي حل أقتصادي , ولكن حاول تلين القلوب ببعض التناديات السياسية لانه يعلم مثل كل الاخرين أن في السياسة موضع الجرح وموضع الجرح يؤلم بالضرورة ولكنه يأبى أن يعترف بذلك صراحة.
والخطاب الذي توعد فيه بالانصاف والعدل فيما يخص شهداؤنا أفترض أن الشعب سيقبل محاكمة المنفذين فقط وان لا حساب للذين أمروا بالقتل ومنهم بالطبع الذي ألقى الخطاب ذات نفسه , فقد لوح في مناسبات سابقات باستخدام الخطة (ب), ومنهم كل الذين كانوا يوما على راس الاجهزة الامنية فالامر يا سيدي لم يبدأ في 19 ديسمبر.
خطاب البارحة لا يختلف عن كل الخطابات السابقة, كله أحاديث بغرض الاستهلاك السياسي وكسب الوقت, احاديث لا زالت تفترض في الشعب الغباء وفي قائليه الذكاة والفهلوة والشيطنة.
من شدة بهاء هذه الثورة أن النظام لم يجد فيها ما يعيبها غير شعار اي كوز ندوس دوس, فللعجب الشديد هم يعترضون على مجرد شعار بينما هم فعلا يدوسون الثوار بالتاتشرات ويضربون النساء والاطفال والكبار وكل من قال حتى مازحا تسقط بس, لقد كنشكوا في هذا الشعار ليجعلوا منه منقصة في حق الثورة, فادعوا أن ذلك دعوة لاقصاء الأخر, وادعوا تبطينا أن اليسار هو وراء هذا الشعار, رغم أنه شعار وليد التظاهرات ووليد الشارع, فما سجل التاريخ هكذا شعار لكل اليسار, ولا دعا اليسار اصلا لاقصاء الاسلاميين, بل وبالعكس فقد نفى سكرتير الحزب الشيوعي في مقال له وجود أي دعوة حزبية للاقصاء, فالكل له كسبه في مقبل الديمقراطية ووفق الدستورالذي يرتضيه الشعب قبلذاك. أن ما يخيف حرس الاسلاميين القدامى حقا شعارات الثورة, فهي شعارات تقدمية جدا, كانت ترددها النخبة فقط ولكنها الان ملك العامة, فليس مصادفة أن الهتاف الرئيسى في التظاهرات" حرية سلامة وعدالة هو شعار الحزب الشيوعي في مؤتمره السادس, وليس في الأمر دسيسة بل هو الوعي الذي قدموه ما أستطاعوا, فلذلك يرى أولئك الاسلاميون في كل تظاهرة شبح اليسار,, فالضرب ضرب اليسار والكر كر اليسار والثورة ثورة الشعب وعم صديق يوسف في الحبس!
أما السؤال الذي لا اجابة له عندهم , من اين للبشير بتكنوقراط محترمين ليشكل بهم حكومتهم ؟ ومن أين له بطاقم من الجنرالات يولونه الولاء الخالص ليحكموا عن المدنيين الولايات, فالضباط في نهاية الامر ولاءهم للجيش مهما تحزبوا حين تدق المزيكا على حد قوله, هذا ما يحيرهم خاصة وان المزيكا اصلا شغالة !
أخر القول أنسوا الخطاب ومافيه, ففي الثورة وواصلو في مبتغاكم, فلا أحد يستطيع الاستلقاء اثناء المعركة أو كما قال الشهيد عبدالعظيم , والمطرودة ملحوقة.
لن يسقط هذا النظام الا عبر مليونية كاسحة تبقى و تذر !
#تسقط_بس
|
خدمات المحتوى
التعليقات
صدق الدنقلاوي الذي سبقني في التعليق علي المقال....
لا نود سماع كلمة يسار...هل فهمت يا هذا
كل اللذين استشهدوا في هذه الثورة خرجوا من أجل تحقيق العدالة ولم يخرجوا لتمكين اليسار القبيح والمرفوض إجتماعياً من الحكم....
#1814514 [الدنقلاوي]
02-23-2019 08:44 PM
متل كلامكم الماسخ ده هو الجعل الناس تتجنبكم ... يسار مين وبتاع مين ... يساركم ده تفاجأ بالثورة دي زيو زي الكيزان وبعدين لو كان في نافوخك ده في نظر كنت عرفت انو ده ما وقت الكلام ده .. لما تجي الانتخابات تعالوا قولوا نحن الجنبناالتغيير.. كلامك ده بيفرق وبيخلق حزازات وعدم ثقة يا طربنش
ردود على الدنقلاوي
[المنصور] 02-24-2019 04:38 PM
هلا بالكوز الدنقلاوي هههههه أنت لسه في غباك حايم في المنابر بي راسك الفاضي ده. الزمن علمنا الكل حبايبنا الشيوعيين وكفار قريش الا الكيزان هم اعدائنا وتسقط بس
|
مختار محمد مختار
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|