ول من أسس للفساد في هذا العهد هو الشيخ النجدي حسن الترابي الذي قال لحوارييه (البلد دا فيهو ناس ليهم مائة سنة بنوا البيوت واقتنوا أما أنتم فأهلكم في الريف ساكنين ليهم في قطاطي، ويجب عليكم أن تستقروا هنا وتبنوا وتكنزوا. فما كان من الحواريين إلا أن أطلقوا أشرعتهم للفساد فأتوا بخريطة العاصمة واختاروا قطع الأرض العزيزة ووزعوها على المحاسيب وطردوا أهل العاصمة خارج البلد. ومنذ أن أطل علينا الشيخ النجدي تريفت العاصمة وأصبحت قبيحة المنظر متسخة الشوارع لأن هؤلاء الذين أتوا إليها اتوا بكل خبث القرية على حد تعبير عبد الوهاب بوب المحامي له الرحمة. رغم أنني قروي قح لكنني أحب النظام وأن يكون كل فرد على قدر كسبه الحلال وعلى قدر لحافه، فنحن في وضع شاذ إذ لا يمكن لمن كان يتغوط خلف شجر المرخ أن يأتي ويرمي زبالته في سيفون ضربة لازب ولكن ماذا نفعل مع من قال عنهم الشاعر عبد المعطي حجازي:
همجٌ رمت بهم الصحارى جنة المأوى
تهرُّ كلابهم فيها
وتجأر في المدى قطعانهم
يمشون في سحب الجراد
كأن أوجههم لغربانٍ
وأعينهم لذؤبانٍ
وأرجلهم لثيرانٍ
يدوسون البلاد وينشرون الرعب في كلّ واد