الذي تتجاهله أو يفوت عليك وعلى من يتربعون السلطة في السودان هو أن أي إضراب حصل أو يحصل الأن في سودان الإسلاميين ليس عمل نقابي بالأمر التقليدي إنماء هو أشبه بالتواصل العقلي الروحي بين أقران جيل يواجهون إستبداد غير مسبوق في السودان إستبداد يؤصل له جلاوزته من أعماق وأصول الدين الإسلامي وفقهه وطبعاً سيادتك المؤرخ- صديق الإسلاميين- يمكن أن تقترب أكثر وتبحث كيف أن الدين بدلاً من كونه مخدر صار أكبر أداة قمع في السودان الحديث ليؤسس لأعنف نظام طبقي طفيلي يصادر الإنسان وكرامته بالسوط. اعرف أنك كتبت من قبل مسترجيا رئيس القضاء السابق تتوسل إليه ألا يصدر أحكاماً بجلد المتظاهرين في سبتمبر 2013 ولكنك توقفت خجلاً أو ربما خوفا أو ربما عن إقتناع بفكرة الإسلاميين في بناء دولتهم بالسوط "المقدس. نعود للإضرابات والحراك الذي يحصل الأن فالواجب هو تحليل مقدرة هذ الجيل في مواجهة الإستبداد الديني وكيف أنه تجاوز "حكيك وحجيك" عن تاريخ لا يلهم ولا يهم هذ الجيل الأن في حراكه. إطمئن هذ الجيل وحراكه يبني مستقبله بخطوات عجزت عنها أجيال سابقة.