حتى تنتصر الثورة
03-02-2019 05:22 AM
كل متابع للأحداث في الشارع السوداني الآن لن يقول إلا بحقيقة إنتصار قوى الثورة السودانية في امتلاك زمام المبادرة...ولكن ما زال نظام الإنقاذ يقاوم ويصارع ويحاول جر البلاد إلى الدمار ويقول أما أنا أو الفناء وهو شعارهم لترق منهم دماء أو ترق منا دماء أو ترق كل الدماء…
الآن لحظات تاريخية يمر بها الوطن قد تعادل فيها الساعة الواحدة سنينا من الزمن...لحظات تحتاج من قيادة الثورة ممثلة في تجمع المهنيين والقوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير التحلي بأعلى قيم الثورة والحكمة والشجاعة واتخاذ القرارات الثورية الشجاعة في الوقت المناسب حتى تحفظ للثورة زخمها وعنفوانها وسيرها نحو تحقيق غاياتها في تأسيس وطن ديمقراطي معافى يسع الجميع…
المظاهرات والمواكب والاحتجاجات تواصلت لأكثر من شهرين واثبتت إصرار الشعب لإزالة هذا النظام واستعداده لتقديم الأرواح في سبيل حريته...لكن المظاهرات والمواكب والاحتجاجات وحدها لن تكفي لتحقيق النصر الحاسم على هذا النظام المتجبر بقوى السلاح والبطش...لابد لإسقاط هذا النظام من استخدام سلاح الإضراب السياسي والعصيان المدني…
حتى هذه اللحظة لم تشرع قيادة الثورة في إعلان هذا السلاح البتار في تردد لا يليق بقيادة ثورية شجاعة...بل حتى لم تسع إلى شرحه وتمليك معانيه إلى جماهير الشعب…
الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل والمفتوح (وهنا أقول كلمة مفتوح فقط حتى لا تتكرر التجربة الفطيرة للعصيان الذي حدد بأيام في تجربة حركة نوفمبر... لأنه أصلا ليس هناك عصيان مدني يحدد بأيام...العصيان ينتهي فقط بتحقيق أهدافه) هو السلاح الذي سيعبر بالثورة السودانية السلمية إلى ضفاف الحرية….
الذين يقولون أن الأزمة لم تنضج واللحظة الثورية الحاسمة لم تأت بعد أقول لهم بل أن الأزمة نضجت حتى أنها وصلت مرحلة (حرقت عديل) إن إعلان الدخول في مرحلة الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل والمفتوح اليوم هو واجب الساعة وهو الذي سينقل لنا المعركة إلى مستوى أعلى مع النظام خصوصا بعد فرض قانون الطوارئ…
يجب ان يتم شرح مبسط وواضح حول طبيعة الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل والمفتوح لجماهير شعبنا وأنه لا يعني الجلوس في المنازل ولا خلو الشوارع من المارة والسيارات وانما يعني في المقام الأول شل عمل دولاب الدولة وقطع كل أنواع الدعم عنها…
الذين يرجون أن يتم استلام قيادة النقابات المهنية جميعها أولا في يد قوى الثورة ومن ثم الإعلان عن الدخول في الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل والمفتوح سينتظرون إلى ما لا نهاية ويسهمون بطريقة أو بأخرى في إجهاض هذه الثورة التي هي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق غاياتها…
ليس بالضرورة أن الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل والمفتوح يكون ناجحا من أول يوم تم فيه الإعلان بل الطبيعي هو أنه يبدأ بفئة قليلة تتكاثر كل ساعة من الزمن وكل يوم تنضم فئات جديدة حتى نصل مرحلة يجد فيها النظام لا أحد يقف معه فينهار….
الدخول في الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل والمفتوح اليوم لا يعني بأي حال من الأحوال توقف المظاهرات والمواكب والاحتجاجات...بل هو إضافة لها وتشجيعا ورفدا لها…
عاطف فارس
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
عاطف فارس
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|