المقالات
السياسة
تباً لقضاة الدفع المسبق
تباً لقضاة الدفع المسبق
03-03-2019 01:20 PM

تأمُلات

كمال الهِدي

* منذ أمد ليس بالقصير لم تبارحنا الأحزان ولا الآلام بسبب ما آل إليه بلدنا من سوء ضرب كل مناخي الحياة.

* ساد الفساد وأستشرى، وصار الإستثناء هو أن تجد مجالاً أو فئة ما زالت تحافظ على القيم والأخلاق.
* لكن أن يضرب الفساد مجالاً كان الناس حتى وقت قريب يقدسونه ويعتبرونه بعيد المنال للحكام الطغاة فهذا ما يؤكد على صحة وعبقرية الشعار " تسقط بس".
* القضاء مهنة لا تقبل المساومة، فإما أن تكون فيه سيفاً بتاراً لا يخاف في الحق لومة لائم، أو أن تستقيل منها متى ما وجدت أنك غير قادر على تطبيق العدالة.
* من المعيب والفاضح جداً أن يأتمر القضاة بتوجيهات آخرين ليصدروا أحكاماً جائرة في حق الأبرياء، ناسين أن هناك دائما قاضياً أرفع وأسمى وأقدر وأعدل منهم جميعاً.
* ماذا سيقول قاض مناط به تحقيق العدالة لربه في ذلك اليوم الموعود حين يسأله رب العزة جل جلاله " كيف حكمت ظلماً على طفل لم يبلغ الحلم بسجن وغرامة لمجرد أنه خرج في مظاهرة سلمية"؟!.
* وبماذا سيجيب قاض ينفذ تعليمات رؤسائه لسجن فتيات يافعات تظاهرن بكل أدب وسلمية ؟!
* هل تظنون أن الحاكمين سيقفون بجانبكم في ذلك اليوم المشهود ويقروا بإصدارهم التعليمات لكم حتى يُخفف عنكم العذاب؟!
* أليس مخجلاً أن يضع قاض نفسه في مثل هذا الموقف الذي يدفعنا لأن نذكره بيوم الحساب وهو الشخص المعني بتحقيق العدالة في الأرض؟
* سيندم كثيراً كل قاض يبيع ضميره ويقبل بفكرة الدفع المسبق لتنفيذ التعليمات.
* والدفع المسبق كما تعلمون ليس بالضرورة أن يكون مالاً.
* فربما يقبل بعض ضعاف النفوس بتنفيذ التعليمات نظير الوعد بمنصب مرموق، أو رغبة في الانحياز لفئة على حساب قيم العدالة.
* ولو فكر هؤلاء في أن المناصب لو كانت تدوم لما هز هذا الشباب الثائر عرش الطغاة للدرجة التي جعلتهم يبحثون عن الحل في قوانين الطوارئ المعيبة.
* فأتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم وعودوا إلى رشدكم.
* تمثلوا بذلك القاضي العادل الشجاع الذي برأ جميع من أوقفوا أمامه من الثوار.
* وعلى ذكر هذا القاضي الأصيل أرجو أن يقنن الثوار مسألة النشر قليلاً.
* لا تكشفوا كل أوراقكم أعزائي الثوار، وتذكروا الخيط الرفيع بين محاسن ومساويء النشر.
* ليس منطقياً أن نكشف للسلطة عن كل من يساعد الثوار فنعرضه للأذى ونقلل بذلك عدد المتعاونين مستقبلاً.
* إن كنتم تريدون شكر هؤلا فتذكروا أن قائمة من يستحقون الشكر ستطول، إلا أن وقت الشكر لم يحن بعض.
في نقاط
* يحتاج الثوار لتكتيكات جديدة تقلل أعداد المعتقلين، حتى لا يكونوا عرضة للمحاكمات الجائرة.
* ويقع على من يقيمون بالخارج دور كبير في تنوير المنظمات الدولية حول قانون الطوارئ الملئ بالثقوب.
* كما لابد من محاصرة قضاة الدفع المسبق بكافة السبل المتاحة.
* لا يفترض أن نشغل بالنا كثيراً بما إذا كان قوش قد إلتقى رئيس الموساد كوهين أم لا.
* فالشوارع إمتلأت بالمتظاهرين في ثورة ضد نظام كامل لا في وجه أشخاص بعينهم.
* وأرجو ألا تجرفنا بعض القنوات العربية المتصارعة وراءها.
* ما بينهم لا يهمنا كثيراً فلنحافظ على خصوصيتنا ولتظل ثورتنا سودانية خالصة.
* كنا حتى الأمس القريب نعتب على قناة الجزيرة لكونها لا تغطي ثورتنا كما يجب، فلماذ نشغل أنفسنا حالياً بخبر تداولته حول قوش وكوهين؟
* وختاماً أدعو ساستنا الداعمين للثورة بأن يسعوا دوما لأن تظل ثورة السودان كما بدأت سودانية خالصة، لأنهم إن تخلوا عن هذا الطريق فسوف يواجهون العزلة، فهؤلاء الشباب لم يخرجوا إلا بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة.
* والشعارات أعلاه لن تتحقق إلا بعزيمتنا كسودانيين.
* أما الأطراف الخارجية المتصارعة فلتبحث لها شعوب أخرى تذعن لأجندتها.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 620

خدمات المحتوى


كمال الهدي
كمال الهدي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة