وعلي نيل بلادي... وشباب بلادي سلام
03-07-2019 12:45 PM
مجتبي سعيد عرمان
وحدها الجسارة التي قابل بها شباب بلادي ومن الجنسين آلة البطش وسطة البغي والطغيان تستحق الوقوف عندها وطويلا وتحديدا في آزمنة الفقر والجوع وظلم الأنسان لأخيه الأنسان. ففي البدء كانت صياغة الأنسان السوداني وفق المنظور الأسلاموسياسي الذي لا يسع السودان بتنوعه الديني والعرقي والثقافي. فكتابات حسن البنا وسيد قطب لا تبي دولة حديثة لانها قائمة علي جاهلية مجتمعات اليوم. وأيضا رؤية الأسلام السياسي لا تبني دولة عصرية لأنها قائمة علي دولة الرعايا وأحقية أهل الحل والعقد بالحكم ....وليتهم كانوا يحكمون بما أنزل الله وكتابه المنير..بل كانوا ومازالوا يحكموننا بكتاب الأمير !!! وأيضا كانوا حكاما بحد السيف والمال وتركوا أوليات الحكم الراشد "وآمنهم من جوع ومن خوف"....فالدولة التي تتسلق الحوائط لتتجسس علي مواطنيها لا تعتبر دولة عصرية بالمرة وأنما دولة داعشية بأمتياز لأن الدولة الحديثة مهمتها أقامة العدل والناس سواسة أمام القانون.
توقفت وطويلا عند الملحمة الوطنية التي سطرها شباب بلادنا وهم الذين منعهم الحكم المتسلط من نعمة بناء الذات الحرة وذلك عن طريق أتاحة التعليم ذو الجودة العالية ومشاركتهم في الحياة الثقافية والسياسية وبدون فرض نمط محدد من التفكير عن طريق المناهج القائمة علي التلقين وليس بناء مقدرات النقد والتحليل Critical thinking والتي هي سمة من سمات المناهج المدرسية والجامعية في كل بلدان الدنيا التي تضع النمو المطرد وغزو الفضاء أولية من أوليات الحكم. وفوق هذا وذاك تجدني مبهورا جدا بتلك البطولات التي سطرها ومازال يسطرها شباب في عمر الزهور وكما الورد ،فوقه الندي في يوم خريفي حينما عانقت زرات المطر تلك الأرض التي تغطت بالتعب.
نظرت الأسلام السياسي للشباب كانت قائمة تفريخ شباب " رسالي" مستعد للتضحية بنفسه في حروب عبثية كانت حاصل جمعها الدم والدموع والأمهات الثكلي وذلك من أجل ادامة السيطرة السياسة والأقتصادية وبالطبع السلطة وأمتيازاتها ولكي يتمتع سدنة الأسلام السياسي بالعيش والتلذذ به ومثني وثلاث من النساء زرق العيون ولكن كانت المفاجئة التي دوخت أصحاب السلطة والصولجان حينما أنتفض الشباب بعد ردحا من الزمن وسنوات الشقاء الأجتماعي، والحرمان بشكله المادي والمعنوي وظلم آولي القربي الذي هو أشد مضاضة من وقع الحسام المهند. وعلاوة علي ذلك كانت القبضة الحديدة وتصلب شرايين البلاد الثقافية والأجتماعية هي السمة البارزة لعهد الأسلام السياسي ولذلك حرم هذا الجيل من الكتاب الجيد فى أرفف المكتبات المنزلية وحرم من الغناء الجيد الذي ينعش الوجدان وتحديدا بعدما سيطر بابكر حنين وحسين خوجلي وسطا علي مكتبة الأذاعة السودانية وقاما بتخريب هذا الأرث الأبداعي من الغناء الحلو وذلك لسبب بسيط كونه لا يتماشي مع الصحوة المدعاة ومشروع الأمويين الجدد!! بل والأدهي والأمر لم يسلم حتي الزي المدرسي من التخريب وتمت عسكرته وغابت حصة الفلسفة والأدب الأنجليزي عن مدارسنا وحلت محلها أناشيد " فلترق منهم دماء أو ترق منا الدماء أو ترق كل الدماء" يا للهول هذه أبيات لا تصدر سوي من داعشي أو قلب مريض لأنه حتي في تلك الينابيع الصافية التي يبتغي سدنة الأسلام السياسي الرجوع إليها سوف تجد قبول الآخر عند المتصوفة العظام..دعونا نقتبس تلك الأبيات من حبيبنا ومولانا بن عربي التي تجسد قبول الآخر في أبهي صوره:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي .. إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
ِوبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ .. وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني."
ختاما سلام علي شباب بلادي ونيل بلادي لأنكم أدهشتم العالم بتلك الجسارة منقطعة النظير وأنتم لا تمتلكون سوي الأناشيد وعلي الضفة الآخري يمتلك " شيخ" علي كتائب الظل التي لم يخرجها لتحرير حلايب وأنما خرجت في وجه شباب ولد في خضم معارك الوطن وفي ظل محن وأحن الأسلام السياسي وأيضا هذا الجيل لم ينسي نصيبه من الأعلام الحديث والسوشيال ميديا بعد أن حرمه الأعلام الشمولي الطنان تنوع البرامج التلفزيونية ولم يسمع سوي لأسحق وساحات الفداء. أن البلدان الحديثة تبني بالتعليم الجيد والصرف عليه وتبني بتغيير الحكام حتي لو كانوا في عدالة سيدنا عمر بن عبد العزيز...فما بالك بحكام يحكمون بالحديد والنار ويتلذذون بالعيش علي حساب تلك الأجساد النحيلة. وهم أيضا ، أي أولئك الشباب، يحلمون بدولة عابرة للأثنيات والأديان ولا تقيم وزنا للمنبت الأجتماعي والأقتصادي وأنما دولة القانون والكرامة الأنسانية . لكم مني التحيات الذاكيات والشمس ما زالت ساطعة خلف التلال علي رأي كريتو في وداع شهيد المعرفة الأول.
|
خدمات المحتوى
|
مجتبي سعيد عرمان
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|