المقالات
السياسة
نظامان.. ورجلان .. وهتاف واحد ..!
نظامان.. ورجلان .. وهتاف واحد ..!
03-08-2019 07:27 PM

محمد عبد الله برقاوي..

مواقف الشعوب لا تفصلها حواجز المسافات ..فكلها في الهم ِو الأمال شرق أوغرب لافرق ..وأوتار الغبن المشتعل في الصدور تعرف لحناً واحداً تتلقفه مسامع الأصداء حينما تضيق الضلوع بوجيب الخوف على مستقبل الوطن وهي تراه رهيناً لأهواء نظام يشد على لجام راحلة السلطة و يثبت سرجها لرجل واحد و يسنده لينطلق بها في مضمار الإقصاء فيسابق نفسه دون أن يحدد خطاً للنهاية أو ينظر خلفه من بين غبار حوافر اللهث التي عاثت في الدروب خراباً يعيق حركة اللاحقين به لإنزاله أوحتى توجيهه ناحية الخط السليم فيتأبى بتحريض نفخة الذين

ينتظرون المزيد من عطايا رهانهم المتواصل على الحصان الوحيد و الفارس الأوحد ..ولا يهمهم مقابل ذلك رهق الجواد ولا عجز الراكب على الإمساك بالعنان ولاخرقه لأصول لعبة الإستحقاق !
فيصيب الوطن شلل النماء وعدم القدرة على الإستفادة من الدواء بعد إنعدام إمكانية الشفاء !
فهنا وطن يتمثل كساحه في قعود نظام ترهل فوق أكتاف رجل ناء به الكرسي وصار صريره عبر العقود المتعاقبة يدعوالشارع لتخليصه من محنته ..فينطلق الصوت منادياً ..
عليك أن تسقط ليستريح المقعد !
وهناك كرسي في مكان آخر يتحرك للتدحرج من على بلاط الزمن الطويل طلباً لراحة من جلس عليه عله يتخلص من مضاضة علته و يشفى معه شباب الشارع الذي حمل الوطن كله في حباله الصوتية منشداً نغماً يفهمه الجيل الجديد التائق الى ما يشبه زمانه والبعد عمن لا يفهمون رومانسية شعره وحداثة حسه السياسي و اختلاق متطلبات عصره المتجدد السرعة !
نظامان و رجلان في مكانين يتشابهان في الملامح ويختلفان في بعض التفاصيل ولكنهما يلتقيان في مواقيت إطلاق آذان وإقامة صلاة التغيير على قبلة واحدة .
شعب يثور في السنة الأخيرة للولاية المختلسة ..ليخلع عباءة النظام المفصلة على قياس رجل لايرى المستفيدون من جيوبها بديلاً له إلا بعد ظهور عيسى ..ولكن واقع الحال وقسمات المآل تقول أن فرصته للهبوط الناعم التي يبدد عناصرها من بين يديه تبدو أضيق من عرض مناكب الزمن المتاح أمامه !
وشعب هناك يخرج في ساحات اللحظة الأخيرة ليوسع بخطاه ممرات العبور لنظام يحميه من لا يريدون لسحابة زمانهم الحالكة أن تنقشع لتطل على شعبهم شمس الوعي التي بزغت فعلاً من خلف رجفتهم وهم لايرونها بعيون الرمد التي بدأت تقطر دمعات الخجل على تكشف عورتهم وهم يحاولون سترها تلويحاً بعودة سيوف العشرية السوداء تخويفاً للشارع الذي قال ..لا لعهدة الرجل الكسيح ..مثلما ردد قبلهم شعب آخرهنا هتافه بوجوب السقوط من على الكرسي وبفصاحة اللسان الصريح.. فتوحد الصوتان وارتجف النظامان ..وبات الرجلان قاب قوسين أو أدنى من مخارج الرحيل ..فقط المسألة تتوقف على كيفية الطريقة وحكاية الاوان !

image





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 678

خدمات المحتوى


محمد عبد الله برقاوي
محمد عبد الله برقاوي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة