طالما أنها حالة ثورية، فمعنى ذلك أن البلد يسير نحو التعافي وليس نحو الهاوية. السيناريو الأقرب للحدوث هو أن تدير الطبقة السياسية حساباتها بذكاء، ليبقى ميدان الصراع قابلاً لانتاج المستقبل.. قد يكون بيننا من ينتظر سقوط النظام من تلقاء نفسه، أن يسقط بفعل الازمة الاقتصادية، أو نحو ذلك .. النظام لن يسقط دفعة واحدة، لكن نفوذ الشارع - من حيث هو شارع - يتزايد بالضرورة ويحقق مكاسباً على حساب الاسلاميين، ولا أمل يلوح في الافق بلقاء السلطة وتجمع المهنيين، وإن كانت السلطة تعترف بكفاءة (الشباب) في تحريك الشارع، وإلا لما دعت للتحاور معهم.
إن تحريك الشارع، يعني في ما يعني، ان النظام يدفع الكثير من دم قلبه.. النظام يدفع ملايين الدولارات يومياً لحماية نفسه، وكذلك تفعل قوى التغيير التي تنزف دماءاً طازجة فوق تراب الشارع.
هل هناك احتمال بأن يقبل الطرفان بتقديم تنازلات مقابل ترطيب الأجواء، وهل يستطيع تجمع المهنيين تخويل وفد يمثل الشعب لمفاضلة السلطة على سقف الأحلام الكبيرة، أم أن اللحظة الراهنة لا تقبل موازنة كهذه؟.
منطق السياسة يقول بضرورة ايجاد معادلة تتم بموجبها مغادرة سلِسة للحركة الاسلامية، وحلول القوى الجديدة محلها دون اختلال الميزان، إذ أن (تسليم مفاتيح البلد)على حد عبارة محمد المكي ابراهيم، يعني للثوار انتصار لحظي، تعقبه رحلة مرهقة تُختبر خلالها قدراتهم في حماية الثورة، أولاً وقبل كل شيئ، بدلاً من تبديد طاقاتهم في التشفي.. انتصار الثوار يعقبه اختبار جدارتهم في تشغيل دولة (صاموتية) تختبئ داخل طبلوناتها الافاعي.. الوصول الى القصر الجمهوري، بأي شكل كان السقوط، هو بداية عمل جدي في تجسيد برنامج التغيير واعادة بناء السودان.
لا بأس من شهورٍ يتمرحل فيها التغيير، الذي يجب ان يكون جذرياً وشاملاً، لكن الانتظار مُنهِك للطرفين.. الانتظار لعام كامل - لا سمح الله – يعني ملامسة جدار انتخابات عشرين عشرين، والوقوف على مدرج عدمي ثارت ضده القاعدة الشعبية.
هذا الملف يبدو كالمسكوت عنه، لكون نقاشه المستفيض، ربما زعزع أركان التحالف، لكنه نداء السياسة.. نداء السياسة يتطلب عملاً دقيقاً لما بعد السقوط، لأن الجماهير في نهاية الأمر، لن تصبر على تلكؤ الثوار عن تحقيق طموحاتهم في نفَس الحياة الطليق.
إن قوى التغيير وهي تعكف على التحشيد وتحرص على تصاعد الحراك، مطلوب منها تجويد تفاصيل مرحلة الانتقال، بما يطمئن الجالسين على الرصيف، وبما يطمئن أصحاب المصالح في المحيط الإقليمي والمجتمع الدولى.
التفاوض الممكن والمفيد من وجهة نظر تجمع المهنيين، يتم بعد القبول بمبدأ الرحيل، وإلا فإن القول تحسمه الكتلة الحرجة، و لقد حرّك شعبنا في الماضي كتلته الحرجة وانخراطت الكيانات الحزبية والنقابية في الإضراب العام، ووقع انحياز المؤسسة ......... التي يخشى ثقلها ثوار اللحظة الراهنة، بينما تتحسب السلطة كذلك لفرضية خروج تلك المؤسسة عن طوعها.
لذا، فإن الانحياز نفسه (خشم بيوت) ...... ما يحدث في الجزائر الآن، هو ان تلك المؤسسة - الجيش - أرسلت اشارات دعمت الحراك الجماهيري، ما جعل الاشياء تُرى هناااك بوضوح.. حالة كتلك يمكن أن تُعدي، بفعل الميديا على الأقل، بينما ضبابية المشهد الذي نعيشه، تجعل إختطاف النجاحات سهلاً لكل من به جرأة وإقدام!.
بمناسبة عدم المناسبة يا عبدالله
هل تدري اي شئ عن ما ال اليه مصير المدعو ثابو امبيكي
لا احد يسمع عنه اي شئ. اظن وبعض الظن اثم ان وقت حساب الجماعة ديل وما اركبوه من اثام ومحن وبلاوي حا تجيب للمدعو ثابو ( الله لا جابو) هوا
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.