المقالات
السياسة
الطاهر التوم ...معنى أن تكون إنساناً
الطاهر التوم ...معنى أن تكون إنساناً
03-13-2019 07:57 PM

لو كنت مواطن غربى من السويد أو فرنسا أو الولايات المتحدة.. هل تفضل أن تقضى إجازة نهاية الأسبوع أو إجازة الربيع فى بلدك ومع عائلتك وسط أصدقائك وليالي ممتعة أم تحب أن تقضيها نائما في حراسة المنشاءات الحيوية في بغداد كدروع بشرية تحميها من القصف الأمريكي حفاظا على إستمراريتها وعلى حياة الناس وتنام على الأسفلت فى شوارع وشتاء بغداد ؟ ناشطون إنسانيون أجانب مثقفون وكتاب وفنانون ومهنيون من دول أوروبية ، أى أنهم يتمتعون بحياة كريمة فى بلادهم وبعضهم بلغ مرحلة الشيخوخة، التى يحتاج فيها إلى الراحة.. لكنهم جميعا يتمتعون بضمير إنسانى يقظ جعلهم يرفضون أن يقفوا متفرجين على تجويع شعب آخر لا ينتمون إليه لا دينيا ولا عرقيا ويبعد عنهم آلاف الكيلو مترات في العراق ، إن هؤلاء الشرفاء، الذين جاءوا من بلادهم ليدافعوا عن حقوق شعب آخر جاءوا من عدة دول ليعلنوا أنهم متضامنون مع الشعب العراقي ،وتوزعوا على المنشاءات الحيوية وأصبحوا كدروع بشرية لحمايتها من القصف.

ناشطون أجانب من أوروبا من محبي السلام إنهم أكثر من دولة أوروبية قطعوا الاف الأميال وتركوا حياتهم المريحة وجاءوا في بواخر صغيرة ليكسروا حصار غزة ويعلنوا تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني المحاصر من قبل إسرائيل وإستخدمت إسرائيل معهم أبشع أنواع التصدي بالضرب وبتركهم في البحر لأيام وسط الأمواج العاتية دون السماح لهم بالإقتراب من الشواطئ الفلسطينية وهم صامدون في بواخرهم الصغيرة وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص والقنابل الصوتية والضوئية للترويع ولكنهم لم ييأسوا وأعادوا الكرة أكثر من مرة ... والأمريكيون الذين خرجوا فى مظاهرات بالملايين لإدانة قرار ترامب بمنع مواطني بعض الدول الإسلامية من دخول أمريكا هؤلاء أمريكيون ولا علاقة لهم بسكان هذه الدول ومعظم الذين خرجوا غير مسلمين وقد لا يكون سمعوا بهذه الدول الإسلامية أساسا لكن الإنسانية لا تعرف دينا ولا وطنا فهي التي دفعتهم للوقوف مع الآخرين.

هذا يقودنا الى تعريف مختصر للإنسانية فهي مجموعة من صفات وأعمال حميدة تهدف الى الشعور بالآخرين وتحمل المسئولية تجاه من نعاملهم في حياتنا اليومية وهذه الصفات في إعتقادي يمتلكها كل إنسان له عقل وقلب ماعدا (الطاهر حسن التوم)الذي ليس له من إسمه نصيب واحد من الذين لا يمتلكون هذه الصفة النبيلة ويعاني من فقدانها وهو نموذج لكتبة وأبواغ النظام . ان صفة الإنسانية ميزة فُضلنا بها الله عن الحيوان وهذا لا يقلل من شأن الحيوان أو يحقره بعض الحيوانات التي وصلت في حكاياتها عن الوفاء والعطف حد الأساطين مع الآخرين من جنسها أو مع أصحابها من بني الإنسان ,ودون أرزل الحشرات لأن لبعضها ضررا ولبعضها نفعا وهذا لا يضر ولا ينفع وربما لوجوده حكمة واحدة وهي وسيلة إيضاح لمعنى التفاهة.

لقد حرّمت على نفسي سماع أو مشاهدة هذا (الطاهر) منذ إندلاع الثورة ولكن أجبرت نفسي أن أسمع له تسجيلين قديمين وجدتهما بالصدفة على (فيس بوك) فقلت لنفسي إن الإنسان قد يخطئ ولسنا بكاملين وكما علينا بتعديل الخطأ خصوصاً إن كان الأمر يتعلق بإحترام مشاعر إنسان آخر قد يكون تغير هذا الرجل وشفاه الله وربما يعتذر لكن للأسف مازال في حالة اللاإنسانية ولا يعير مشاعر الآخرين أدنى إهتمام وكان يعلق على كلام شقيقة الطالب محجوب التاج الذي قتل أمام جامعته وهو يدافع عن زميلاته من قمع مليشيات ولي نعمت الطاهر ويعتب عليها في إنها تقول (أي كوز ندوسو دوس وبعض الشعارات المعروفة) فإعتبر هذا تحريض على القتل !! واعجبي ,من الإنسانية هي إلتماس العذر للآخر هذا أولا فهي في فاجعة عظيمة وصدمة وهنا نزعت الرحمة من قلبه فلم يتطرق للحادثة نفسها وكيف ومن قتل شقيقها الشاب الطالب محجوب ثم كنت أنتظره يترحم عليه أو يدين الجريمة علي أقل تقدير لم أسمع ذلك.

الواقعة الثانية لقد إجتزأ (الطاهر) شريط (موقعة ميدان الدرايسة) في مدينة برئ ولم يعلق على رجل الأمن وفرحته بإنتصاره على شعبه في بري الدرايسة والذي من واجبه حمايته وليس الإنتصار عليه وحجب الصوت الذي يظهر فيه نشوة رجال الأمن بالإنتصار وقرأ علينا بيان الشرطة ثم أعطاها صك الغفران وبرأها تماما من هذه السقطة الدوية ولم يتحدث عن أطلاق النار أو القتل الذي مارسته هذه المليشيات في برئ وكيفية إعتقالها للعشرات وإقتحامها للبيوت ... من الإنسانية أن تتعاطف مع الآخر تشعر بما يمر به حتى لو بكلمات طيبة فهذا يكفئ ليخبرنا بمدى إنسانيتك ولم نطلب منك مساعدة ودعم المظلومين لأن من الصعب عليك فعل هذا أولاً لأن طبعك غير طبعنا ودنياك غير دنيانا وثانيا الوظيفة والإمتيازات التي حصلت عليها ليست بجدارتك وإنما بولائك الأعمى للمستبد (شيخك علي).

أخيرا.. فإن حكاية الطاهر التوم ومن شاكلته من كتبة النظام أمثال الرزيقي وضياء الدين والهندي وجميع الإعلاميين مدراء وأصحاب القنوات الفضائية إنهم فاقدين للإنسانية وحالتهم تبعث على الحزن وتثير التأمل. فالمشكلة هنا ليست فى أشخاص وإنما فى طبيعة النظام الذى يحكم السودان .. يستبعد تلقائيا كل أصحاب العقول والآراء المخلصة ويقرّب المنافقين والأفاقين، وهؤلاء عادة لا يتمتعون بأية كفاءة ولا إنسانية وهم لا إحساس لهم ولا شعور ما عدا الطبل والزمر والتغنى بعظمة الدكتاتورالمستبد وإيجاد المبررات لظلمه وفشله وحتى في قتله للناس المسالمين.





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1674

خدمات المحتوى


التعليقات
#1817364 [عزالدين ابوعزيزه]
0.00/5 (0 صوت)

03-14-2019 11:35 PM
هؤلاء انجاس لا يستحقون منك مقال حتي لو كان سطرا.ان استمرار الثورة كشف معدن كثير من الناس وسوف يكون مصيرهم مزبلة التاريخ


#1817168 [mohamed hasaalla]
0.00/5 (0 صوت)

03-13-2019 08:11 PM
للأسف نحن خلقنا بأنفسنا هرلاء الكتاب والاعلاميين الكذبة
بدون مقاطعة تامة لهذه القنوات لن يجدي كتابة المقالات


ردود على mohamed hasaalla
United Kingdom [عبد الفتاح يس] 03-14-2019 02:03 PM
كلامك صاح المقاطعة أمضى سلاح وتسقط بس


ياسر عبد الكريم
 ياسر عبد الكريم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة