تناغم شعبي...وببغاوية سلطوية .
03-19-2019 02:23 PM

تناغم شعبي... وببغاوية سلطوية .

كلُ شعب يرسم هدفه بكلمات قد تبدو محلية في صياغها العامي..ولكنها ما تلبث أن تصبح مفردة مفهومة المعنى تذوب طلاوتها في لسان الإعلام وتندرج في قواميس لغة التاريخ كله .
الشعب السوداني بكل أطيافه التي لايعرف ذكورها الإنكسار ولا أناثها الإنحسار دفع بمفردة ( تسقط بس ) فتلقفتها مسامع الأصداء ونطتقها خلفه كل ألسنة الطيورالمغردة بلحن الحرية التي لا تعترف بحدود الخريطة وليس في منقارها جوازسفر .
والجزائريون قالوها بتنغيم حناجرهم الرجولية الرعدية ورخامة حبال بناتهم الطروبة ( بتناحو قاع ) أي أنهم يقولون لسدنة الخرف السلطوي والعجز الرئاسي وحراس الفساد المرعوبين من زحف ملايين الشارع ..إن مصيركم السقوط الى التراب فاين المهرب ولاسبيل للنجاة وقدسدت الجموع بوابات التوبة في غيبوبة الخوف من المحاسبة الحتمية .
وحتى أهل غزة الذين ملوا طول الجلوس على موائد الصبر المرير ولطالما ملأت لهم حركة حماس أطباقه من صنوف شعاراتها المجازية..ثم زادت عليها من فلفل الضرائب الحارق للجيوب الخالية والمستفزلقدرات الشباب العاطلة و الثاقب لأمعاء الطفولة الخاوية ..فخرج عليها غضب الحليم رافعاً هتاف ( بدنا نعيش ) وهوأقصى ما يطلقه صوت المحتضر جوعا لاعنا في حشرجة من لم يعدعنده ما يخسره بعد فقدان الوطن وذل الصهاينة وحصار الإنقسام بين سندان رام الله التي رامت المهادنة ومطرقة جهادية حماس التي ترسل صواريخ الصفيح نهاراً الى سكان المستوطنات وتتلقى ليلاً دولارات الدوحة في حقائب نتنياهو !
فكل ذلك هوالتناجي عبر الوجدان المغبون الذي يتلاقى في دروب جغرافيا الشعوب المفتوحة الصدور ليسلك دربا واحداً نحوالخلاص من جلادين وإن إختلفوا فكريا عن الباقين كالحالة الجزائرية أوإلتقوا ظلامياً مثلما إنقاذ الكيزان السودانية وحماس الإخوان الغزاوية .. ولكن لغة تحقير الشعوب مستمدة عندهم من عقلية واحدة فمن يخرج عليهم فهو مخرب ومندس وينفذ أجندة تريد للبلاد الفوضى ومصير سوريا واليمن والعراق وليببيا وليس له قيادة ذات هدف وبرنامج ولايستطيع توفير البديل ..والكل في نظرهم محض شذاذ أفاق وجرذان .
ثم يتفقون على المواجهة بالبطش والقتل والسحل ويطلقون دعوات الحوار ولكن حتى تتساوى الكتوف في جلسة الندوة الحوارية من منظورهم الأعشى لابد أن يكونوا هم وقوفاً بينما الشعوب تتفاوض منبطحة من تحت أقدامهم التي لا تطاق رائحتها من شدة التصاقها طويلاً داخل أحذية سلطتهم المهترئة !

[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 784

خدمات المحتوى


محمد عبدالله برقاوي ..
محمد عبدالله برقاوي ..

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة