المقالات
السياسة
بحجة الطوارئ نظام الإنقاذ والكيزان ينتهك الأعراض وحرمات البيوت
بحجة الطوارئ نظام الإنقاذ والكيزان ينتهك الأعراض وحرمات البيوت
03-20-2019 11:41 PM

بحجة الطوارئ نظام الإنقاذ والكيزان ينتهك الأعراض وحرمات البيوت

أؤمن كغالب الشعب السوداني بأن ما يفعله البشير ومنظومة الكيزان والإنقاذ منذ قيامها وخاصة في هذه الأشهر الأخيرة ما هو إلا محاولة إسعافية لنظام قد ولد ميتا سريريا ولكنهم حموه بواسطة الاستبداد بقوة السلاح و ممارسة عنف الدولة ضد المواطن بإفقاره اقتصاديا وسجنه وتعذيبه بل وقتله من ناحية، ومن ناحية ثانية بنشر الفساد في المجتمع السوداني والإفساد لكل من يرفض الفساد.
أعتقد أيضا كغالب الشعب السوداني إن المقاومة السلمية قد أتت "أكلها" في هذه الأشهر الأخيرة مما أدى لارتجاف النظام وجاءت حركة حكومة "أيلا" كأخر حركة مع زفرات "فرفرة المذبوح" لحكومة الإنقاذ والكيزان قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
نعم، إن هذا العنف في تعامل كتائب الظل وزعيمها علي عثمان مع المتظاهرين بل أحيانا مع المواطنين غير المتظاهرين ليس له ما يبرره، خاصة أن حق التظاهر هو حق دستوري كما أن هؤلاء المتظاهرين يخرجون للتعبير عن مطالبهم في سلمية تامة. ولكنهم يواجهون بالقتل برصاص القناصة و الملثمين و الضرب بصورة وحشية فيها كثير من الغل والحقد وقصد القتل أو التسبب في إعاقة للمواطن رجل كان أو أمرآة. شاب أو شابة أو طفل!!!
من المؤكد إن من يعطي الأوامر لهؤلاء المليشيات لممارسة هذا العنف أو يطلق لها سراحها للقيام بذلك العنف ولعله يستمتع بهذا العنف هو إنسان مريض و"سادي"!!! ولكن يبقى أيضا أن عدم تدخل الشرطة أو الجيش رغم علمهم ومشاهدتهم اليومية لهذا العنف وسكوتهم يجعلهم شركاء في جريمة خيانة المواطن والوطن. يستثنى منهم أولئك الذين أعلنوها صراحة برفضهم للقيام بتنفيذ الأوامر والمشاركة في هذا العنف اللأنساني.
يبقى انه لو تغاضينا عن كل الفساد الإداري والمالي الذي أدخلته حكومة الاتقاد والكيزان في السودان . لا يمكن التغاضي عن الفساد الذي أدخلته في مجال الأخلاق. وخاصة محاولة إفساد الخلق الكريم الذي تميز به السودانيون من إجلال وإكرام للمرأة وخاصة الأم والأخت والبنت والعمة والخالة والجارة. ولذلك وصف الرجل السوداني حامي حمي النساء بأنه خال فاطنة، عشا البايتات،أخو البنات، البدرج العاطلة، ستار العروض، قشاش الدموع" وغيرها من الصفات الحميدة.
فكيف أصبح أشباه الرجال الملثمين من كتائب الإسلاميين يتحرشون بالنساء السودانيات المتظاهرات في الشارع أو الموجودات في قعر بيوتهن. تحرشاً لفظيا ثم ضرب بالخراطيش والإمساك بهن وبأجسادهن بصورة مهينة ورفعهن ورميهن كالبضائع داخل عربات التاتشر، والذهاب بهن إلى المعتقلات والسجون وتهديد بعضهن بالاغتصاب الجماعي داخل المعتقلات!!! أي رجال هؤلاء ومن أين أتوا؟؟؟ هل صحيح ما يقال بأنهم ليسوا من السودان أو انه ليس لهم أمهات وآباء ولا إخوة ولا أخوات!!! أو أنهم مغيبون عقليا و مقتنعون بأن البطش بالنساء وأهانتهن جزء من أدبيات حركات الإسلام السياسي،التي أنتجت قانون النظام العام وهدفت إلى الإساءة للمرأة السودانية وإذلالها وأهانتها بواسطة المادة 152 من القانون الجنائي أي المادة التي تتناول الزى الفاضح، دون تحديد ما هو الزى الفاضح!!! ومن صور الإذلال ممارسة جلد النساء في الملأ وأمام الجمهور، والدليل على ذلك دفاع السيدة ستنا أدم رئيس لجنة التشريع وحقوق الإنسان بولاية الخرطوم عن قانون النظام العام بقولها لصحيفة الانتباهة الموالية للنظام " …اتهمت جهات لم تسمها بشن هجمة منظمة على المادة 152...وان تلك الجهات لجأت لمادة الزى الفاضح بيد أنها تقصد إلغاء مواد الآداب العامة جميعا من القانون الجنائي .." !!! وتناست السيدة ستنا عن عمد أنها امرأة و أن قانونها ما جاء إلا لإذلال النساء بدليل أن " البلاغات قد وصلت (43) ألف ضد النساء في عام 2008م بولاية الخرطوم بحسب إفادات مدير شرطة ولاية الخرطوم ، وأن شرطة أمن المجتمع بولاية الخرطوم استكتبت في عام 2012م، (17) ألف فتاة، تعهدات بعدم لبس الزي الفاضح"!!!
ويكفي للرد على كل منظومة الإنقاذ والكيزان المستبدة قول السيدة أمل هباني "أن القوانين السيئة تخلق بيئة سيئة وفيها يتم قهر النساء"!!!.
مرة ثانية أعود للقول بأن الذين يعطون الأوامر لممارسة هذه الانتهاكات البشعة على النساء، و الذين يشاهدون ما يحدث من المسئولين في البرلمان أو القوات المسلحة أو القوات النظامية الأخرى ولا يمنعونه هم شركاء في جريمة خيانة المواطن السوداني والوطن وينبغي أن يحاسبوا على سكوتهم، كذلك ينبغي على أبناء وأهالي أولئك المسئولين الحكوميين إعلان رفضهم الصريح لهذه الممارسات كما فعلت د. راضية جمال الدين ابنة وزيرة الضمان والتنمية الاجتماعية السابقة السيدة وداد يعقوب.
من ناحية أخرى يجب على كل مواطن أن يعلم أن السكوت على هذه الممارسات البغيضة بحجة قانون الطوارئ من القبض على المتظاهرات وانتهاك حرمات البيوت وكشف الأعراض سيؤدي لتمادي هؤلاء الأوباش في هذه الأفعال القبيحة التي ستقود إلى نتائج مأساوية في الأسر السودانية!!! وإذا أستمر السكوت فسوف يأتي اليوم و"يقبض" على ابنة أو زوجة أي مواطن في بيتها وتساق إلى جهة غير معلومة بحجة قانون الطوارئ!!!
نقطة أخيرة هذه المنظومة الحاكمة المستبدة الفاسدة التي تاجرت بالدين خلال ثلاثين عاما ولم تحقق أي نجاح سوى إفقار المواطن السوداني وقهره وإذلال النساء هي منظومة خانت الدستور و كل الأعراف والأخلاق السودانية ولا تستحق سوى اللعن صباح مساء ومقاومتها بكل أشكال المقاومة السلمية حتى تسقط ثم محاكمتها أمام القضاء وأمام التاريخ حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى.
ولنردد مع الشباب الغاضب هذه الأبيات التي أصبحت أحدى شعارات الهبة الشعبية والثورة.
"و العسكري الظالم سالب حقوق الناس
بالضرب و الرصاص
العسكري الأمي
الأمو زي أُمي
و أنا أمي مسكينة
لا راعى للامات
لا أمي لا أمك
اكتب بخط احمر انك تعيش في بلد محمية بالعسكر.
لا رئيسا متعلم لا يوم مسك دفتر
دستورو دبابة قانونو أسمو كجر
هو راعي للإرهاب و مؤسس دولة شر".

بشير عبد القادر
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 717

خدمات المحتوى


التعليقات
#1818366 [جنرال زمان]
2.88/5 (4 صوت)

03-21-2019 09:40 AM
كلام في الصميم. بعدين هذه المدعوة ستنا أدم رئيس لجنة التشريع وحقوق الإنسان بولاية الخرطوم، لها كل الحق فيما قالته عارف ليه؟ لأنها حديثها نابع من حقد وهي تشاهد نفسها في المرآة يومياً فتزداد حقداً على معشر النساء من قبحها يعني لا خلقة لا أخلاق. إن شاء الله يوم يلموا فيها ويدوها عشرين سوط بس لا أكثر ولا أقل لتزداد اقتناعاً بمدى قبحها


#1818361 [Tag.]
3.75/5 (3 صوت)

03-21-2019 09:12 AM
اذا كن قائدهم الدكتاتور قد حكت والدته أنه فى صغره قام بضربها بحديدة- فمن الطبيعى ان لا يثار ويغار على نساء السودان. وسبق فى فديو لشيخة الهالك ان البشير قد سال احد وزراءة ما ذا عن الغرباوية اذا اقتصبها جعلى هل هذا شرف لها. فكلهم بلا اخلاق.


بشير عبد القادر
بشير عبد القادر

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة