لسان المتأسلمين المقطوع ..!
03-22-2019 02:29 PM
اللسان المقطوع ..!
إدانة المتأسلمين الخجولة والمتحفظة للعنف الأمني المفرط تجاه تظاهرات ثورة ديسمبر من طرف لسان أعضاء الحركة وروافدها هي من قبيل النفاق الذي فضحته تصريحات البعض منهم كفرض كفاية يُغني عن قول الباقين ..إما محرضين أو فرحين مهللين لقتل وسحل من يرونهم جرذاناً و شذاذ أفاق .. فهم على مختلف تشعباتهم التي تفرعت من أصل شجرة زقوم واحدة
يبطنون ما لايظِهرون في هذا الشان .
حتى جماعة المؤتمرالشعبي لم تحركهم بغضب إلا جريمة إغتيال الشهيد الأستاذ أحمد الخير النكراء عليه الرحمة بعد تعذيبه البشع بواسطة عناصر الأجهزة الأمنية في خشم القربة وكسلا بين كل جرائم كوادرهم الشريكة ضمناً في غزوات الشارع غير المتكافئة إلا بجسارة الصدور المفتوحة في مقابل الأسلحة المفضوحة..ولم يكن تفاعلهم لان الحادثة قدهزت الضمير الإنساني داخليا وخارجيا بل حينما أتضح لهم أن الشهيد كان في الأصل منتمياً للشعبي !
والتاريخ يسجل لهم كلهم في صحائف حالات فصامهم تلك.. ثورتهم العارمة حينما هاجمت القوات الأمنية المصرية ميدان رابعة لفض إعتصام إخوانهم المحتجين على إزاحة الرئيس محمد مرسي ..فخرجت مسيرات السنوسي والطيب مصطفى وغيرهما ترفع اللافتات المنددة بالعملية وجابوا شوارع الخرطوم وذات الشرطة التي تفض مظاهرات الشباب اليوم بكل ضراوة وقسوة كانت تحميهم من كل جانب .
الان حركة حماس الإخوانية في غزة التي لطالما تغنوا بعشقهم لجهادها وطهارة يدها من كل عفن إلا دم الصهاينة..تقتفي بوضع الحافر على الحافر أثر السيسي و نظام الإنقاذ كقدوة سيئة في التعامل الأمني العنيف مع الشباب الذين ضاقوا ذرعا بالبطالة والجوع وإستئثار الحمساويين بالوظائف والإمتيازات والسلطة فخرجوا رافعين شعار بدنا نعيش ..ولان (أسلاميوالسودان) قد قطعت لسانهم ممارسات أنظمتهم هنا وهناك وأتت بما كانوا ينهون عنه ضد جماعتهم فقد أثروا ضرب الطناش فسكتوا وطأطأوا الهامات وكأن على رؤوسهم الطير!
بينما أفحمتهم طريقة معالجة النظم العلمانية التي يعتبرونها كافرة أو ملحدة في الجزائر وفنزويلا في تعاملها الحضاري مع المحتجين الذين خرجوا بالملايين في كل من العاصمة الجزائرية ..و كراكاس عاصمة فنزويلا وحتى في باريس عاصمة فرنسا رغم جنوح بعض العصابات للتخريب الذين تسللوا الى مسيرات السترات الصفراء..فلم تسل نقطة دم واحدة برصاص الشرطة والأمن في كل تلك الأمكنة الملتهبة بلظى الإحتجاجات ..حيث لا يوجد رباطة ملثمون ولاكتائب تنقنص للمارة وتصطادهم من فوق المباني كالقطط والكلاب ولاحديث عن جماعات مولها عبد الواحد أوأسلحة ضبطت في غرب أمدرمان في طريقها لقتل المتظاهرين ولا أقمار صناعية تستطيع الغوص في حقائب الفتيات لتكتشف نوعية السلاح المخبأ بداخلها ..ولكنها طبعاً لا تستطيع رؤية السيارات التي تسير بلا لوحات وتشق الجموع العزلاء من كل وسيلة إلا الهتاف السلمي وتعمل فيها دهساً و إطلاقاً للنار !
فلسنا هنا لتبرير طريقة السيسي المصري ..فهوفي النهاية عسكري ديكتاتور وأقصر قامة من شموخ مصر ولا يسرنا تشبث بوتفليقة الجزائري العاجز على كرسيه المتحرك ولا نؤيد حماقات مادورو الفنزويلي الذي أهدر موارد بلاده الثرة بسوء إدارتة وجهله المُركب بأبسط قواعد العدالة الإجتماعية وهو يدعي سيره على نهج إشتراكيتها التي ورثها عن سلفه المتهور الراحل شافيز.. فكلهم مصبوبون في قوالب متشابهة المعدن .. إحتقروا شعوبهم حتى كرهتهم مثلما خرجنا نحن كرهاً للإنقاذ بباطنها قبل ظاهرها .
ولكن فقط أردنا أن نقول إن غضبة المشاعر الإنسانية تجاه الظلم والبطش وسفك الدماء لاتتجزأ فالنفس البشرية هي التي كرمها الله في كل مكان والتعاطف مع ضحايا المجرمين حكاماً كانوا أو إرهابين كالدواعش أو سفاح نيوزيلندا أوالصهاينة وحتى ضحايا حفتر الليبي الممول من طرف خليجي أو قتلى الإخوان المسلمين والسلفيين في ناحية آخرى من ليبيا المدعومين من طرف خليجي آخر
و مثلما تهز ضمائرنا الدماء التي أسالها الروس والإيرانيون والأتراك وهم يتعاركون على أرض الشام أو يسندون سفاح دمشق الذي أعلن فرحته دون حياء بإنتصاره على شعبه وليس إحتفالا بتحرير الجولان .. ونستنكربالمثل فواجع الأفغان بيد الأمريكان و حركة طالبان الظلامية على حدٍ سواء.. فمأسيهم كبشر في كل مكان تتقطع لها نياط القلوب .. لان الفضائل كقيمة لا ينبغي أن تفصل على مقاس المبادي السياسية ولا الإنحياز للطا ئفة أوالعرق وإنما الأصيلة منها تحركها نزعة الإحساس في كل ذي قلب ينبض من منطلق الإلتقاء في وجوب شراكة الحياة الكريمة والحرة مع أي صاحب كبدٍ رطب وإن إختلفت العقيدة أو الفكر أواللون والجنس والجغرافيا .
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي..
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|