المقالات
السياسة
الشيخة جاسندا أردن ..
الشيخة جاسندا أردن ..
03-23-2019 06:16 PM

الشيخة جاسندا أردن ..

فجأة قفزت تلك الجزيرة البعيدة من بين مياه المحيط الهندي وطفت بقوة لتسبح صورتها الحالمة في فضاءات المشهد الإعلامي ..وكانت نيوزيلندا حتى الأمس بمساحتها الصغيرة وسكانها الأربعة ملايين ورغم إنتاجها الثر المتنوع مجرد مزرعة لايلتفت الكثيرون لصورها على علب الحليب وصناديق الخضروات !
ولكن دوي الرصاص الغادر ينطلق من خزانة إحتقان النعرة العنصرية ليثقب مسامع الناس بالصدمة وأيقاظ عيونهم بدمعات الأسى وجثث المصلين في صحن جامع النور في أحد الأحياء الوادعة هناك تتناثر مضرجة بدمائها البريئة من كل ذنب الى أن الذين تجري في عروقهم هربوا من الموت بظلم حكامهم و تشدد وجهل إرهابيي عقيدتهم ليجدوه ينتظرهم في هذا المكان النائي من طرف العالم .
إلا أن تلك الشابة جاسيندا أردن ..كانت أكثر حزنا على ضحايا المجزرة من كل قادة وأئمة وعلماء المسلمين الذين إكتفوا بالإدانة والشجب من على البعد ولم يكلف أحدٌ منهم نفسه بالسفرلحضور الجنازة التي لم تكتفي رئيسة الوزراء المكلومة مثلهم بمعانقة أهالي المغدورين قبل وفي ساعة التشييع الجماعية المهيبة ومسح أدمعهم بيديها ..بل لبست الحجاب وثياب الحداد تضامناً معهم ورفعت الآذان لصلاة الجمعة ونقلتها حية بخطبتها المؤثرة عبر كل وسائط الإعلام وتحدثت للجموع مبتدئة بالبسملة والصلاة على النبي محمد ولم تقل شامتةً للمسلمين هذه بضاعتكم ردت اليكم وإنما طمأنتهم بأنهم في بلادهم أحرار في عباداتهم ومن ثم أعادت لهم مفاتيح المسجد ليسجدوا مطمئنين .
فإذا كانت الروح الإنسانية بهذا الصدق الذي لا يعرف المراءة بالتدين الزائف و بغض النظر عن ديانة صاحبها الذي يعمق معاني الإيمان الحقيقي بالله كخالق للبشرية للتعارف والتعايش ونشر المحبة..وإذا إفترضنا أن من أسباب دخلوها كل هذه الدعوات ممن واستهم ببسط أجنحة حبها .. فكم خطوة تبقت أمام الشيخة جاسندا نحوطريق الجنة التي تؤتى من لدن الخالق العالم بالنوايا والسرايرولا يدلف اليها إلا من توسعت أمامه أبواب الرحمة المسداة منه سبحانه وتعالى رب العالمين كما تعلمنا .
ولكننا نفترض ذلك قياسا الى أعمالها الإنسانية قبل أن تكون حاكمة و التي عجزعنها كل الذين يدعون القرب الى الفراديس العلا ..وحجتهم أنهم وكلاء الله في الأرض لمجرد أدائهم للعبادات بمظاهر اللحى و غرر الجباه والتسربل بثياب الواعظينا ومضغ السواك عند الإقامة ثم يخرجون الى الأسواق للتطفيف بموازين البيع والشراء والتلاعب بالمواصفات الشرعية للمعروض وسب الأعراض بكل ما نهى عنه الله ورسوله ويقاربون الفساد الذي يضر بالصالح العام من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة ..ومن ثم يسلون سيوف الجهاد لقطع رقاب الآخرين لانهم دون البشرية كلها المؤمنون الذين إصطفاهم الله وهم من ملكوا الحقيقة كلها وغيرهم كفاروملاحدة لا يستحقون الحياة على ذات الأرض التي سيطهرونها بالغزوات من دنس المخالفين لهم في الرأي أوالمذهب أو العقيدة ولو في عُقر دارهم وإن كانوا أرفع إنسانية وأصفى تراحماً عنهم وأكثرعدلاً وإنصافاً في حكمهم بين الناس !

محمد عبدالله برقاوي
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 523

خدمات المحتوى


محمد عبدالله برقاوي
محمد عبدالله برقاوي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة