محاصرة البلبلة..!
03-24-2019 05:08 AM
محاصرة البلبلة..!
شخوص التوالي وأحزاب التوالي والحركات التي لحقتهم في الموالاة يقع عليها كل ما يقع على المؤتمر الوطني من أوزار ومن مسؤولية مباشرة ومن خطايا و(دغمسات).. فكيف يخرج علينا بعض الموالين الذي أُخرجوا من مناصبهم (لأول الحشر) في (حكومة الكفاءات) على غير إرادتهم.. فقد كانوا يجلسون أمام الشاشات ليسمعوا أسماءهم في التشكيل الجديد..! كيف يخرج منهم من كان يشغل وزارة سيادية كوزارة الداخلية ليقول بكل (صلابة عين) إن المؤتمر الوطني لازال يتغذّي من المال العام..ثم ينتظر أن يصفق له الناس وكأنه اكتشف جديداً.. وهو بالأمس كان وزيراً في قلب حنان المؤتمر الوطني وتحت بركة إنعاماته.. ثم يقول اليوم أنه يتغذي من المال العام.. فكيف سمحت بهذه التغذية يا رجل وأنت تجلس في المقاعد العليا في مجلس الوزراء وزيراً للإعلام والداخلية ولم تقم بإثارة مثل هذه القضية الخطيرة؟ والغريب أن هذا الوزير الذي لم يتم ترفيعه من (الوزارة العادية) إلى وزارة الكفاءات يقول إن المؤتمر الوطني يتغذّي من مال الدولة بـ(حبل سري) وهذا ليس صحيحاً لأن التغذية ظلت تتم من (وريد مُعلن)! ووزير الداخلية يرى قبل غيره كيف يستخدم هذا الحزب آليات الدولة ومالها ومبانيها وقاعاتها وطائراتها عياناً بياناً ولكنه كان ينظر بعين المنصب..!
وحتى لا يقال أن حديثنا هذا من باب (الشخصنة والأنأنة) فالكلام يعني كل الشخوص والأحزاب والحركات المتوالية التي سارت في ركاب المؤتمر الوطني وكانت أحاديثها وإعلاناتها ومواقفها كلها تتم من زاوية المناصب والاستوزار..! فمتى كانوا الواحد منهم داخل المنصب فالوطن في تقدم ورخاء ومضاء والاقتصاد عال العال ومن يقولون بغير ذلك فهم (شراذم حاسدة) وكلاب مسعورة أفسدتها (دعة الفنادق)..! ولكن متى ما قُذِف بأحدهم خارج النصب فالاقتصاد منهار والدولة في حالة إفلاس والفساد في البر والبحر والموانئ والخلجان والمؤتمر الوطني يرضع الخزينة العامة..! فهل يمكن أن يحدث كل ذلك خلال 24 ساعة بين تشكيل وزارة وأخرى! هذا من باب اللعب والاستخفاف بعقول الناس.. ووزير الداخلية السابق هذا نفسه كان الأجرأ في الدفاع عن سلامة أداء الحكومة وازدهار التنمية وصيانة الحقوق ونظافة الأيدي ورحمة الحكومة بالمواطنين.. وهو لا يستطيع أن ينكر أنه كان وزيراً للداخلية في الأيام والأسابيع الدموية الماضية التي شهدت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت عن تصرفات دولة مع مواطنيها ..وكان هو الذي (ينتر وينهر ويزجر) الصحفيين ويصف تساؤلاتهم المشروعة بـ(قلة الأدب) ..!!
لا نقصد بهذا الحديث شخص وزير أو مدير، وإنما ما يمثله في (امتحان المبدئية) والأمانة السياسية وتحمّل المسؤولية.. وهذه المواقف الهروبية تسري على كثيرين من هؤلاء الذين استخدمهم المؤتمر ثم لفظهم لفظ النواة.. ولكن السلوك العام يتم شرحه أحياناً من خلال الحادثة والواقعة التي (يتكثف بخارها) في شخص مرتكبها.. ثم يتم التعميم ولا يأتي اسم صاحبها إلا من باب المصطلح العام.. ومن طرائف ذلك أن أحد الذين بدءوا الانسلاخ من حزب الأمة كان اسمه (النور جادين) فسمى رئيس الحزب حالة الانسلاخ هذه لاحقاً بظاهرة (النرجدة) اشتقاقاً من اسم النور جادين..! ونحن لا نعني وزير الداخلية السابق (أحمد بلال) بشخصه ولكن الباب مفتوح لمن يحاول اشتقاق مصطلح يعبّر عن حالته ويغني عن ذكر أسماء الأشخاص.. وكفانا الله شر (البلبلة)..!
مرتضى الغالي
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
مرتضى الغالي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|