وفي عيدها.. لفظت الأنفاس..
03-24-2019 11:35 AM
** بينما يحتفل العالم بعيد الام، في الواحد والعشرين من مارس في كل عام، تطل علينا، مأساة السيدة حواء موسى جمعة، التي اطلق عليها احدهم النار في منطقة منن غربي مدينة كتم بشمال دارفور، وارداها قتيلة بينما اصيبت في الحادثة شقيقتها بالعيار الناري، ويقول الخبر كما اورده الزميل احمد كفوتة، ان الفقيدة وشقيقتها، وفي اثناء عودتهن من سوق مدينة كتم، وفي طريقهن لفرقانهن، التي تقع في منطقة نارو، اعترضهن مجهولين تحت التهديد بالسلاح واطلقوا عليهن النار، ففارقت حواء الحياة في الحال، بينما اصيبت اختها بجروح، وحينها هرب الجناة، بعد ان نهبوا الدواب، بكل ماتحمل من مؤن غذائية واغراض تخص زواج ابن حواء المقرر له الاسبوع القادم.
** وفي الخرطوم، وفي ذات اليوم الذي تبادل فيه الابناء مع امهاتهم الهدايا والتبريكات، وتجديد المحبة والاحترام والمودة،وتاثير الامهات على المجتمع، والتذكير بفضلهن رغم الغوص في خضم (المشغوليات) وهجرة الابناء والاغتراب والبعد عنها، ورغم انه يوم الصفاء والمشاعر الجميلة، استقبلت الاحياء السكنية عبوات البمبان، في ملاحقة المحتجين سلميا، والذين امطرتهم السلطات بالغاز المسيل للدموع، والهراوات، فشقوا طريقهم الى داخل الاحياء، التي لم تسلم قبل هذا اليوم من عبوات البمبان ودخانه، الذي وثقت الاخبار ومنذ ديسمبر، لاشعال النار في المنازل بامدرمان وبري، وتسبب في وفاة سيدة في بطن دارها مؤخرا، ولم يسلم الشباب منه، والذي انتهى ببعضهم الى غرف العمليات.
** وبين هذا وذاك يحمل الاحتفال بعيد الام غرس السلام، وهذا ما افتقدته السيدة حواء العائدة بفرح لاهلها، بيد انه سلبته رصاصات احدهم، فبدلا من ان تعوم حواء كالوزين في دارة الرقص بجانب ابنها، عامت حواء في دماء لاحد لها في طريق انتفت فيه السلامة والامان .
** لا فرق بين طرقعات السلاح ومقذوفات البمبان وتصويبه الى صدور المواطنين والنساء،فكله من باب العنف المقيت، والقتل الممنهج، فالسيدة حواء وهي عائدة من رحلة تبضع لتستقبل زغاريد فرح ابنها في شمال دارفور، هاهي وقد تلقت الرصاص، رغم حلم العودة الميمون، والذي فشل تماما، اذ جاءت حواء جثة هامدة، ومهما كانت الرصاصة من عدو معروف او غيره، فانه غياب للامان والحماية والسلامة في مجتمع الولاية بكاملها، والتي تقسمت بفعل فاعل الى شرق وغرب ووسط وشمال بلا فوائد اجتماعية او اقتصادية او تنموية تذكر، بل تحول سكان دارفور الى نازحين، ولم تسلم معسكرات النزوح من الهجوم المر، الذي زاد الاوجاع فمعسكر اردمتا، بولاية غرب دارفور ووفق الاخبار في 16 مارس الجاري قدم 6 من الضحايا، مادفع منظمات المجتمع المدني وضحايا الحرب، الى رفع الصوت عاليا من اجل حماية المدنيين العزل، الذين توالت على قلوبهم واجسادهم.
** والي شمال دارفور الجديد، وقد تزيأ ببزته العسكرية، يا ترى ماهو رده، والنائب المستقل عن دائرة الواحة في المجلس التشريعي بشمال دارفور، ادم منان يتهم جهات لم يسمها بالوقوف وراءمثل هذه الاحداث، ويطالب باعادة النظر في عملية نزع السلاح القسري، وبالحرف الواحد يقول (التفتيش والنزع يجب ان يشمل الكل)..
همسة
وتنحني لها السنابل شكراً..
وتنبت آلاف الحقول.. سنابلاً..
أ يا سيدة تتوشح السلام والأمان..
لك آلاف التحايا والعرفان..
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
إخلاص نمر
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|