يا عادل تقصد أن نقبل بانتخابات مع النظام بمعنى أن نسمح للنظام بخوض الانتخابات معنا بعد الاتفاق معه على شروط الانتخابات ودوائرها وكيفية تكوين مفوضيتها وجهات مراقبتها؟ حسنا، ولكن هل سيقبل النظام مثلاً أن تكون المفوضية التي تشرف على الانتخابات كلها من اختيار تجمع المهنيين وحلفائهم مثلاً أو ألا تضم أي شخص من أعوان النظام أو كوز أو سلفي متوال مع النظام أو أن تكون كلها من مشرفين متطوعين تبعث بهم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والافريقي والمنظمات الدولية والإقليمية وتحييد كل الأطراف المشاركة في الانتخابات بما فيها النظام؟ وأن تحرس هذه العملية الانتخابية قوات أممية؟ باختصار هل من سبيل لاجراء هذه الانتخابات بعيداً عن أي تدخل للنظام فيها وأن تكون مشاركته فيها مثل مشاركة أي طرف مشارك آخر فقط بحشد أنصاره وإحضارهم التصويت وفق ضوابط التصويت التي تتطبقها مفوضية الانتخابات تحت رقابة لجنة قضائية دولية أو أممية خاصة تكون قراراتها نهائية في أي قرار من المفوضية بخصوص عملها وبخصوص أي مخالفات تقرر فيها المفوضية؟
إذا كان النظام يقبل بمثل هذه المفوضية المحايدة فمن يرفضها؟ بمعنى أن من يأنس في نفسه النزاهة والأمانة ويريد نتيجتها وهو واثق من أغلبيته لا أظنه يعترض ولكن اللصوص بطبعهم لا يخشون إلا من الأمانة والنزاهة والشفافية فهذه ليست في قواميسهم بل فيها حتفهم المحتوم ولا أظن أن عاقلا يطمع في موافقتهم على ذلك....
فقوموا أكملوا ثورتكم يرحمكم الله ودعوا اللجاجة والخور وأن الطبقة الوسطى التي وصفت مصيرها للخروج مع الثورة وإن تأخرت وأن النظام آيل للسقوط وسيسقط حتى قبل خروجها فلم يبق في يده شيء ينقذه أو يطيل بقاءه وأن الطوارئ لن توفر القوت أو الوقود ولا مرتبات الموظفين ولا المليشيات ولا بدلات استعداد الشرطة وكل مظاهرة تسرع في ترديه أكثر في الهاوية وهو يعلم ذلك وينعكس في سلوكه والعنف الذي يقابل به مجرد التجمهر آملا في حسم المعركة قبل أن تخور قواه، ولكن هيهات لا جن ولا سحرة بقادرين على مجاراة عنفوان الشباب الثوار أو أن يجاروا أثره بالمأجورين المرتزقة والذين سينقلبون حتماً عندما يعجز عن اعطائهم المعلوم نقدا...