قون المُغرِبيّة..!
03-26-2019 07:04 PM
الأزمة مستحكِمة ومُتفاقِمة، بتفاعل تناقضاتها وارتباطها بمحاور إقليمية ودولية. حكومة الدكتور محمد طاهر أيلا،(دعوها وشأنها، فإنها مأمورة)..حكومة أيلا تواجهها تحديات أكثف من لِحية السيد معتز موسى، الذي ظن أنه بارئ قوس الزمان، حتى قذفت به (وحدة الطرد المركزية) بعيداً عن مدارك الايقان.
حكومة أيلا يواجهها تحدي مقابلة مطلوبات الحياة اليومية، خاصة أزمة السيولة و تحدي استيراد الضروريات، وليس في خرطوم الفيل، من يملك عصى موسى،، وليس بين المحسوبين على النظام من يستطيع مداراة هذيان المتمكنين باشاعتهم لمثل هذا النبأ، اغفالاً منهم لحظوظ الجنرال في العودة، فتلك حظوظ أكثف من احتمال تنصيب البروف غندور..
أقلام مقربة من هناك.... ترى ان الخروج من الأزمة يكمن في استقدام البروف غندور للرئاسة، بينما يقول المنطق أن شخصية الجنرال تُصاقب الى حد كبير، ذاك الدور المنوط بالجيش في تجاربنا التاريخية... هذا ما حدث في اكتوبر، وما حدث في ابريل.
هناك متغيرات جِديَّة، تُنتج بالضرورة حيثيات جديدة.. هذا كله مفهوم، لكن عودة الجنرال تبدو أكثر واقعيةً عندما تصاحبها ترتيبات داخلية تجعل منه المرشح الوحيد،، حيث أن مرشح الحزب - حسب العرف واللائحة - هو مرشح الرئاسة... ذلك ممكن جداً، بتمهيد الارض، بالصورة التي لا تعطي لأحدٍ منهم، فرصة الاحتجاج على تصدر الجنرال لقيادة فترة انتقالية ليوفر خلالها الضمانات المطلوبة فيتهيأ المناخ لعملية الانتقال، أو التسليم والتسلم،، أو ما شئت من أوصاف الوصول، بين نقيضين، الى منتصف الطريق.. ولكن كيف؟
كيف يعود الجنرال، وكل سواعِد جعفر النميري – له الرحمة - لم تعد أدراجها؟
لقد استغنى النميري من قبل، عن خدمات رفاق كثر، فما عادوا ثانية الى القصر..... أمسِك وأحسِب: اللواء محمد الباقر أحمد، وابو القاسم محمد إبراهيم، وعبد الماجد حامد خليل....
كل من غادر هذا القصر لم يعد إليه،،، إلا هذا الجنرال، الذي يعود كإبن للجيش، ولكونه في مشهد الراهن ، هو المخرج الآمن، فهو يشبه الى حد كبير (قون المُغرِبيّة)، بحكم زمالة السلاح، وبحكم الثقة التي بينه ورفيق الدرب الطويل.
يعود الجنرال هذه المرة من نافذة الحزب، مثلما دخل القصر من نافذة الجيش، كأحد الضباط الذين نفذوا العملية الكبرى.. يعود لكونه غير ميّال لفكرة التنظيم العالمي،، فهذا مما يجعل حظوظه أكبر مع الفاعلين في المحيط الاقليمي والدولي.. يعود لأنه قليل الكلام، وليس لديه عداوات مضمرة كالاخرين، و لأنه يحظى بقبول لدى الطرف الآخر بما فيهم الحركات المسلحة، ولنجاحه في ما فشل فيه آخرونَ، أمام اغراءات المال العام..
هذا هو منفذ الخروج من مأذق تعديلات اللحظة الأخيرة، التي جرت في ذاك الاتفاق.. هذا هو (قون المُغرِبيّة) الذي تحاول رؤوس المتمكنين تحاشيه،،، وذاك هو الشارع، الوافِر ضراعو... ومن يدري، لعل مراسم تشييع هؤلاء البكائين، هي مصاعِد الخروج من أزمةٍ ضاقت حلقاتها، ثم استحكمت، ثم ضاقت مرة أخرى!.
|
خدمات المحتوى
|
عبد الله الشيخ
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|