المقالات
السياسة
دونالد ترمب ...التاجر السياسي
دونالد ترمب ...التاجر السياسي
03-27-2019 11:56 PM

دونالد ترمب ...التاجر السياسي

ظل ترمب مثيرا للجدل منذ أن قدمه الحزب الجمهورى مرشحا له للرئاسه الأمريكيه وتختلف الآراء حول الرجل مع إجماعها علي صفاته التي يراها البعض نوعا من الجنون وهي في مجملها غرور وتكبر وغطرسه وتعالي إكتسبها من مجتمعه الأمريكي القديم وخلفيته كراسمالي يحب الظهور والتعالي .وهو رغم قامته الفارعه إلا أنه يجاول دائما أن ينظر لضيفه من عل ولو كان بقامته !!! هو صادق مع ناخبه فقد أوفي بإلعاء الضمان الصحي لأوباما كما وعد وإتفاقية التجاره مع الإتحاد الأوربي وبناء الجدار بين بلاده والمكسيك رغم المعارضه الشديده من قبل مجلسي النواب والشيوخ ولكنه يزداد إصرارا علي تنفيذ ماوعد به الناخب!!! فأى ناخب يرفض مرشحا يستجيب لوعوده ؟؟؟!!!هذا داخليا ومهما قلنا وقالت أجهزة الأعلام التي يمقتها ترمب بشده فحتما للرجل أنصارا يحترمون جديته وإلتزامه بوعوده.

لنر ماذا في سياسته الخارجيه , فقد وعد بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وعندما وعد حسب حساب الربح والخساره في حملته الإنتخابيه وهو يعلم أن الدعم الذى تقدمه المنظمات اليهوديه كبير وكبير جدا ومقارنه بما يخسره من العالم العربي فهو لايساوى شيئا ,فالعرب الأمريكان بتأثير دون المستوى الذى يهدد حملته ,والعالم العربي كدول معلوم عنه الإكتفاء بالشجب والإدانة في أي عمل يمس دوله من دوله فلا حول ولاقوة له ويمكن تخويف أى دولة من أختها بفبركه إستخباراتيه,لهذا كان المعلن هو الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ولكن الخفي كان الإعتراف بالجولان السوريه أرضا تابعه لإسرائيل !!!كل هذه القرارات لم تكن في جلسات سمر بل كانت قرارات متفق عليها ومدروسه ومحسوب حسابها والتداعيات التي تنتج عنها , وبعد الإعتراف بالقدس قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة لعواصم عربيه وأفريقيه تهيئة لقرار القدس وتمهيدا للقرار التالي ضم الجولان !!!وفعلا لم تحرك الدول العربيه ساكنا وكالعاده تشجب الجامعه وتدين وهي التي تقوم بتعليق عضوية بعض الدول دون الرجوع للوائح والقوانين المنظمه لعملها!!! والشعوب العربيه لاحول لها ولا قوه فيكتفي المواطن بالتعليق علي الفيس بوك والتغريد علي تويتر( والهاشتاق)!!! إن إسرائيل أصبحت واقعا ولم تعد تخشي أن يقذف بها العرب في عرض البحر بل أصبحت الوكيل الشرعي وشرطي الشرق الأوسط والشريك الفعلي لأمريكا في المنطقه,هكذا يرى ترمب واللوبي اليهودى وحساباتهم دقيقه بعد دراسه ومعايشة للأنظمه في العالم العربي وتقارير مراكز بحوث ودراسات وأجهزة مخابرات عديده يبتني التاجر الذى دخل عالم السياسه عن طريق التجاره يبني لنفسه وأمته مجدا علي أشلاء شعوب الشرق الأوسط , فهو ليس مقامر ولا مغامر كما يظن البعض هو يذهب لأهدافه مباشره ويشير بأصبعه دلالة علي الأصرار ,وحتي إبتسامته مملؤه بالتعالي الرأسمالي,فما عادت روسيا تشكل تهديدا لأن نظام بوتين يعيش عزلة من أجل البقاء فقد ولي عهد زعماء الكرملين الذى يحشدون الصواريخ في كوبا ويهددون أمن الولايات المتحده!! أما الأمم المتحده فقد أصبحت هيئة للإغاثه للمناطق التي تدور فيها الحروب من صنع الولايات المتحده كشرط أساسي أما بقية الكوارث فمسؤلية الهيئات الطوعيه !!!لأن قرارات الجمعيه العامه للأمم المتحده ومجلس أمنها لم تعد تعني أمريكا في شئ,هكذا تكون الحسابات لمن يفهم في عالم السياسه فحتي الأحداث والأزمات التي تحدث طبيعية كانت أم بفعل فاعل يتم إستثمارها لتمرير قرارات !!!هكذا تسير الأمور وليس إعتباطا فنقل مجنون أو مهووس ولكنه يهتم بشأن مواطنه.

لنر ماذا فعل تجاه كوريا الشماليه ,أولا كوريا ليست سنيه ولاشيعيه هي للألحاد أقرب ومادامت لاتشكل تهديدا بالمعني المفهوم قام ترمب بجس النبض وعندما أبرز الفتي الكورى عضلاته وهو لايخشي الخساره ولايفهم في التجاره سرعان ماتراجع ترمب وسلك طريق التفاوض , والحقيقه تقول كما أسلفنا أن كوريا لاتشكل تهديدا مباشرا لمصالح الولايات المتحده علي أقل تقدير حاليا ولا تشكل تهديدا لأسرائيل ومعلوم أن هذه الروؤس النوويه الكوريه تبلغ أهداف في أمريكا بكل بساطه ولها قوة تدميريه يحسب لها ألف حساب وقد يكون الإعتراف بكوريا في النادى النووى مسألة وقت .فما تطلبه كوريا نظير تدمير برنامجها لايستطيع ترمب دفعه ولايمكنه تكليف من يقوم بالدقع نيابه عنه!!! فأمريكا فقط تقف في وجه النشاط الكورى النووى أما الإتحاد الأوربي فلا يهتم بأمرها إلا عابرا!!! ممايعني أنها قد بلغت مايؤهلها للعضويه وأنها لاتشكل خطرا عليهم في الوقت الراهن علي أقل تقدير.

أما بخصوص أنشطة أيران . بإختصار لن توافق أمريكا والغرب علي النشاط النووي الأيراني ولو كان للأغراض السلميه مالم تتوفر شروط المراقبه بواسطة الغرب وأمريكا !!!لماذا فأيران دوله مسلمه !!! ومعلوم أن (الإسلاموفوبيا) تسكن البيت الأبيض منذ مجئ ترمب ونائبه الذى هو أشد كرها للأسلام والمسلمين .فحادث مسجدي نيوزيلاندا لم يحرك ساكن البيت الأبيض لمجرد العزاء !!! ولأن إيران المسلمه الشيعيه تتحدث عن عروبية القدس ووحدة الأراضي السوريه وفي الحالتين هنالك تهديد لإسرائيل ومن هنا

فلن ترضي الإدارة الأمريكيه ماضيا وحاضرا ومستقبلا بتهديد إسرائيل مهما كانت درجة التهديد لأن إسرائيل أصبحت الوصي الشرعي لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط. قد يتخوف الغرب من نتائج أي تحرك عسكري ضد إيران لما قد ينتج عنه من دمار قد يطال معظم منطقة الشرق الأوسط ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي وإيران تطور صناعاتها فقد قالوا إن برنامج تطوير الصواريخ يجب إيقافه لماذا لأنه يشكل تهديدا لإسرائيل .

أما بشأن الإرهاب وهو التجاره الرابحه أو عملية أدارة الأزمات بالأزمات فنرى أمريكا تركز جهودها علي إقتناص بعض نقول بعض قيادات داعش فهي لاتريد محو داعش من الخارطه لأن ذلك يعني الإستغناء عن خدماتها ولو خسرت داعش التمويل فستبحث أمريكا عن تمويلها حتي تستمر ليكسب الأمريكي المليارات من دول الخليج نظير خدماته لمحاربة الأرهاب . وقد رأينا كيف تسمح أمريكا بمرور شحنات الأسلحه من الصواريخ البالستيه للحوثي في اليمن لتهديد السعوديه وبالمقابل يقوم الأمريكان بكسب المليارات بنصب أنظمة التصدئ لهذه الصواريخ وهو مجهود بسيط لايتعدى عدد الأفراد الذين يقومون بالأمر عدد أصابع اليد ولكن العائد كبير جدا وبالدولار !!! تلك هي التجاره التي أبدع فيها ترمب عندما قام بدور السياسي التاجر والمتاجره بالمواقف السياسيه ذات العائد المادى المضمون

من هنا وبإختصار نستطيع القول ونكرر للمره الألف لو ونكرر لو إستطاعت الأنظمه العربيه والشعوب أن تكتفي بالأسلام دينا ومحمد نبيا ورسولا تلتزم بأركان الأسلام الخمس وتنبذ وتترك التمذهب والتشيع والطوائف وتقوي عري الأخوه والمحبه بينها فسيحسب لها ألف حساب ولكنهم اليوم يخوفونهم ببعضهم البعض ويكسبون من وراء عدم الثقه بين الأنظمه العربيه والأسلاميه وتلك هي البقره الحلوب للغرب والشرق يعزفون علي وتر الخلاف المذهب والطائفي والعنصرى وهكذا والله المستعان.


إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 361

خدمات المحتوى


إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة