اعداء الثورة السافرين والمحجبين
03-28-2019 01:17 PM
للثورة ضد نظام البشير الفاسد هدف واضح ومحدد ولقد تمت صياغته صياغة دقيقة وهى "تسقط بس". وهو هدف يركز جهود كل الشرفاء من بنات وابناء هذا الوطن لاسقاط هذا النظام اولا. وهذا لا يعنى كما يحاول البعض ان يصور هذه الصياغة الدقيقة والتى لا لبث ولا غموض فيها بان الشعار يعنى لنسقط الحكومة ولا يهم ما هو البديل. فالشعار هو تعبير عن ان هذا النظام لا أمل فى اصلاحه وان اية محاولات لإصلاحه والاتفاق معه سلميا للإصلاح سيكون مصيرها مصير سابقاتها من المحاولات على مدى ثلاثين عاما والتى يمثل نقض النظام لكل منها العامل المشترك. فهو نظام يمكن ان يبيع حتى بعض أعضاء تنظيمه من اجل البقاء على سدة الحكم.
ولهذه الثورة المباركة وهى فى شهرها الرابع وهو امر لم نعهده فى محاولات شعبا السابقة لاسقاط الأنظمة الديكتاتورية أعداء بعضهم سافر لا يخفى عداءه للثورة ولا يتردد فى قتل وإيذاء وسجن الثوار من بنات وابناء شعبنا. وهولاء الأعداء يواجههم الثورة على ارض الواقع صباح مساء.
هناك ايضا اعدا اشد فتكا ولهم مصالح فى بقاء هذا النظام وهم ما اسميهم الأعداء المحجبين.
فهم يرفعون صوتهم بالصراخ والدعوة الى الحياد تارة والتشكيك فى تجمع المهنيين تارة اخرى. ولا يصدقون فى اصطياد اية إشاعة مغرضة ضد تجمع المهنيين لفتح بوست وادعاء انهم أنصار التدقيق والتحقق. بل تراهم ينشطون بانهم ضد هذا النظام ويريدون اسقاطه لكنهم ضد العلمانية وضد تجمع المهنيين الشيوعى.
اولا هذه الثورة هى ثورة جموع غفيرة من بنات وابناء شعبنا من شيوعيين ومستقلين وحزب أمه واتحاديين وإسلاميين شرفاء لا يؤيدون حكومة البشير الفاسدة المفسدة.
التخويف بفزاعة الشيوعية مضحك للغاية لان إسقاط هذه الحكومة الفاسدة المجرمة لا يعنى تنصيب اية حزب واحد ليحكم البلاد.
بل يذهب بعضهم الى الحديث عن انقلاب هاشم العطا او ضربة الجزيرة ابا. وانا لست فى موضع الدفاع عن الحزب الشيوعى لسبب بسيط أننى لست عضوا به . ولكن طرح هذه الحادثة وفى هذا الوقت بالذات يصب تماما فى خانة حكومة المجرم البشير. والديمقراطية هى افضل لهولاء المدعين ان كانوا حقا جادين فى اثارة هذا الامر وادانة الحزب الشيوعى السودانى. اثارة الامر الان له هدف واحد وهو التشكيك فى احد عناصر الحراك الجماهيري.
ترديد أسطوانة انهم يعارضون تجمع المهنيين لانهم متمسكين بدينهم ولان إسقاط هذا النظام يعنى حكومة علمانية اود ان اوكد لهم وبعد ثلاثين عاما من الدولة الدينية التى نشرت الظلم والفساد والتسلط ان الدولة الدينية لا مكان لها فى سودان ما بعد الانقاذ وان كانت هذه هى الدولة التى تحافظ على عقيدتكم بنشر الفساد والفقر والبؤس فعليكم من وقة مع انفسكم ومراجعة صادقة لجوهر الدين وهو إقامة العدل بين الناس.
ان من الإسفاف والتجهيل ان نتحدث عن الدولة الدينية والتمسك بالعقيدة كأمر واحد. كلا فالدولة العلمانية لا تعنى اطلاقا التدخل فى إسلام او ايمان الأفراد.
دولة ما بعد الانقاذ ستكون دولة موسسات أعمدتها الشفافية والديمقراطية شكلا ومضمونا وفصل السلطات واستقلال القضاء والأعلاء من شان الصحافة كسلطة تملك المواطن الحقائق.
الذى يريد ان يقيم نظاما اسلاميا مبنى على الاجتهاد الذكى وليس بلطجة "الاسلام هو الحل" والتى ادخلت بلادنا فى هذا المأزق التاريخي فليقدم بديله وليطرحه للشعب بعد إسقاط هذا النظام.
ان شعبنا قد اكتوى بنار الدولة الدينية ولا اظنه يستجيب لدعوات العواطف الجياشة والأفكار التى لا سند لها فى تاريخ شعبنا القريب والبعيد.
هناك ايضا أعداء يستخدمون مصطلحات الثورة فى أمور انصرافية لإفراغ هذه المصطلحات من مضمونها.
ان الثورة التى صاغت شعارها وبوصلتها بهذه الدقة تعرف كيف تدافع عن نفسها ضد الأعداء السافرين والمحجبين.
#تسقط بس
احمد الفكي
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
احمد الفكي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|