الجيش الجزائري ما فاهم دوره ووضعه بالضبط يريد أن يساهم في الحل خارج مهمته الأساسية وهي حماية الشعب من تول السلطة المدنية واستخدامها للعنف مع الشعب. أما اذا كان الشعب لايريد الحكومة المدنية فقط فلا غبار على اقتراح الجيش الجزائري الحل وفق نصوص الدستور وهو حل كان ممكنا أن يتقدم به الحزب الحاكم إذا ان سيضمن نتائج الانتخابات التي تعقب عزل رئيسه لعدم اللياقة والعجز بموجب المادة 102 من الدستور. كما ليس من مصلحةأي حزب معارض أن يفعل ذلك إلا إذا كان واثقاً من نتيجة الانتخابات، وفعلاً لم يتقدم أي حزب معارض بذلك ربما خشية من دولة الحزب الحاكم العميقة حتى وإن لم يكتسح الأخير الانتخابات من غير بوتفليقة.
أما وأن الشعب الجزائري قد خرج الآن عن بكرة أبيه فإنه حتماً يريد إسقاط النظام بدستوره مثل الشعب السوداني، وهذا ما لم يفهمه الجيش الجزائري الذي يريد أن يتحاكم إلى الدستور القائم ولذلك فقد رد عليه الشعب في مظاهرته الأخيرة يوم الجمعة بأنه أي الشعب هو مصدر السلطة وأن صاحب السلطة في إلغاء الدساتير التي صنعها ولا قيد على إرادة الشعب التي عبر عنها عملياً حتى لا يقول متنطع يجب إلغاء الدستور بالإصتفتاء وليس المظاهرات، إا أن مظاهرات بهذا الحجم لو قامت بالتوقيع على مطلب إلغاء الدستور وكافة المؤسسات القائمة عليه لبلغت توقيعاتهم ثلاثة أرباع السكان على أقل تقدير...