المقالات
السياسة
من لم يوقن بأنها قد سقطت.. فليراجع ثقته في أبنائه
من لم يوقن بأنها قد سقطت.. فليراجع ثقته في أبنائه
03-29-2019 06:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
من لم يوقن بأنها قد سقطت..فليراجع ثقته في أبنائه
الحديث عن سقوط النظام هنا يأخذ منحيين. الأول هو سقوط المشروع وهو الأهم . وهذه نقطة يتفق فيها حتى المغالين في الاستماتة دفاعاً عن النظام.فبدلاً من إقامة دولة الصحابة ، أقيمت دولة ما داعبت أحلام أبي لهب وما تُبت به يداه.ولا أريد أن استرسل في أمر محسوم. أما لسقوط الثاني ، وهو ما أعنيه ويعني كل حادب على الوطن ويحمل أشواق الحرية والسلام والعدالة. فهو السقوط من حالق في الهاوية ، جراء العجز عن مواصلة التشبث بأسباب البقاء جثوماً على صدر الوطن . نتيجة فشل كل سياسات النظام لا في الحكم - وهو أمر مفروغ منه – ولكن تكتيكات البقاء في السلطة عبر الخيار الأمني من جهة ، والأبواق الإعلامية المسفهة لكل الحراك الثوري من جهة أخرى. وهو سقوط يجئ عبر تضحيات جسام لجيل ظننّا أن الشبكة العنكبوتية ، لا تعني له غير تقليعات قص الشعر التي استنكرها جيلنا، متناسياً كومة الشعر المنكوش فوق رؤوسنا حين زمن الخنفسة ، أو أن الانشغال بالفضاء الاسفيري ، هو محض بحث عن التلهي بمقطع فيلم إباحي . تلهٍ رمي به الشباب دون غيرهم من الكبار. لكنه اسفر بكل الفخر عن جيل سد به نقص النظام التعليمي بمجمله، وفاجأنا بثورة الوعي التي يعيش فصولها المدركون ، وما زال البعض لأسباب أو لأخرى،لا يدركون كنهها.
تمنيت كثيراً لو أن تجمع المهنيين ، قد خصص يوماً من أيام مظاهراته ، يترك الشارع فيه للآباء والأمهات ، يسمى بيوم الإعتذارية . يعبر عن اعتذار جيل الآباء والأمهات لأبنائهم . كونه قد سلم أبناءه وضعاً كهذا. وأنه شارك في قتل بنيه في محارق النظام ومقاصله. مكتفياً بالدعاء لحفظهم إن غشيته لحظة التفاتة.لنقف عراة أمام مرآة الشارع . بأننا نعرف كل شئ ، ونتتحاكى ونتسامع أخبار حراكهم ، لكننا نصطنع الجهل به . وصار أغلبنا كمن لا حاجة به للحرية التي ينادي بها الشباب. أعتذارية ، تقابل إحساس ابنائنا بما ظننّا أننا نكتمه ، فتكفل شفيف أرواحهم ، بسماعه. فشكرونا على تحملنا كلفة تربيتهم ومعاناتنا ، بالعزم الصارم على إزالة ما كان سبباً ،وجعله مجرد صفحة سوداء في تاريخنا تكفلوا بطيها .وأخلص للقول، أن من لم يقتنع منا بعد بأن النظام وفق الشق الثاني قد سقط ، فلا عليه مراجعة فهمه فقط. لكن مراجعة مدى ثقته في أبنائه وبناته، ومستوى إحساسه بهم .
أقولها اليوم وكلي ثقة في بناتنا وأبنائنا الشباب ، بأنها قد سقطت . وأننا بحول الله فقط. ننتظر صوت دوي السقوط الآتي من قعر الهاوية.لا أقول هذا من قبيل التشجيع وبث الحماس في الشباب.فهم من يتكرمون علينا بهذا .لكن من واقع متابعة الثورة وبثهم المباشر، خاصة يومي 27 و 28 من الشهر الجاري. حيث أصبح للثوار لغتهم الخاصة بالثورة.وأعرف جل (ماناتهم). وقوات دفاعهم الجوي وبقية المصطلحات. موكب شباب أمبدة في سوق ليبيا ، يعبر عن قدرة هذا العدد المهول، عن تعمية الأجهزة الأمنية ، بعد أن ظن الناس ، أن أمن النظام ، يشارك العشاق نجواهم.أما مواكب يوم 28 مارس. فقد كانت معدة بحرفية عالية . بداية من اختيار تواقيتها ، وحرية تصرف لجان الكثير من الأحياء في اختيار مواقع التجمع والحراك .حتى قرأنا بوستات شباب بحري عن عدم الارتكاز في شمبات ، لأنها مؤمنة فقط ، حتى عبور الموكب !!، وعدم مخالفة القادة الميدانيين. يا إلهي لك الشكر. فأي أبداع هذا؟
وهل يظن عاقل ، ان مشهد تلاقي مواكب جبرة والصحافة والامتداد ،كان أمراً متروكاً للصدفة ؟ أنه مشهد يعجز أكبر مخرجي أفلام الملاحم إن كانت هنالك حرية للتصوير الاحترافي. إن تحريك المواكب في كل المدن والقري التي خرجت أمس ، وبهذه الدقة ، يعني شيئاً واحداً . وهو أن النظام ساقط بحول الله لا محالة .وثم تخطيط وعزيمة شبابنا وشاباتنا التي تفل الحديد. لكم التحية والفخار شبابنا الأماجد .وتسقط بس.

معمر حسن محمد نور
[email protected]





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1356

خدمات المحتوى


التعليقات
#1819885 [ودالعوض]
0.00/5 (0 صوت)

03-30-2019 05:54 PM
خلاص بقينا نفكر بالغنايم. خلاص سقطت. الكلام الذي ده هو المحبط. يجي ان نستمر في الضغط واقوى من أول وبي أساليب جديده ومبتكره. يعني شنو التقى موكب الشجره بموكب جبره! ولا شيء مقارنه بالارواح التي ازهقت والسكالي من امهات ونساء بلادي. الفرح بما تحقق لغة الغشمه واصحاب النفس القصير. لم نحقق شيء حتى الان. يجب الاستمرار كل بقدر قدرته ومعرفته واكثر. ليه ماتفكر انو ده احتمال تنفيس لغليان الشعب ومن ثم يرجع الاوضاع كما كانت. سقطت بس .يعني دون نقاش ودون توقف ودون حوار وونسه. والان بدأت لغة الحوار وسيد المهدي وسيدي الوهم.
ان لم تكن اسدا اكلت الكلاب...


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة