المقالات
السياسة
مواعيد سودانيين .. !!
مواعيد سودانيين .. !!
03-31-2019 08:13 AM

سفينة بَوْح

مساهمة تحليلية بسيطة من شخصي الضعيف أهديها للمحلِّلين السياسيين لمنظومة المؤتمر الوطني التي لم يعُد خافياً على الجميع مثولها السافر والبيِّن في حكومة (الوقوف على مسافة واحدة من الجميع) ، وهذا التحليل بريءٌ براءة الذئب من دم إبن يعقوب من أيي إشارة أو إيحاء يفيد إنتماء شخصي إلى فئة المرجفين ولا شُذَّاذ الآفاق ، والدليل على ذلك أنني من خلال هذا التحليل سأقدم (تقييماً) حقيقياً وواقعياً يمكن للمهتمين سياسياً وأمنياً وتنظيمياً في صفوف حكومة الإنقاذ أن يستفيدوا منه ، لأنهم في أوج معركة الثورة الشارعية قد لا يرون جيداً لتزاحم الأفكار والوقائع ما نراه نحن الذين نراقب من بعيد .

وفي ذات الوقت يمكن لهم ولكل من دارت مصالحه في بلاط السلطة وإرتبطت منافعه وإستقرار حاله (الوثير) بإستمرارية هذا النظام الذي أفقر البلاد والعباد أن يستفيد أيضاَ من هذا التحليل البسيط علهُ (يحزم أمره) ويصبح قادراً على إستقراء حقيقة السجال السياسي والثوري القائم بين شباب الوعي الثوري وحكومة الإنكفاء على المصالح الذاتية والتي قيَّدتها سلاسل دولة الظل وشبكات الفساد المستعصية وصعوبات الوقائع الإقليمية والدولية التي تتناوش مصالحها وإستراتيجياتها ومخططاتها الفاشلة ، التحليل يتعلَّق باللغط الذي (إستحلت) قيادات الحكومة وإعلامييها من المنبطحين والمتحدثين بترهاتها في المنابر تداوله وإجتراره يوماً بعد يوم ، وبالرغم من عدم أهميته في الواقع الإستراتيجي لمجريات الحراك الثوري المقدس ، إلا أن كثرة التداول فيه تدفعني لأن أتعمَّق في تحليله وأُعلِّق عليه .

الإدعاء يقول أن من يخرجون للشوارع بين الفينة والأخرى هم أقلية وأن الأغلبية يقبعون في البيوت في إشارة إلى أن القاعدين يمثِّلون قبيلة الراضين عن الواقع المخزي لهذه البلاد وربما إعتقد بعض البلهاء أنهم من مؤيدي الحكومة ، ثم يضربون المثل بكل سوء نية بالجزائر ويثمِّنون ثورة الشارع فيها لأن أعداد من يؤمها من المحتجين كبيرة وصاخبة ، التحليل أو التقييم الصحيح لحجم حركة الشارع السوداني يمكن قياسة بأداة بسيطة جداً ، قوامها أن يتم زيادة مدة (السماح الأمني) لإستمرار هذه الأقليات التي تخرج في التظاهر من 20 دقيقة (وهو متوسط ما تم رصده في الواقع الميداني) قبل التدخل لتفريق التجمعات بالغاز المُسيل للدموع أو غيره من أدوات القمع) ليجعلوا منه 45 دقيقة أو ساعة على أقل ، عندها سنرى وسيرى المُشككين الأعداد الحقيقية لمن يمكن أن يدخلوا في دائرة التجاوب مع حركة الشارع من المتردِّدين والمتفرجين على الفعل الجماهيري بعين الإعجاب والرغبة في المؤازرة ، ما يُفرِّق بيننا وبين ما يحدث في الجزائر من تفاوتات كبيرة في حجم التظاهر وأعداد المشاركين هو سياسة الأجهزة الأمنية في الجزائر والتي و كما هو موثَّق بالصور والفديوهات ، تتبَّنى هدفاً أساسياً قوامه حماية المتظاهرين وعدم التخل السريع والشروع في تفريقهم إلا في حالة الضرورة القصوى التي تشير إلى تهديد واضح للسلامة العامة ، جرّبوا يا من تتحدثون عن التقييم الموضوعي لحجم المعاناة التي إنعكست رفضاً ووعياً في الشارع السوداني أن تنتظروا قليلاً قبل الشروع في إزهاق روح المظاهرة ، لتروا بأم أعينكم كم من الشعب السوداني يرفض هذا الواقع المرير ، إنتظروهم قليلاً لأنهم في الأغلب (سيأتون) متأخرين - (مواعيد سودانيين) .

هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 438

خدمات المحتوى


هيثم الفضل
هيثم الفضل

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة