وبقينا ملطشة!!
04-01-2019 07:27 PM

@ الصديق و ابن الدفعة مصطفى محمد عبدو الشهير بحلمى ، الحلفاوى القح من أرقين ، يفيض سخرية محببة لدى الجميع ذوقه رفيع يعتد به ،عاشق مثالى لكل ما هو جميل ، لا يجامل فى كراهيته للقبح و الجوع على الرغم من أنه لا يحب (السفسفة ) . منتصف السبعينات كانت أعوام كوارث طبيعية على الشعب البنغلاديشي الذى فقد آلاف الارواح بسبب المجاعات التى ضربته سنين عددا ، مع تأثير الفيضانات و الاوبئة و الامراض المعدية , كانت شعوب العالم بما فيها السودان تغيثهم بإرسال مواد مغيثة من اطعمة و ادوية وخيام و معدات أخرى . إنطبع فى ذهن صديقنا حلمى أن الجوع حالة حصرية لبنغلاديش فقط لدرجة أن أطلق علي دولتهم اسم (بنغلاجوع) و كان لا يرض أن يسمع من أى شخص عبارة ، (الله ما شق حنكا ضيعو) فكان يحتفظ برده جاهزاً (و الفى بنغلاديش ديل مين الشقّ حنكهم ؟).

@ لم تخطر ببالى (تجليات) صديقنا (حلمى) تلك عندما غزت السودان العمالة البنغلاديشية الرخيصة للعمل فى النظافة و صحة البيئة و لربما أن ذلك أمر طبيعى لشعب ظل يعيش فى حالة فقر مزمنة ، بينما لم يدر فى خلدنا اننا نسير فى درب حالة الشعب البنغلاديشى من فقر و مرض و ما نعانيه الآن من ازمة اقتصادية طاحنة و غلاء جنونى متصاعد جعل العمالة البنغالية تفر بجلدها من السودان ولحقت بهم العمالة الاثيوبية و الاريترية التى ما عادت ترضى بأن تتقاضاه من اجرة شهرية أقل من 100 دولار و التى تعادل بأسعار اليوم حوالى 5000 جنيه ، تعادل مرتب شهرين لموظف كبير بالمجموعات القيادية فى بلد الحد الادنى للأجور فيه لم يتجاوز 500 جنيه او 10 دولارات فى الشهر.

@ بعد (ثلاثين سنة ثانوية بتقولى أوقف) كما جاء على لسان الممثل الكوميدى المصرى سعيد صالح فى مسرحية مدرسة المشاغبين بأسلوب كوميدى ضاحك ، يتكرر المشهد الآن ولكن بشكل ميلودرامى ضاحك من شدة الحزن و نحن نطالع فى الاخبار أن الحكومة السودانية شرعت فى التعاقد مع أطباء بنغلادشيين للعمل فى مستشفيات السودان بالإضافة الى توقيع صفقات لشراء أدوية بنغلادشية بعد ثلاثين سنة (ثانوية) من حكم الانقاذ ، نقوم باستيراد أطباء و أدوية من بنغلاديش تلك الدولة التى كانت تنتظر بأحر من الجمر الاغاثة السودانية و المساعدات المالية و العينية . المأساة ليست انتقاصا من الشعب البنغالى بقدر ما أننا بلغنا الدرك الاسفل فى عهد الانقاذ و البلاد بها آلاف الخريجين من الاطباء هاجروا بعد أن صرف عليهم من مال محمد أحمد ليخدموا فى بلدان لم تتعب فى إعدادهم و الصرف على تأهيلهم كما فعل الشعب السوداني.

@ ثلاثون عاما من حكم الانقاذ كانت كفيلة بأن يصبح السودان من أقوى إقتصاديات دول العالم ،يفوق ما بلغته بلدان النمور الاسيوية فى عشرين عاما و يفوق أيضا ما بلغته دولة رواندا التى خرجت من حرب أهلية بعد أن تدمرت كل مقدراتها المادية و النفسية و مع ذلك خرجت خلال نصف مدة حكم الانقاذ لتصبح سابع دولة عالمية فى نسبة النموء الاقتصادى . نحن لا نلوم دولة بنغلاديش التى إنطلقت بصمت نحو الريادة بمورد اساسى هو الانسان البنغلاديشى الذى أصبح رأس مال التنمية هنالك لأنه وجد عقول نيرة تعرف إدارة الدولة و اتخذت من الفقر و الجوع و الكوارث الطبيعية محفزا للإنطلاق نحو آفاق ارحب للنماء و التطور لخلق دولة قوية تسير بخطى وئيدة و مدروسة لبلوغ المجد ، بنغلاديش يكفيها فخرا أنها انجبت مثل دكتور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل 2006 فى محاربة الفقر مناصفة مع بنك (جرامين) الذى أقامه د. يونس . بنغلاديش الآن احتكرت سوق الموضة و تصدير أفخر الملابس الجاهزة فى أمريكا ، بينما نحن نسير فى طريق التردى و الدمار بفعل الفساد الإنقاذى الذى اصبح سلطة قابضة و كابح لمسيرتنا نحو التنمية و بلوغ المجد.

@ ليتنا توقفنا فى خبر استيراد الاطباء من بنغلاديش ، بالأمس جاء فى صدر الصحف اليومية خبرا مفاده ، قيام الجيش المصرى بإنشاء مخابز فى البلاد بغض النظر عن ما تهدف اليه القيادة المصرية التى إستفزها شعار الانقاذ الاول الذى يعنى مصر مبارك ،،(ما دايرين دقيق فينا قمحنا كثير بكفينا) . السودان ليس بحاجة لمزيد من المخابز آلية أو بلدية او نووية ، لأن عدد المخابز فى السودان يفوق المعدل و بالتقريب هنالك مخبز لكل 2 الف نسمة و معلوم أن المشكلة ليست فى عدد المخابز او القوى العاملة و لا حتى فى الطاقة و لا التسويق ، المشكلة فى مدخلات الانتاج من دقيق و خميرة فقط و السودان جدير بتوفير استهلاكه من دقيق القمح كما ثبتت التجربة فى عام التكثيف الزراعى 1991 علاوة على وجود مصنع للخميرة و امكانية لإقامة عشرات المصانع و حقيقة ، من لا يملك قوته لا يملك قراره و كفاية ملطشة بالشعب السودانى الذى به خيرة أطباء العالم و أكثر كليات الطب تأهيلا . شعب كريم ، مضياف فاضت اياديه بما يملك على كل شعوب المنطقة، شعب كان يكسى الكعبة كل عام من دثار موشى بالذهب و شعب من انتاج مشروعه فى الجزيرة كان الضامن للشركات الامريكية و البريطانية لاستخراج البترول ووو .. و كفانا ملطشة بالله.

الجريدة





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 821

خدمات المحتوى


التعليقات
#1820489 [سيد احمد]
0.00/5 (0 صوت)

04-02-2019 09:32 PM
وين الاطباء الصرفوا عليهم من مال محمد احمد الغلبان ولاانت ماعارف التعليم اصبح تجارة في عهد الكيزان يدفع ويصرف عليك ابوك من عرق جبينو من الاساس للجامعة....بالله اخبار ايلا كيف عصرررررركم في المركز برضو والفار مصيرو الجحر كلم عوض الجاز مايهرب من اللوبي الحازمكم


حسن وراق
حسن وراق

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة