المقالات
السياسة
(عدو نفسو)..!!
(عدو نفسو)..!!
04-04-2019 01:56 AM

من الطرائف ذائعة الصيت في المجتمع الكروي، والتي كان ميدانها نهائي كأس أفريقيا بين الهلال العاصمي والأهلي المصري، تلك المباراة الساخنة التي أبدع فيها طارق أحمد آدم ووليد طاشين الذي نقد له الحكم هدافاً صحيحاً، (المهم) كانت المحصلة خسران الهلال للمباراة بعد محاولة قام بها الظهير الأيمن الثعلب ل(تقريش) الكرة لحارس عرين الهلال وقتها (يور) فولجت الكرة شباكه فعلق يور (الثعلب دا جنت ولا شنو)، مثل هذا الهدف يصنف في خانة المثل الذي يضربه السودانيون في هذه الحالات بقولهم (الزول دا عدو نفسو)!!

ويبدو أن (عدو نفسو) ليس هو اللاعب الذي يسجل هدفاً في مرماه، وإنما هو السياسي كثير الأخطاء ولا يحس بتراكمها حتى تنهار على رأسه ويسقط سقوطاً داوياً، فيرفض الاعتراف والاقرار ويصر على مواصلة المشوار حتى وإن كان يدرك أن آليات دفاعه وترسانة حمايته بالرغم من أنها فتاكة إلا أنها تشابه سيف (دون كيشوت) الخشبي الذي توهم أنه سيحقق له انتصارات في معاركه المتوهمة مع طواحين الهواء.

أكبر (عدو نفسو) سياسي هو الذي يظن أن الإقصاء وكتم الأفواه وحجب أدوات التعبير هي سلاح فعال وعبره سيتمكن من التربع طويلاً على سدة السلطة، وهو لا يدرك أنه سيصبح مثل نيرون حارق روما بسياساته الرعناء، وأن عالم الشفافية والتنوير ما عادت تجدي فيه مثل هذه الأساليب التي ينفذها بيادق لا يحسنون التقدير، فالدعاية والاعلام توفرت لها العديد من المساحات والخبر يأتي عبر وسائل التواصل قبل أن يرتد إلى طرفك.

(عدو نفسو) هو الذي يعبث أنصاره بمقدرات البلاد، وتتاح الفرص لنهازيها فيفسدون ويتصارعون حول الموارد وقسمتها، ويتأثر نتيجة صراع الجبابرة المواطن المقهور المغلوب على أمره، كيف لا وكل الحلول المطروحة يكون القصد منها تثبيت أركان الحكم غير آبهة بهموم المواطن وآلامه.

(عدو نفسو) يمكن أن يكون شخصاً أو حزباً أو نافذاً، أو مجموعات متصارعة لا يهمها الوطن وإنما تحقيق مصالحها، وما أكثرهم في العالم، وغالباً ما تكون نهايتهم عواقبها وخيمة لا سيما وأن وسائلهم لا تتطور ويظنون أنها فعالة ولن تهزم، مثلها مثل وعودهم الزيف التي تفضحها كل يوم تصريحاتهم الرعناء التي تؤجج نيران الغضب عليهم.

أخطاء (عدو نفسو) الرياضي يمكن أن تعالج ويستطيع اللاعب معادلة النتيجة والفوز، أما السياسي فدائماً ما يكابر ويصر على آرائه ويعتقد أنه الصحيح ولن يتراجع فتكون النتيجة هي مزيد من المقاومة ضد أطروحاته وسياساته، قد تكون المباراة (طويلة) ولكن حتماً لها نهايات نتيجتها دائماً صرعه.

الجريدة





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 906

خدمات المحتوى


التعليقات
#1820901 [Ask Aristotle]
0.00/5 (0 صوت)

04-04-2019 10:37 AM
أكبر من نال جائزة (عدو نفسو) في هذا العهد هو ملك ملوك افريقيا والقائد الأممي والزعيم الليبي الذي كان يتبختر كالطاؤوس وينظر إلى افريقيا كلها وكأنها حلقة صغيرة داخل الصحراء الليبية، لا يملأ عينه ملك أو رئيس أو أمير أو شيخ أو إمبراطور، تحيط بموكبه فتيات ناهدات بهكنات معضلات. كان ذاك الملك الطاؤوس يظن أن القضاء قضاؤه وأن القدر قدره فعندما سأله أحد الصحافيين بعد اندلاع ثورتي تونس ومصر ما إذا كان يتوقع اندلاع ثورة في ليبيا، أجاب الملك الطاؤوس: (لا لن نسمح للتوانسة والمصارنة أن يظاهروا داخل بلادنا). طبعاً الليبيين عند الملك الطاؤوس هم مجرد جرذان لا يستحقون الالتفات إليهم تماماً مثلما الثوار السودانيون جرذان في نظر طاؤوس الصبابي الأصبح جلابي، وهذا الأخير أيضاً عدو نفسو.


أشرف عبد العزيز
أشرف عبد العزيز

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة