أكبر من نال جائزة (عدو نفسو) في هذا العهد هو ملك ملوك افريقيا والقائد الأممي والزعيم الليبي الذي كان يتبختر كالطاؤوس وينظر إلى افريقيا كلها وكأنها حلقة صغيرة داخل الصحراء الليبية، لا يملأ عينه ملك أو رئيس أو أمير أو شيخ أو إمبراطور، تحيط بموكبه فتيات ناهدات بهكنات معضلات. كان ذاك الملك الطاؤوس يظن أن القضاء قضاؤه وأن القدر قدره فعندما سأله أحد الصحافيين بعد اندلاع ثورتي تونس ومصر ما إذا كان يتوقع اندلاع ثورة في ليبيا، أجاب الملك الطاؤوس: (لا لن نسمح للتوانسة والمصارنة أن يظاهروا داخل بلادنا). طبعاً الليبيين عند الملك الطاؤوس هم مجرد جرذان لا يستحقون الالتفات إليهم تماماً مثلما الثوار السودانيون جرذان في نظر طاؤوس الصبابي الأصبح جلابي، وهذا الأخير أيضاً عدو نفسو.