السياسة زيارة الشيخ يخشى الله الأندونيسي ..للسودان
زيارة الشيخ يخشى الله الأندونيسي ..للسودان
04-04-2019 07:33 PM
الإخوة من مسلمي أسيا بصفة عامة تعيش في دواخلهم قناعات راسخة بأن كل من هوعربي اللسان ..لا سيما وبصفة خاصة إن كان سودانيا لابد أنه يمثل النموذج المثالي للإنسان المسلم العارف بأمور دينه الشرعية والفقهية .. وهو أمر يلقي علينا ثقل المسئؤلية الأخلاقية بما يحتم ألا نخيب ظنهم فينا .
وقد لمسنا منهم هذا الشعور الطيب في تعاملهم معنا بإحترام واضح عبر غربتنا الطويلة التي جمعتنا بالكثير من شعوب تلك البلاد ..فتجدهم يحسنون الظن بنا الى درجة أنهم إذا ما تصادف أن صلى معهم أحد ٌ منا فإنهم يقدموه كإمام وبإصرار شديد مهما تذرع بعدم الأهلية لذلك الأمر..إعتقاداً منهم إنه إنما يتمنع من قبيل تواضع العارفين أوالعلماء !
الان يزورالسودان وفدمن جامعةالفتح الأندونسية برئاسة مديرها البروفيسورالشيخ يخشى الله منصور ..والأول هذا هو إسمه الذي يحمل دلالات نشأته في بيئة تتيمن بمثل هذه الصفات الإيمانية السامية حتى ينشأ ابناؤها على إتباع المسُمى عليه فعلاً وقولاً وسلوكا إسلاميا فيكون قدوة غير متناقض مع مسماه ...ليكون ممن ينطبق عليهم قوله تعالى في محكم تنزيله العزيز ..
(إنما يخشى الله من عباده العلماءُ)
فزيارة وفد الشيخ يخشى الله الهدف المعلن منها هو الوقوف على تجربة ديوان الزكاة في السودان ليس بغرض الإستفادة منها تطبيقاً في بلاده فحسب وإنما لتدريسها لطلاب الكليات المختصة في جامعاتهم الإسلامية المنهج .
طبعا الزكاة باعتبارها من فرائض الإسلام لابد من تطبيقها بمعاييرالنصاب الدقيقة على مستوى المال الثابت أو المنقول والسائل النقدي وغير ذلك من الواجب تزكيته.. هذا من حيث تحصيلها من الواجبة عليهم ..كما ينبغي توزيعها وفقاً للفئات التي حددها الشرع وبالعدالة التي لاتجعل هنالك إفتئات أو تجاوز من طرف العاملين عليها ..وهوما ثارت حوله بعض الشكوك التي صاحبت تطبيق التجربة عندنا منذ بدايتها مما يقتضي أن نكون على قدرمن الأمانة في توضيح سلبيات ونقصان التجربة التي تداخل فيها القرار الوضعي الجزافي مع الشان الشرعي الأصيل ولعل فرضها على فئة المغتربين دون مسوق واضح المعالم الفقهية و تحصيلها بأساليب كسر الرقبة على بضائع صغار التجار و محاصيل المزارعين على محدوديتها و مواشيهم الهزيلة وبصورة تعسفية جعل منها جباية حكومية .. وهي في الأصل فريضة يفترض الأخذ بها كشعيرة دينية مبرأة من كل عيب .
فإذا كان الشيخ يخشى الله قد جاء مدفوعا بخشية المولى للإستفادة من تجربة يفترض أن من يطبقونها في بلادنا على ذات القدرمن الخشية ومخافة الله..حتى ننقل للآخرين ولوبصيصاً من ضوء في نفق الإنقاذ المظلم الذي أورد البلاد موارد الفساد المهلك الذي لم تسلم منه دوائريفترض أن تحميها روح النقاء الديني التي تداخلت بكل اسف مع هوى النفوس الأمارة بالسوء على مستوى إدارة الحج وشئؤون الأوقاف الآخرى وهونتاج طبيعي لخلط الدين والسياسة في ماعون التمكين الذي يبدو ناصعاً من على البعد في عين رضاء البعيدين عنا ..بينما عين السخط فينا ترى منه الكثير من المساوي !
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.