المقالات
السياسة
قصتي مع عميد الأمن التابع لجيش تحرير السودان
قصتي مع عميد الأمن التابع لجيش تحرير السودان
04-07-2019 11:38 PM

تحركت من منزلي بشرق النيل وكلي شوق و لهفة لمقابلة شريحة التغيير و الإنعتاق من من الذل و المهانة و الظلم الذي بات سمة لنظام العصابة الحاكمة وانا بالمركبة العامة كانت ملاجظتي و ما رأيت ابتداء من مستشفي المعلم من انتشار مركبات الجيش على طول الطريق و خلو الشوارع من المارة عد بعض اهالي المرضي و اعداد متفرقة من تتنتظر مركبات بحري و قد اضابتني في تلك اللحظة شيئ من الكأبة و الحزن لان الساعة كانت حبنئذا الثانية عشر و نصف موعد صلاة الظهر
المهم دخلت مسجد حامعة الخرطوم و صلينا الظهر جماعة نسال الله القبول ثم خرجنا الي حوش المسجد فوجدنا افراد من العصابة يامرون المصلين بالخروج من البوابة الشمالية على شارع الجامعة و بطريقة فيها صلف و غلظة و يمنعون الخروج من خلال الباب الشرقي الذي يدخلك مباشرة الي شارع القيادة العامة. هنا استخدمت بطاقتي كضابط متقاعد بالخروج و اسلك شارع القيادة حتي وصلت الي النفق الثاني و تأخرت بسبب حادث اصطدام عربة عالية بالنفق و كان حينئذا الساعة اقتربت من الواحدة ظهرا و نظرت تكرارا الي طول الشارع المليئ بالوجود الامني و خلوه من المواطنين فزادي حزني والمي وتسرب الي نفسي ان هذا اليوم و الموعد المضروب استطاعت العصابة ان تفشله و توجهت الي باب القيادة (برج البرية) و مشغول بالتفكير
لكن بعد الساعة واحد و دقيقة تسلل من شوارع كلية الاشعة مجموعة الشباب ركضا كانهم خرجوا من باطن الارض وهم يحملون اعلام السودان و يهتفون بشعارات الثورة تؤكد عزيمتهم و اصرارهم على التغيير و كانوا يفوقون العدد 200 ومثلوا النواة الاولي والتي صارت تكبر تدريجيا حتى انها في دقائق معدودة تعدت بضع الاف ويهتفون و افراد القوات المسلحة ينظمون وقوفهم و بعد ان تمدد العدد الي قرابة المائة الف ثائر ظهرت عربات جهاز الأمن بقيادة نقيب و بدات تتحرش بجموع المتظاهرين لكن تم منعهم بصورة حاسمة من افراد الجيش و ابعادهم من المنطقة ثم بعد لحظات تم ترفيع الرتبة الميدانية الي ظابط امن برتبة عميد و حسب سلوكه المباشر بالميدان تشعر انه من الفئة المقبولة بالوساطة لان سلوكه لا يشبه الرتبة العظيمة التي يتقلدها و هنا سأذكر حادثة إشتباكه معي حيث كنت اقطع شارع القيادة امام البوابة جيئة و ذهابا من الجانب الاخر عند جدار كلية الاشعة مما سبب له ضيق فاعترض طريقي و امرني ان ارجع الي الجانب الاخر مانع وصولي الي تجمع شباب الثورة فرفضت و اخبرته بهويتي كضابط متقاعد وعند إصراري مسك بتلابيب قميصي مثله و مثل قطاع الطرق فطلبت منه امام الجموع والوجود المختلط للجيش و الامن ان يرفع يده عني و يحترم بزته و رتبته العسكرية و سالته عن القوات النظامية التي يمثله هل هو جيش ام امن فكان رده مكملا لصورته الرديئة فقال لي :(انا إس بي أل اي) (SPLA ) ويقصد الحركة الشعبية لتحرير السودان و التي تحولت بعد ذلك الي الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة مالك عقار و هو لا يدري ان هذه الحركة اعرفها في الميدان و انا ضابط و اجزم انه لا يعرفها بل فقط قرأ عنها المهم اشتساط غضبا مني و امر افراد الامن برفعي في العربة و تخيلوا كل ذلك امام القيادة العامة و بعد علمهم بعدد 25 عام خدمة بقوات الشعب المسلحة وطبعا رفضت ان اركب و هم يحاولون حتي تدخل افراد من الجيش و فصلوا بيننا و تم طردهم من أمام البوبة
بعدها بدقائق سمعنا الثوار يهتفون باسم منطقة البراري و كان هذا حوالي الساعة الثانية ظهرا فتحولنا الي جهة شارع القيادة الداخلي فوجدنا موكب مهيب كان قد تكون من مناطق البراري والطائف و الرياض و المنشية وكان موكب يفوق حتي الحضور امام القيادة ثم استمرت المواكب تتري من الجنوب تمثل مناطق امتداد الدرجة والصحافة و اركويت و جبر والديوم ومناطق الحلة الجديدة و الكلاكلات و المابقومة و القوز و تحول المشهد في لحظات الي لوحة ثورية في غاية الجمال و الروعة فيها جميع الاعمار يغلب عليها فئة الشباب لكنها تتزيين بوجود الامهات و الاباء و لا ابالغ حتي الجدود من الجنسين وكان الشباب يتجاذبون الحديث مع رجل تعدي الثمانون من عمره و اخبرهم انه شاهد ثورتي اكتوبر 1964 و 6 ابريل 1985 لكنه لم يشاهد ما يفوق شجاعة ووعي هذا الجيل
و كلما ترحل تمش بطلع اسمك في الحنايا
و يا بلد ناسا غبش مني ليك اسمي التحايا كمقارنة تاريخية وكان لحديثه بالغ الأثر في نفوسه
حتي لا اطيل اسمحوا لي ان اختم بهذه الابيات الشعرية
كلما تشرق شمس بتبقي من عينيك جايا
ولو ليالي الظلمة طالت في رجى النور و القرايا
بكرة صبح الناس ح يصبح و اسأل اول نسمة جايا
عمنول كان عيونك ما عيونك
عمنول كل كوز فكر يخونك
وانت عارف يابلد اني من اولاد بطونك
لا في بقدر اهاجر و لا في يوم بقدر اخونك





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 731

خدمات المحتوى


امير مويى عمر
امير مويى عمر

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة