السياسة مطلوب وزراء مطلوب وكلاء لخدمة مواطنين شرفاء!!!
مطلوب وزراء مطلوب وكلاء لخدمة مواطنين شرفاء!!!
04-08-2019 11:45 PM
وطن قرَّر أهله أن يكونوا هم، وطن اتخذ ذاته مركزاً ومرجعاً، لا انتماء ولا امتداد له خارج أرضه، ولا ولاء لعواصم غيره، وطن سيماء أهله سوادنية، لا عربية ولا افريقية، أرضه سمراء وبشرته سوداء داكن لونها تسر أهله الشرفاء، ونبرة صوته سودانية، ورقصات شعبه سودانية، وطن يعتز أهله ويطربون لايقاعات البوردى والدرملى والمردوم والكرنق والسيرة والدليب والتنكوى والتم تم والقوبيب والمخبوت والدقلاشى والفرنقبية والكويت.
مطلوب وزراء، مطلوب وكلاء، ذوي كفاءة، لخدمة مواطنين شرفاء، لم يعودوا بسطاء، أوجعهم ظلم طواغيتٍ أشداء، صبروا عليهم صبر أيوب على البلاء، فما هانوا ولا استكانوا ولا انكسروا، أكلوا الحصى ومضغوا النوى، افترشوا الأرض والتحفوا السماء، حسبهم الجاهلون بسطاء، ولكنهم حين بطشوا بطشوا جبارين، وأخذو الطواغيت أخذ عزيز مقتدر، فكانوا يد الله التي تبطش.
الشعوب عندما تخرج من الثورات تصبح طموحاتها بحجم الانتصار الذي تحقق، فتصيب الناس حالة من تضخم الأحلام، مما سيوفر بيئة صالحة لنمو فطريات (الدولة العميقة)، التي سوف تبدع في خلق نوع من (اللطميات) على العهد البائد بكل قبحه، واللطمية من الممارسات الشيعية تطلق على المرثية التي تُنشد فيلطم الحاضرون على صدورهم حزناً وتفاعلاً مع المناسبة الحزينة، على غرار لطميات (ضيعناك وضعنا معاك وعائد عائد يانميري)، فالمواطن خرج من أجل وضع أفضل وشعور أنبل، ولكن ربما يجانبه الصواب في تقدير زمن تحقق ما خرج من أجله.
لذلك يجب أن تبدأ مرحلة تسويق الأسماء الكبيرة ومغمورة، والترويج لها بين الناس، ربما تكون الطبقة المثقفة على علم ودراية بها ولكن المواطن اليوم هو المحرك الأول، ويجب إشراكه في كل قرار، فمن منا لا يتذكر ذاك الاحتفاء والتوافق الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولة استقطاب الخبير الاقتصادي د. عبد الله حمدوك، وذاك الأمل الذي انتشر بين الناس صغار وكبار للنهوض بالاقتصاد السوداني (المُقعد)، فسارت سيرته الذاتية بين الناس حتى أصبح حمدوك على علاقة وثيقة بكل الناس، يعرفهم ويعرفونه، وطفق المثقفون الذين ربما لم يسمعوا به يكتبون عن ذكرياتهم الجميلة معه.
قد يقول قائل كيف نرشح الأسماء وشكل الانتقال و وسائله لمَّا تتبلور بعد، ولكن يجب علينا دائما أن نستبق الأحداث حتى نتمكن من قيادتها لا أن نتركها تقودنا، نعم تخطينا عهد الأشخاص ودخلنا مرحلة البرامج والأفكار، ولكن يظل حضور الانسان الانيق ذو الخبرة والدارية والثقة وسيلة جيدة ورائعة لتطمين النفوس الوجلة، فربما يُحدث اسم (شخص) وفاقاً وتوافقاً واستنهاضاً للهمم بين الناس تعجز عن احداثه كافة الاحزاب مجتمعة التي لا تعرف غير الكوتات والترضيات!!!
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.