المقالات
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
نور الدين مدني
لا مجال بعد الان للتمكين بإسم الدين
لا مجال بعد الان للتمكين بإسم الدين
04-09-2019 12:02 AM

كلام الناس
نورالدين مدني

*نجحت الثورة السودانية التي مازالت تزلزل الإرض تحت أقدام حزب المؤتمر الوطني، وكشفت ضعفه البائن ولم تفلح عملية - بعد الرئيس الشكلاني عنه - وتعيين أحمد هارون لتولي إدارة شؤونه.

*معلوم أن حزب المؤتمر الوطني تأثر سلباً بالمفاصلة التأريخية بين جماعة القصر برئاسة البشير وجماعة المنشية التي قادها الشيخ الدكتور حسن الترابي .. لكن الحزب كل مسنوداً مادياً ومعنوياً من علاقته المتينة بالحكومة.

*أكتب هذا بعد إنعقاد مؤتمر شورى حزب المؤتمر الوطني بمركز الشهيد الزبير بالخرطوم قبل يومين وسط خلافات مكتومة إبان عرض الورقة المفاهيمية التي طرها الرئيس الفوض أحمد هاورن، وتجسد ذلك الخلاف في غياب نافع علي نافع وأمين حسن عمر من الجلسة الختامية للشورى.

*االهزة التنظيمية والفكرية والبرامجية والتانفيذية لم تقتصر على حزب المؤتمر الذي كان حاكماً إنما طالت الحركة الإسلامية المسيسة التي كانت مهيمنة، فقد فقدت بوصلتها منذ رحيل ربانها الشيخ الدكتور الترابي .. وعادت بعض الأصوات الخافتة تدعو لدمج الحركة في الحزب إلا أنها لم تجد أذناً صاغية في مؤتمر الشورى.

* مع ذلك برزت بعض أصوات الحركة الإسلامية المسيسة محاولة إسترداد عافيتها لتتمكن من جديد في مفاصل السلطة والحكم والجاه والسلطان، ولم تستح من مساندتها للحكومة التي فشلت عملياً في كل المجالات السياسية والتنفيذية والإقتصادية والخدمية والأخلاقية بل فشلت حتى في تحقيق مشروعها السياسي"الحضاري".

*الدكتور أمين حسن عمر المغضوب عليه بعد نقده الحاد للمؤتمر الوطني في حوار له مع "السوداني" عاد عبر حوار اخر اجري معه الخميس الماضي الموافق 28 مارس ليحاول إحياء"المنظومة التوحيدية الخالفة" التي تبناها الشيخ الدكتور الترابي قبل رحيله، وقال أمين أنه تم التشاور حولها مع بعض القيادات الإسلامية والوطنية لبناء جبهة وطنية قائمة على الفكرة والأخلاق الدينية متوحدة حول الرابطة الوطنية.

*من ناحيته خاطب القيادي الإسلامي الدباب الناجي عبدالله أشواق الإسلاميين الحركيين في مسجد جامعة الخرطوم عبر خطبة الجمعة الماضية طارحاً مشروع وحدة الإسلاميين على أسس جديدة، وقال إن الفساد موجود في كل مكان وليس حصرياً على منسوبي "الإنقاذ" وكأنه يدافع عن فساد الإنقاذيين.

* هذه الإطروحات قديمة ولن تعالج المعضلات السياسية والإقتصادية والمجتمعية والأخلاقية والامنية التي سببتها سياساتهم طوال سنوات حكمهم، كما أنهم لايملكون صكوك الغفران لا لأنفسهم ولا لغيرهم ،ولا يمكن إعادة تدوير عجلة الإنقاذ القديمة المتهالكة بترميمات لا جدوى منها.

*هناك أحزاب سودانية ديمقراطية جماهيرية ومعروف بأن غالب عضويتها من المسلمين لكنها لم تدع في يوم من الأيام بأنها تحكم بإسم الدين أو ان يتحكموا في شؤون البلاد والعباد بالسلطة الجبرية والقوانين المقيدة للحريات والقمع ومحاولة تكميم الأفواه وإقصاء الاخرين، بل إرتضوا نهج الديمقراطية التعددية اللبرالية وسيلة للتنافس السلمي على السلطة.. ولا مجال بعد هذه التجربة العملية المريرة طوال فترة حكم الإنقاذ لمن يسعى للحكم عبر الهيمنة والتمكين السلطوي بإسم الدين تحت أية مظلة او جبهة.

*إتركوا السودان كي يسترد عافيته الديمقراطية والإنسانية بعيداً عن الهيمنة والتسلط والقوة الجبرية والإكراه وإدعاء الكلمة الفصل في شؤون الدنيا والاخرة.

[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 667

خدمات المحتوى


نورالدين مدني
نورالدين مدني

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة