طوبى لكم أيُّها المُهجَّرون .. !!
04-09-2019 07:34 AM
سفينة بَوْح
طوبى لكم أيُّها المُهجَّرون .. !!
لا لن نسمح للمأجورين من أهل الإعلام المنبطح و كافة قيادات الحزب الحاكم و المتحدثون بإسم السطوةِ التي بدا عليها الوهن و قاربت على الإستسلام ، أن يُشكِّكوا في وطنية و نضال أبنائنا و بناتنا من السودانيين العاملين بالخارج ، و أن يُدلَّلوا على إستخفافهم بالدعوات المتواتره للتعبيرعن الغضب الشعبي من مآلات التوجهات الحكومية الأخيرة و المُضادة لمصالح البلاد العباد ، بأنها مجرد تحركات لمعارضين موجودين بالخارج ، و ماذا يُضير في ذلك ، و هل أصبح إغتراب السوداني ووجوده خارج الوطن مذمة أو سبباً يستدعي إتهامه بالخيانه الوطنية لأنه لا يتفق مع حكم الإنقاذ ؟ .. نعم كان للسودانيين الوطنيين الموجودين بالخارج القدح المُعَّلى ، في إشعال شرارة الوعي و الإستنارة لدى سودانيي الداخل ، و لفت إنتباهم إلى طرق و سبل جديدة و مبتكرة يستطيعون من خلالها التعبير عن رفضهم و غضبهم و آلامهم و آمالهم ، و الحمد لله فقد أسمعوا من كان يعاني صمماً و دفعوا عُماة القلوب إلى رؤية المشهد المأساوي لحياة المواطن البسيط ، ورغم أنهم ما زالوا يُكابرون فإن عصبة الشرفاء من أبناء و بنات السودان في دول المهجر المختلفة هم مثال للوطنية الحقة ، وربما نالوا هذا الشرف بدرجات أعلى منا نحن المتواجدون بالداخل ، لأسباب متعلقة بوفائهم غير المُنقطع للبلاد و أهلها وحقوقها المسلوبة ، كان بإمكانهم شأنهم شأن سائر مهاجري الدول العربية و الإسلامية الأخرى الإنخراط في بهرج مجتمعاتهم الجديدة التي تقدس حرية التعبير و تُقيِّم الإنسان ثمناً غالياً و توفيه حقه في الرفاهية و النماء و التطلع ، كان بإمكانهم أن يُزيلوا هموم السودان و قضاياه و أوجاع شعبه من قائمة إهتمامتهم و يلبسوا ثوب الحضارة و دعة العيش في تلك البلدان الوارفة النماء و الثراء ، غير أنهم لم و لن يستطيعوا أن يُغيِّروا جلودهم كالأفاعي غير مكترثين لنداء الوطن و واجباته و حقوقه ، إنهم أبنائنا و بناتنا و أخواننا و أخواتنا الذي ( شُرِّدوا ) من أوطانهم بفعل طغيان الحكم الشمولي وهم ضحية التمكين السياسي في التوظيف و التجارة و التوزيع النزيه للثروات و الخدمات و التنمية ، أُغلقت أمامهم الأبواب و تركتهم حكومة الإنقاذ و طغمتها من المنتفعين و الطفيليين يجوبون شوارع اليأس و المستقبل المظلم ، ما تركوا السودان بخيارهم و لا تخطيطهم و لكن دفعهم الجور و الظلم و الإفقار المادي و المعنوي ، فيهم خيرة أبناء و بنات السودان و اعلاهم مستوىً في المجال الأكاديمي و العلمي و الأدبي و الفني و الإبداعي عموماً ، إسألوا عنهم يامن تستنكرون صحوة ضمائرهم تجاه الوطن ، تجدونهم الأكثر تقييماً و إحتفاءاً في الدول التي هاجروا إليها ، هم أعظم الأطباء و المهندسين و الأدباء و الفنانين و الشعراء و المُميزين في كافة المجالات ، الطيب صالح (رحمه الله ) ، الفيتوري ، د. معز عمر بخيت ، د. كمال أبوسن ، الفيتوري (رحمه الله ) ، التشكيلي العالمي محمد بهنس (رحمه الله ) و الفنان الرسالي الساطع عاطف أنيس و الشاعر المناضل المجيد عبد الإله زمراوي و آلافٌ آخرون يُكابدون الغربة و آلامها و يدفعون ثمن إخفاقاتكم و فساد منظومتكم الفاشلة ، بعد ما ذاقوا من تنكيل و ملاحقات و تكميم للأفواه و كبتٌ مقيت لأفكارهم و إبداعاتهم ، لن تستطيعوا أن تفصلوهم عنا و عن الوطن لأنهم في صُلب بنيته الأساسية و في عمق ضميره الحيّْ.
هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
هيثم الفضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|