المقالات
السياسة
عبقربة فكرة إختيار الإعتصام امام بوابة الجيش
عبقربة فكرة إختيار الإعتصام امام بوابة الجيش
04-10-2019 03:06 AM

((عبقرية فكرة إختيار الإعتصام امام بوابة الجيش)).
=======
اختيار قيادة تجمع المهنيين لبوابة الجيش السوداني "القيادة العامة" فكرة رائعة وضربة معلم وتؤكد بان هذا التجمع قادر ومؤهل لقيادة المرحلة الإنتقالية التي تنقل الوطن الي العالم الحر المتمدن الذي يتمتع بنظام دولة مدنية ديمقراطية حديثة يحكمها دستور انساني من اهم بنوده التبادل السلمي للسلطة دون خداع او قداسة لبشر او تحائل فالسلطة الدائمة حتي لو كانت ناجحة تعني مفسدة دائمة وطغيان وكنكشة.
قد يقول قائل ان الجيش كانت له سلبيات خلال فترة الإنقاذ الكؤود وهذا صحيح ولكن كل المؤسسات حدثت فيها تلك السلبيات بسبب الادلجة والهدم والتخريب الممنهج الذي حل بكافة مؤسسات الدولة اضافة الي جرائم القتل والتشريد والإبعاد من الخدمة لتنفيذ سياسة (التمكين) حيث لم يستثن الجيش من ذلك الهدم والتخريب بل من جرائم القتل وقد اعترف رئيس النظام بلسانه (انهم في الجريمة التي ارتكبوها في حق شهداء رمضان عند بداية الانقاذ قد قاموا خلال ساعات معدودة باعدام افضل الكفاءات في الجيش السوداني).
الشاهد في الأمر ان تلك السلبيات لا تعني انعدام الشرفاء والكفاءات داخل تلك المؤسسة الذين ربما صمتوا لأسباب مجهولة بالنسبة لنا.
ثم دعونا نوافق ناعق الشر الحاقد علي الكون كله الكاره لكل شئ جميل راعي الكتائب "علي عثمان محمد طه" في قوله المهين للجيش "بان الجيش منهم وفيهم" كما ادعي رغم ذلك يبقي الإعتصام امام القيادة العامة فكرة رائعة لانه يحمل ذلك الجيش المسئولية التاريخية في حماية مواطتيه الذين اصروا علي السلمية ولم يلجاوا للعنف والإقتتال كما حدث في دول اخري مما ادي في النهاية الي تدخل أجنبي.
ومن جهة اخري فقد تكون القيادات العليا التي لا تزيد عن شخصيتين او ثلاثة موالية تماما للنظام بل تتبع ايدلوجيته المعروفة لكن الم يكن سوار الدهب مواليا للنميري وكان يعد احد اركان نظامه ومحل ثقته .. الم يعترف وزير دفاع انتفاضة ابريل 1985 اللواء/ عثمان عبد الله بأنه من رجالات نظام النميري ومدير عملياته في القيادة العامة وهو صاحب القولة المشهورة (شوت تو كل) لمواجهة ثوار انتفاضة ابريل 1985 في بدايتها؟!
رغم ذلك انحاز وقائده سوار الدهب للشعب حينما بلغ حجم المتظاهرين عددا لا يستهان به واصبح مهددا لاستقرار الوطن رغم انه لم يصل الي 25% من حجم الجماهير التي تحتشد حتي الآن امام قيادة الجيش ومنذ 6 ابريل 2019 ..صدق من قال ان التاريخ يعيد نفسه ولكن لا يكون ذلك بنفس الطريقة و(كوبي بيست).
لقد كانت فعلا فكرة عبقرية بجميع المقاييس لان البديل لها والشعب الثائر تحمل قتل كتائب النظام وقمعهم وضربهم للرجال والنساء والأطفال لأكثر من ثلاثة اشهر ، هو مواجهة العنف بعنف مماثل وان يدخل الوطن في مازق لا تعرف كيفية الخروج منه.
حتي الآن لم يخيب الجيش ثقة الشعب فيه ووقف وقفة مناسبة ولم يتبق غير ان يحسم امر هذا النظام الفاشل الفاسد الذي لا تربطه بالقيم والاخلاق السودانية ادني روابط.
في هذا المقام لابد من سرد بعض المواقف والنماذج الإيجابية التي تعد مفخرة للجيش السوداني حمي فيها جهات اجنبية فكيف لا يقوم بواجبه تجاه شعبه وهم اهله ودمه ولحمه والواقفين امام القيادة العامة فيهم الأم والأب والاخت والاخ والخالة والخال والعمة والعم والجارة والجار وكافة شرائح المجتمع السوداني.
يا ناعق الشر ايها المحامي البليد الذي اعترف بوجود كتائب (مليشيات) للنظام قد يكون من بين ضباط الجيش وجنوده من هم (منك واليك) كما قلت لكن بدون شك فالأغلبية من شرفاء الجيش مع الوطن وشعبه.
وذاكرة التاريخ تقول:
((في المكسيك سنة 1862 م، طلبت كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا من خديوي مصر إرسال فرقة من السودانيين لحماية رعاياها ضد العصابات المكسيكية)).
فكيف لا يحمي الجيش السوداني وهو لا يعيش تحت استعمار شعبه من عدو للأسف من بني وطنه اعمت عيونه كراسي السلطة وشبق المال والثروة.
وذاكرة التاريخ تتحدث عن:
دور قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945.
((معارك شرق أفريقيا:
في 10 يونيو 1940 أعلن موسوليني رئيس ايطاليا الحرب على بريطانيا وقواتها، كان الرئيس الايطالي يطمع في إنشاء إمبراطورية ايطالية في إفريقيا والتي تمتد من طرابلس إلى ارتريان الحبشة، الصومال الايطالي والسودان ولتحقيق ذلك الطموح حشد موسوليني جيشاً بمعاونة حملة ميكانيكية، أربعمائة مدفع ومائتي طائرة وخصص موسوليني مائة ألف من المشاة تدعمها وحدات من المدفعية والعربات المدرعة، ومائتي طائرة حربية لغزو السودان. وفي مواجهة هذه القوات الايطالية كانت تقف قوة دفاع السودان وقوامها أربعة آلاف وخمسمائة مقاتل مسلحين بالبنادق والرشاشات السريعة على العربات المدرعة مع بعض العربات غير المدرعة هذا بالإضافة إلى بنادق لبوين المضادة للدبابات وقد عملت القوات السودانية ولفرات طويلة بدون غطاء جوي.
قامت القوات السودانية رغم قلة أفرادها وضعف تسليحها بأعمال بطولية وشجاعة مكنتها من تحقيق انتصارات جديد عديد على القوات الايطالية يمكن إجمال ذلك في الآتي:
إفشال الهجوم الأول على كسلا الذي قامت به القوات الايطالية في يوليو 1940 حيث تقدم لواءان ايطاليان قوة كل منهما ثلاثة آلاف مقاتل نحو كسلا تدعمها أربعة كتائب خدمات قوتها ألفي رجل وكانت تسند قوات المشاة ثمانية عشر دبابة، وعدد من قطع المدفعية، وعدد من الطائرات الحربية، القوة السودانية المدافعة عن كسلا كانت تتكون من بلك مشاه آلية بلك مدافع رشاشات، وعدد من أفراد الشرطة.
وقد تمكنت هذه القوة التي لا يزيد تعدادها عن أربعمائة مقاتل من الصمود أمام القوات الايطالية وأدت خسائر في صفوفها بلغت خمسمائة قتيل وتدمير ستة دبابات. أما خسائر القوة السودانية فكانت شهيد وثلاثة جرحي وستة عشر مفقود أستطاع بعض منهم اللحاق بوحداته لاحقا.وقد اضطرت القوة السودانية للانسحاب ولكن بعد أحداث هذه الخسائر الكبيرة في صفوف الإيطاليين.
إفشال الهجوم الثاني على كسلا في الأسبوع الأخير من شهر يوليو 1940 حيث تقدمت قوة ايطالية قوامها 1500 مقاتل اتجاه كسلا وتصدت لها قوة بقيادة الملازم (آنذاك) محمد نصر عثمان قوامها ثلاثين ضابط صف وجندي محمولين على ثمانية من عربات المدافع الرشاشة وتمكنت هذه القوة البسيطة من صد القوات الايطالية وإحداث خسائر في صفوفها والقبض على بعض الأسري دون أن تفقد القوة أي من أفرادها.
تعطيل الهجوم على القلابات بواسطة قوة سودانية قوامها واحد وأربعين مقاتلا بقياد الملازم عبد الله مصطفى. وقد تمكنت هذه القوة من الصمود أمام القوات الايطالية المتفوقة عليها عدة وعتاداً لمدة ستة عشر يوما. وقد منح قائد القوة ميدالية الحرب العالمية الثانية وذلك كأول سوداني يتقلدها.
ضرب خطوط إمداد القوات الايطالية مواصلاتها مع إرتريا بواسطة بلكات المدافع الرشاشة السودانية. أدي نشاط العمليات حول مدينة كسلا الذي لعبت فيه بلكات المدافع الرشاشة السودانية دورا كبيرا إلى انسحاب القوات الايطالية من كسلا في ليلة 17 -18- يناير 1941. شاركت بلكات المدافع الرشاشة في احتلال كل من مدينة كرن، اسمرا ومدينة قندرة، كان دور القوات السودانية كبيرا حيث استسلم لها إحدى عشر ألف وخمسمائة من القوات الايطالية واثنا عشرة من الأفارقة هذا بالإضافة إلى الاستيلاء على أربعمائة مدفع رشاش وأربعة وعشرون مدفع مورتر وثمانية وأربعين صحن مدفع ميدان من مختلف العيارات، وقد وصف جاكس دور القوات السودانية في المعارك الثلاثة بقوله "خلال هذه لمعارك قاتلت قوة دفاع السودان بشهامة وشجاعة بالرغم من التفوق العددي والتفوق في الأسلحة والمعدات التي كان يتمتع بها الجيش الايطالي.وفد استطاع الجنود السودانيون الالتحام بالسلاح الأبيض مع الجنود لايطاليين الذين اضطروا للتراجع من مواقعهم وتحصينا تهم".
حراسة الإمبراطور هيلا سلاسي بعد عودته من انجلترا وإعادته إلى أديس أبابا في 5 مايو 1942م على ظهر جواد وذلك بعد الاستيلاء على منطقة قوجام ومنطقة دبرمارقوس 6/4/1941، وقد قامت بكل هذه الأعمال أورطة الحدود السودانية بقيادة يعقوب بو سعيد وعاونتها في ذلك أورطة اللاجئين الإثيوبيين.
معارك شمال أفريقيا.
كما ساهمت القوات السودانية ببطولة وشجاعة في معارك شرق إفريقيا فقد قامت بنفس هذا الدور في معارك شمال إفريقيا. بينما كانت القوات السودانية تعمل منفردة في معارك شرق إفريقيا مما أبرز دورها الفاعل إلا إنها وفي معارك شمال إفريقيا تم حصرها في قوات الشرق الأوسط وعملت وفق قيادة الجيش الثامن، ولكن رغم ذلك فقد برز الدور الفاعل للقوات السودانية والذي يمكن إيجازه فيما يلي:
أ . شاركت أول قوة سودانية في العمليات العسكرية بشمال إفريقيا عندا أرسلت وحدة استطلاع في مارس 1941 تحت قيادة اثنين من الضباط الإنجليز واثنين من الضباط السودانيين هنا اليوزباشي عبد اللطيف الضوء والملازم يوسف حمد النيل وكانت مهمة القوة الاستطلاع واستكشاف طريق سهل والهجوم على الكفرة وجالوا بشمال إفريقيا.
ب . انضمت قوة الاستطلاع التي حددت في الفترة الأولى في منطقة العوينات إلى مجموعة الصحراء بعيدة المدى وهي قوة متعددة الجنسيات فيها عدد من السودانيين. كانت مهمة القوة هو منع القوات الايطالية من القيام بأية عمليات هجومية ضد السودان ومصر كما قامت هذه القوة بدور كبير في حماية مؤخرة القوات البريطانية.
ج. كلفت الأورطة الأولى السودانية باحتلال جالو لشل حركة القوات الألمانية وقد استبسل ضباط وجنود الأورطة وهم يقتحمون طوابي جالو بمهارة فائقة وذلك بالرغم من قوة دفاعات العدو وسيطرته الجوية.
د .في معركة العلمين قامت الأورطة الثانية السودانية بحماية ظهر الجيش الثامن وتمثل دورها في الأتي:
كلفت قوات سودانية بحراسة المدن وحراسة خطوط المواصلات داخل أراضي العدو.
علمت كل من أورطة الحدود الثانية، الأورطة 14 شرقية، فرقة المهندسين، يلك النقل، أقسام الإشارة والسجن الحربي عملت في الصحراء الغربية بالاشتراك مع القوات البريطانية خاصة في مناطق جعد، طبرق، دونا، برقة، بنغازي وطرابلس الغرب.
لخص (دون كان) دور القوات السودانية في معارك شرق شمال إفريقيا بقوله (آثار الحرب العالمية الثانية كانت أعمق في إفريقيا، وأن إفريقيا أصبحت مدينة بحصولها على حريتها للجيش السوداني)".
فكيف يتخلف الجيش السوداني مهما كانت الظروف عن حماية شعبه الذي خرج سلميا من اجل حريته وكرامته ثم من اجل اي هدف آخر انساني او معيشي؟!
إنهم حفدة هذا البطل.
خاليوت بن بعانخي
قائل هذا الكلمات الخالدة:
"إنني لا أكذ ب
ولا اعتدي على ملكية غيري
ولا ارتكب الخطيئة
وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل
ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي
ولا أدفع بخادم استجارني إلى صاحبه
ولا أعاشر امرأة متزوجة
ولا انطق بحكم دون سند
ولا انصب الشراك للطيور المقدسة
أو اقتل حيوانا" مقدسا"
إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة-
أقدم العطايا للمعبد
إنني أقدم الخبز للجياع
والماء للعطشى
والملبس للعري
افعل هذا في الحياة الدنيا
وأسير في طريق الخالق
مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود
لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي
في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد".
وانهم رفاق وأبناء البطل ابن حلائب الشهيد عميد ركن طيار محمد عثمان حامد كرار الذي خاطب عمر البشير وزمرته
باخر كلمات قبل اعدامه قائلا :
” لقد تركت الخدمة العسكرية منذ عهد مضى ولكنى افضل ان اموت برصاصكم اليوم ولا ارى فتية مثلكم فى القوات المسلحة المؤسسة الوطنية القومية يتحالفون مع تنظيم سياسى قوامه تجار الدين والخائنين والمفسدين.
انتم دمى وعار فى جبين القوات المسلحة ولابد للقوات المسلحة ان تعود لطبيعتها السمحة كمؤسسة تحمى ولا تبدد ، تصون ولا تهدد ، تشد ازر الشعب وترد كيد عدوه.
انتم جبناء ولقد كنت طيلة خدمتى العسكرية اخشى العدو الجبان ولا اخشى العدو الشجاع.
لقد خدعتم القوات المسلحة حين دبرتم انقلابكم الجبان بالتنسيق مع الجبهة الاسلامية ولن يرحمكم الجيش ولا الشعب.
لقد شاهدت بعينى بالامس مراسم دفن الدكتور على فضل الذى عذبه زبانيتكم فى السجن حتى فارق الحياة. لقد كانت إستفتاء شعبى يسجل رفض الشعب لكم ولحكمكم.
لقد سعينا لكى ترجعوا عن غيكم ولكن دون جدوى وأخيراً ايقنا أن لا سبيل لكى يعود للقوات المسلحة وجهها القومى المشرق بدون حمل السلاح واسقاط نظامكم. انا لست الاول ولن اكون الاخير” .

تاج السر حسين
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1074

خدمات المحتوى


تاج السر حسين
تاج السر حسين

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة