المقالات
السياسة
شيوعي نضيف..!!
شيوعي نضيف..!!
04-10-2019 07:23 AM

في زمانٍ مضى يمكن تسميته بعصر سذاجات الإعتداد بالإنتماء الآيدلوجي ، كان فرقاء الواقع السياسي المنحصرين بين اليمين واليسار ، يتهامزون سياسياً في المنابرالمُعلنة والخفية ، ولكن شد ما كان يمتطيه القابعون في أقصى اليمين من رافعي راية الإسلام السياسي آنذاك ما كان يتعلَّق بمحاربة أهل اليسار وخصوصاً الشيوعيين عبر بيان تدني مستوياتهم الأخلاقية بالنسبة إلى كان ما يتبنَّاه المجتمع السوداني والذي في الحقيقة كانت أغلب مصادره من منابع الأديان السماوية وفي مقدمتها طبعاً الإسلام ، كنا يُفَّعاً آنذاك ولا نملك البوصلة الفعَّالة لتوجيه إنفعالاتنا تجاه ما يُقال عن أهل اليسار ، تارةً يصفونهم بالبوهيمية في مُجمل سلوكهم الإجتماعي تجاه الآخرين ، وتارةً يوصمونهم بالإلحاد ومحاربة الأديان ، أو بنكران وجود إلهٍ واحد للكون ، أما في الجوانب السلوكية فقد عمد أعداءهم السياسيين إلى تجريدهم حتى من نخوة السودانيين العادية والتي تولد مع السوداني بالفطرة ، فكان أهل اليسار ُيوصفون بالتحلُّل والتحرُّر غير المشروط خصوصاً في مجال العلاقات بين النساء والرجال ، وربما جاءت من هنا وهناك إشارات خفية تحتوي عدم إيمانهم بمؤسسة الزواج نفسها وتشجيعهم للتحرُّر الجنسي ، وما يتبع ذلك من زوال الغيرة على الحرمات ، ثم كان من ضمن ما يوصم به اليساريين أنهم وبلا إستثناء يعبدون شرب الخمر ويحلِّلون لعب الميسر ويُمجِّدون المجون واللهو ، ويسبون الدين ، ولا يصلون ولا يسجدون ولا يركعون ، ثم بعد أن كبرنا وتفتَّحت آفاقنا ومعارفنا ، وتزوَّدنا فوق كل ذلك بتجارب واقعية تمثَّلت في معاشرة حقيقية ويومية ولصيقة ومتواترة مع مجموعة من اليساريين ، منهم من كان بمثابة الأخ اللصيق والرفيق القريب والصديق الولوف ، لم نجد فيهم ما يُشين ، أو ما يشير إلى تلك الصفات الأخلاقية المختلفة عن ما يمتاز به بقية أبناء هذا الشعب ، بل في بعض الأحيان وجدناهم وفي دواخلنا هالة الإندهاش أنهم كانوا الأكثر إرتباطاً بالدين وإلتزاماً به بالنسبة إلى بعض الذين كانوا يرفعونه شعاراً وهتافات ، تجدهم في المساجد وفي المحافل الدينية ، وبعضهم كانوا من أكثر المتسابقين والفاعلين في كثير من الأعمال الإجتماعية ذات الصِبغة الخيرية والتي كانت دائماً ما تصنَّف لصالح من يرفعون الشعارات الدينية وبالتحديد المنتمين لمنهج وآيدلوجية الإسلام السياسي ، أما فيما يتعلَّق بحال اليساريين الذي عرفناهم عن قرب أو سمعنا عنهم وذاكرنا سيرتهم عبر المواثيق فهم فيما يتعلَّق بأمر وجودهم في الخدمة المدنية أو مواقع المسئولية المختلفة (قبل أن يُشرَّدوا عبر داء التمكين وقانون الصالح العام في عهد الإنقاذ المقيت) ، فلن تقع عيناك في سجلاتهم على غير إتصافهم بالأمانة والكفاءة والعدالة والبعد عن كل شبهه تتعلَّق بالمحسوبية أو إستغلال المنصب من أجل إيفاء المصالح للأقرباء أو المولين لمنهجهم الفكري والسياسي ، كانوا بكل ما تعني الكلمة مثالاً لكل القيِّم الأخلاقية السامية التي نادى بها دين الإسلام وبقية الأديان السماوية ، ورفع من شأنها القانون والعرف الإجتماعي ، بدرت إلى ذهني هذه الخواطر وأنا أقرأ خبراً منتشراً في الكثير من وسائط التواصل الإجتماعي لم أستطع الإستوثاق منه ، مفاده أن قيادياً إسلامياً (من رافعي شعار المشروع الحضاري الجديد دهراً من الزمان ) أشار لجهة مهتمة بأمر الإصلاح ما معناه أن أمر محاربة الفساد والإعتداء على المال العام لا يمكن أن يُحسم أمره إلا بتعيين وزراء شيوعيين !! .. إن صدق ما ورد بهذا الخبر يمكننا القول : وأخيراً (شهد شاهِدٌ من أهلها).





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 1007

خدمات المحتوى


التعليقات
#1822537 [خاتي اللوم]
0.00/5 (0 صوت)

04-11-2019 07:23 PM
تصحيح بسيط
لايوجد شي اسمه ديانات سماوية الإسلام هو الديانة السماوية الوحيدة من سيدنا نوح الي سيدنا محمد ،اما اليهودية والمسيحية فهي شرائع وليست ديانات


هيثم الفضل
هيثم الفضل

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة