المقالات
السياسة
لم تولد ثورتنا لتنتصر، فقد وُلدت من رِحم الشعب مُنتصِرة
لم تولد ثورتنا لتنتصر، فقد وُلدت من رِحم الشعب مُنتصِرة
04-11-2019 02:38 AM

قيادتنا الجماعية
_________
يا الحرموني منك
أنا في قلبي صورتك
كل ما ذكرو سيرتك
إزداد بي شجوني
يجفو النوم عيوني
ويزحم قلبي حبك

عارفين ليه نحن مندهشين من وعينا؟ وليه مستغربين كيف نكون بالعظمة والجمال ده؟ ببساطة لأننا مش خلال الـ 30 سنة الفاتت وبس! وإنما من زمن قبل كده ما كنا بنعرف ولا نقدر نجازف بإننا نعبر عن جمالنا في ظل وجود جمعي لا يمكنه وليس في مقدوره إستيعاب الجمال. السودان جميل: بس!

قال صديقي الجميل الراحل نصر الدين أن الغير طبيعي في ظل الوضع الغير طبيعي هو الطبيعي بالضرورة. خلاص!! رجعنا لطبيعتنا وذواتنا السليبة أو المخفية قسرا -هذا إن أن جمَّلنا الوصف-، لأن الطبيعي في ظل الوضع الطبيعي، هو ما يحدث الآن، وهو ما كان يجب على الدوام أن يكون وإن يُعاش، وما سوف يكون في مُقبِل أيامنا ومستقبلها، شاء القدر ولن يأبى! لأننا، وبذات البساطة، قد وصلنا قمة وعينا الجمعي، وبه يجتمع تحقيق الممكن مع ما كنا نظنه مستحيلا.

الأصل في الروح الجمال والإصل في الحياة الإجتماعية المعافاة، عندنا في السودان الجميل، قبول الآخر والإحساس بالقيمة المعنوية لبعضنا البعض. والتشجيع والدعم في بعض الأحيان إن دعا الأمر فليست الثقة متكاملة على الدوام ونحتاج شد إزرنا ببعضنا. وكل هذا متوفر بكثرة أمام القيادة العامة هذه الأيام. كل الناس تستعيد إكتشاف ذلتها وثقتها في ذاتها، وفي بعضها البعض! وفي مقدراتها الإجتماعية المتفردة، تلك التي لم تذهب يوماً، وإنما إضمحلّت -نوعا ما- جرّاء التوقُّف عن إستخدامها لوهلةٍ من الزمن طولها ثلاثين سنةً، لا تساوي شيئا في حساب أعمار الشعوب! وعرضُها الإنقاذ، التي حاولت أن تعرِّض بالوطن فلم تهتك غير عرضِها.

لم يدهشني إحتفاء الإعلام الغربي المبالغ فيه بصورة الكنداكة السودانية أمسية الأمس. فهم يعيشون في عالم مختلف، تدهشهم ثورتنا في سلميتها حد عجزهم عن إيجاد قوالب -وفق حدود تفاصيل حياتهم وإدراكهم- تستوعب كيفية إمكانية حدوث شئ بمثل هذه العظمة، في أماكن لا يُتِوَقَّعُ أن يكون فيها سوى الجوع، أو الغضب من إرتفاع أسعار الخبز والطماطم المُسَرْطِنة؛ فتكون العِفَّة عن تناول أنباء تفوُّقِنا عليهم، ما لم يصاحبها، قُل يزينها، ما يُجمِّل خبرهم، وِفق قوالبهم، ما يعفيهم من وخيمِ استشعار أن الزيت مصدر فخرهم؛ وأن الأصالة لا تمتُّ إليهم بذات صِلة. فلا يهمنا، ولا يعنينا بحال، أن يكتشف الآخرون حقِّ قدرِهم.

لم يدهشني إحتفاء الإعلام الغربي المبالغ فيه بصورة الكنداكة السودانية أمسية الأمس. فهم يعيشون في عالم مختلف، تدهشهم ثورتنا في سلميتها حد عجزهم عن إيجاد قوالب -وفق حدود تفاصيل حياتهم وإدراكهم- تستوعب كيفية إمكانية حدوث شئ بمثل هذه العظمة، في أماكن لا يُتِوَقَّعُ فيها سوى الجوع أو الغضب من إرتفاع أسعار الخبز والطماطم المُسَرْطِنة؛ أو منابع محتملة لسيول من اللاجئين من مناطق تظل موصومة، في وعيهم، بالتخلف، الفقر، والنزاعات. فيأتي العجز عن إدراك كنه ملحمة إنسانية كهذه، والترفُّع عن تناول أنبائها، ما لم يصاحبها، قُل يزينها، ما يُجمِّل خبرهم، وِفق قوالبهم هذه، وما يعفيهم من وخيمِ استشعار المُخجِل الذي منه يهربون؛ وأن الأصالة منبعا كانت "من عندينا" ولكنّا لا نقول كان أبِي بل نقول ها نحن آولاء. فلا يهمّنا، ولا يعنينا بحال، أن يكْتَنِه الآخرون قدرِنا، فنحن نعرفه جيدا ولا نحتاج شهادةً لنرفع رأسنا وبكل إفتخارٍ شامخا مُعتزّا.

كذلك لم أتوقف كثيرا عند إحجام الإعلام العربي عن نقل أخبار ثورتنا (هكذا دونما صِفة). فأعلم أنهم ينقلون ما يظنونه يخدم مصالح تكتلاتهم -حين هي خساراتها حَسْبما لا يعون-، سواء كانت ممثلة في الجزيرة تدافع عن العراق ومصالحها، أو في تجمع "داقِسْ والقَبْحَاء" الأمارات، مصر فالسعودية؛ حد زهوهم بما يعلمونه كذبا قصير الحبل، ورياءا سليله نسب آل بيتٍ للفخار، وذليله بِشرةً أشدَّ قتامةًّ ولسانا (عَرَبِيَّاً) ! وحد إنكفائهم على زهوٍ أتاهم بما في باطن الأرض زيتا لم يسوموه مرّ العناء ولم يدفعوهُ سوى الخنوع!

لم تولد ثورتنا لتنتصر، فقد وُلدت من رِحم الشعب مُنتصِرة! فهي لم تكُن من أجل سلطةٍ وإنما كانت ثورة فهم ومفاهيم. لقد تحققت العدالة الإجتماعية في السودان تماما كما تحققت المساواة بكل ما تعنيه الكلمة. مساواة في الشعور ببعضنا دونما فرق بين دينٍ أو لغةٍ أو لونٍ أو عمرٍ أو عرقٍ أو لونٍ حزبي؛لقد جمّعتْنا سودانويتنا الأصيلة تحت مظلة الإنسانية، تلك التي يعيشها الشعب السوداني الذي يرابط أمام القيادة العامة لقوات شعبه المسلحة بكل ما فيها من صفاء وسمو.

ح نبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
وطن شامخ وطن عاتي
وطن خيِّر ديمقراطي

هشام عبيد جودة
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 400

خدمات المحتوى


هشام عبيد جودة
هشام عبيد جودة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة