المقالات
السياسة
يوم عرس الشهداء
يوم عرس الشهداء
04-13-2019 03:14 PM

كمال الهِدي


في هذا الصباح الجميل وأجواء مسقط الغائمة وزخات المطر وكأن سماء المدينة تغسل معنا أوساخ الكيزان، ندون أول الحروف في دفتر الانتصار.
نهنئ شعبنا الباسل الجميل بكنداكاته وشيبه وشبابه وصغاره على نجاح الخطوة الأولى في المشوار الشاق الصعب، الذي يمكن أن يصبح سالكاً وسهلاَ بسواعد وجهود هذا أبناء هذا الشعب شديد البأس والعزم والتصميم.
جميل أن يتفق الناس بحدسهم وقلوبهم الممتلئة حباً لهذا الوطن على شخصية الفريق برهان.
نقبل بهذا الخيار رغم بعض التحفظات لأسباب عديدة أهمها وأولها حالة الوعي المذهل التي سادت أثناء هذا الحراك الإستثنائي.
وثانيها التفاف الثوار وثقتهم غير المحدودة في قادة الحراك.
لست ممن يتعجلون الأفراح ويجرون وراء أحلام غير مسنودة بمعطيات واضحة ولو كنت أتناول شأناً كروياً، دع عنك قضية وطن بأكمله.
وحين فرح الناس نهار الخميس قبل ظهور شخصية ابن عوف وتلاوته لبيانه كتبت رسالة حولتها لمجموعة من القروبات رجوت فيها أهلي أن يتريثوا قليلاً، وأن تؤجل الأفراح إلى حين أن نفهم ما يجري جيداً ونعرف من سيتولى المجلس العسكري المتوقع.
لكن هذه المرة سأحتفل كسائر أهل السودان ونقبل جميعاً بحد معقول بالنظر لتعقيدات المشهد الأمني في البلد.
لكن تظل آمالنا مرهونة داىماً بحرصنا ويقظتنا الدائمة لا المؤقتة.
نريد لهذه الثورة أن تعتمل في دواخل كل منل لحين عبور كافة المراحل الصعبة.
فالثورات الناجحة لا تتوقف بإعلان البيان الأول، بل يمثل البيان الأول نقطة بدايتها الفعلية.
أصدقكم القول حين أذكر أنني منذ بداية هذا الحراك في عطبرة الصمود في ١٩ديسمبر سيطر على شعور بأن هذا الحراك لن يخون هذه المرة، وأنه وسوف يمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ السودان.
لذلك ومع كل مشهد فتك وقتل كنت أحزن على أرواح الشباب التي تزهق، لكن في نفس الوقت كان ذلك يرسخ شعوري بنجاحنا هذه المرة وظللت أقول لنفسي " هذا مهر التغيير الجذري".
وحتى نكون أوفياء لشهدائنا الأكرم منا جميعاً علينا أن نحافظ على الثورة مشتعلة في دواخلنا.
معلوم أن الثوار لن يعودوا لبيوتهم قبل التأكد من جملة أشياء.
لكن الأهم من ذلك ان يظل الثائر في دواخل كل منا متوهجاً على الدوام.
كلما شعر أحدنا برغبة في ثأر شخصي من المجرمين القتلة عليه أن يتذكر أن محجوباً وبابكر وسنهوري ورفاقهم لما يدفعوا أرواحهم لكي ينتهي الأمر لثأر وحرق وانتقام.
بل ضحى هؤلاء الأبطال بأرواحهم من أجل سودان يعمه السلام والوئام والعدالة.
ستتحقق العدالة وسوف نثأر لكل شهدائنا إن رضخنا جميعاً للقانون وحرسناه بروحنا الثورية.
وقبل العودة للمنازل بعد أن يتحقق المراد علينا أن نبدأ تكريم شهداء الثورة من ساحة الاعتصام.
كما أن الواجب يفرض على الثوار المعتصمين أن يكرموا أبطال القوات المسلحة الذين وقفوا معهم مساندين رغماً عن أنف بعض قياداتهم الخائنة.
أوجب واجبات الثوار في هذه اللحظة هو أن يفرضوا على المجلس المرتقب ورئيسه ترقية هؤلاء الأبطال قبل مغادرة ساحة الاعتصام.
توظيف الشرعية الثورية لترقية الأبطال البواسل يمكن أن يكون أول مظاهر حسن النوايا.





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 363

خدمات المحتوى


التعليقات
#1822968 [محمد احمد]
0.00/5 (0 صوت)

04-14-2019 02:17 AM
حتى لا ننسى وحتى لا يدعى هذا المتسلق الذى يملك عقلية بدائية بأمتياز حتى لا يدعى اى بطولات زائفة ولا يدعى اى شرف وهمى حتى يعتذر ويشعر بالذنب واظن انه حتى لو انتحر فلن يكفر عن ذنبه هذا الكاتب الهمام الذى كان يستأسد على بعض الفتيات السودانيات بسلطنة عمان عندما ضاقت بهم البلاد زرعا وفجوا فى ارض الله يبتغون الرزق فما كان من هذا الكاتب الهمام الا وان طالب بأرجاعهم متوهما شرفا سودانيا سيراق وهاج وماج وسن يراعه وقلمه المتسخ فى تدبيج المقالات الصفراء وخاض معارك دونكشتية ضد فتيات عزل كل همهن توفير حياة كريمة وعفيفة لهن ولاسرهن وتسبب هذا الارعن فى قطع رزق الفتيات وارجاعهم للسودان وتدميرهم معنويا لاتزال كثيرا من ادمغة المثقفين حبيسة الجهل والوعى الذكورى القادم من القرون الوسطى فهو و الإنقاذ ونظامها العام سيانان فى التفكير والمنهج من غير أن يدرى هو نفسه!لا أدرى أن تغيرت عقليته بعد الثورة ام ما زالت هى نفسها وانظر إلى كنداكات بلادى ومواقفهن المشرفة اننى أظن أن الثورة يجب أن تكون ثورة وعى لانصاف المثقفين هولاء وان ينظروا إلى الضحايا اولا قبل نظرتهم لمكانة السودانى بين العربان فحكومتنا لم تترك لنا أنملة احترام واصبح السودان شحاذاللخبز متلقى للعطايا أن أزمة السودان مثل هذه العقلية التى تتدعى تمام الصفات وهى عقلية بدائية مستمرة لن تصل للرقى وتعيش ابدا فى العصور المتحجرة


كمال الهِدي
 كمال الهِدي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة