المقالات
السياسة
الامور الملحة والعاجلة
الامور الملحة والعاجلة
04-14-2019 04:00 PM

طارق الأمين علي ادريس


بعد البيان الاول والثاني الذي تلاه رئيس المجلس العسكري الانتقالي المعين بعد الثورة العظيمة التي صنعها الشعب وبعد أن هدأت الامور بعض الشيء، وساد قدر من الاطمئنان في الشارع السوداني فان الامور الملحة والعاجلة جدا في تقديري كالتالي:
1-ضرورة ان يعيّ الجميع أن هذه الثورة ليست ملكا لأحد ، ولم تقم بها جهة بعينها ، وإنها ثورة صنعها وقام بها الشعب السوداني بمختلف الوان طيفه وبمشاركة نوعية مميزة ومتفردة للغاية من الشباب والكنداكات.
2-ان يستوعب الجميع والكافة إنه ليس من حق اي جهة (حزبية/ سياسية/ مهنية او غيرها ) سرقة هذه الثورة او نسبتها اليه ، أو الصعود على سدتها بمبرر انهم من صنعوها ، وانه في السياق ذاته ليس من حق المهنيين ، او نداء السودان، او الحرية والتغيير ، او حزب الامة ---الخ الادعاء بانهم أولى بها من غيرهم .
3- بمراعاة ماورد في 2 اعلاه ليس من حق اي جهة فرض اية شروط ، أو ثوابت، أوقيود أومحظورات بما يتفق مع هواها ومع ماتؤمن وتعتقد بصحته ومشروعيته فقط حيث أن الجميع شركاء في الوطن ، وعلى قدر المساواة في صناعة القرار المتعلق بكيف يحكم السودان فقط وليس من يحكمه ؟ وفي الهم والشأن الوطني .
4-ليس من حق اي جهة كذلك اقصاء أو تهميش أو التقليل من قدر اي فرد طبيعي او جهة معينة ساهمت في الحراك الوطني الذي تمخضت عنه الثورة باقتلاعها للنظام على اساس الانتماء الديني او العقدي او المذهبي او السياسي او الايدولوجي أو الجهوي والعنصري فالوطن للجميع ويسع الكافة.
5-من الامور العاجلة والملحة جدا في الوقت الراهن أهمية القضاء على بؤر ومواخير ومواسير الفساد التي صنعها النظام المُقتلع ورموزه وعصبته والقضاء بصفة نهائية على المحسوبية والمحاصصة والمجاملة والترضيات عبر ومن خلال دولة القانون والعدالة النظيفة ومؤسساتها الشامخة.
6-إخراسا للشائعات وتوفيرا للمصداقية المطلوبة وحتى يطمئن الشعب لصدق توجه المجلس العسكري الانتقالي وانه ليس امتداد للنظام المقتلع لابد من بيان بالعمل كما يقول العسكر في ثكناتهم بعرض صور للرئيس المقتلع ورموز النظام السابق في التلفزيون الرسمي وهم رهن الاعتقال الى حين تقديمهم للمحاكمات العادلة
7-أعتقد كذلك بأهمية وضرورة تقديم تفسير واضح للاستقالة التي تقدم بها الفريق صلاح قوش رئيس الامن والمخابرات ؟ الم يكن من الافضل ان يصدر البيان المتعلق بهذا الامر ويوصف بانه اقالة وليس استقالة ؟ وحتى لو كان مدير الامن أو اعضاء اللجنة الامنية من قادة التغيير كما ورد في خطاب بن عوف الاول وماذكره رئيس اللجنة السياسية اللاحق له هل هذا يشفع له او لغيره ؟ لاسيما انه من صرح في بداية الحراك بأن الامر يرجع لعبدالواحد وبعض مخربي دارفور ، وهو من قال ان الشهيد دكتور بابكر رحمه الله قتلته البنت التي شوهدت في مقطع الفيديو وهي تستخرج بندقية خرطوش من حقيبة يدها التي تحملها وانهم شاهدوها بالستلايت وسيتعقبوها ويلاحقونها حتى القبض عليها، ومن اتهمته قناة الجزيرة لاحقا بالجلوس مع رئيس الموساد بتدبير مصري اماراتي ، اليس هو أو نائبه أو خلافهما من اعطوا الاوامر لقوات الامن بقتل وسحل ودهس المتظاهرين وانتهاك الحرمات والتحرش بالنساء والدخول الى المنازل ؟ هناك مواجع اليمة واحزان قاسية لدى الشعب السوداني لايمكنه نسيانها من هول وشدة وفظاعة ماارتكب ومورس من بطش وقمع وذل ومهانة اعتبارا من 19/12/2018 حتى 6/4/2019 وحتى ورود إجابة واضحة من قبل المجلس العسكري اولا والقضاء المختص ثانيا في هذا الامر بادانة من ثبت ارتكابه او ارتكابهم لهذه الفظائع والجرائم يظل ماصدر من المجلس العسكري في هذا الشأن مجرد حبر على ورق لايساوي قيمة المداد المكتوب به.
8-على كافةالقوى السياسية والحزبية والمهنية والمجتمعية العمل بقوة وجدية ومهنية وصدق لتهيئة المناخ لتوافق وطني تام يستشرف ملامح وتوجهات السودان الجديد بروح ملؤها الوطن وتنميته المستدامه وريادته وعبقريته وعبقرية وتفوق شعبه .
9-ليكن معلوما للكافة بان ليس كل ماينادي به اي حزب او طائفة او تيار سياسي او مهني صائبا أو لايقبل النقاش أو انه من الامور المسلم بها لاسيما إن ارضاء الناس غاية لاتدرك والمهم والاهم في تقديري هو ان لاتتجاوز الفترة الانتقالية السنتين او السنة على اسوأ التقديرات فالدولة العميقة والموازية التي صنعها النظام المندثر المُقتلع بالامكان كنس واجتثاث جذورها في اقل من شهر اذا ماتوافقت القوى السياسية والمدنية والحزبية والمجتمعية وتراضت على معايير واضحة وميثاق شرف يحكم أطر المرحلة القادمة يستشف نبضه من روح الثورة ودماء شهدائها.
10- من الامور الملحة الجديرة بالفهم والاستيعاب ان لا الشعب السوداني او المجلس العسكري ولا الحكومة المدنية يملكون عصا موسى لاحداث التغيير والنقلة المطلوبة مابين ليلة وضحاها فالدمار الذي لحق بالوطن منذ الاستقلال والذي اسهم النظام المقتلع لمدة 30 سنة متواصلة في الهبوط به الى قاع الهاوية والدرك كبير وضخم ومتمدد ومتشعب الجذور ويحتاج لوقت طويل وارادة صلبة وعزيمة قوية لإصلاح مافسد وهذا لن يتأتى بالصراع على كراسي السلطة .
11-من الامور العاجلة الان أهمية الاتفاق على قائمة شخصيات وطنية ذات خبرة وكفاءة ودين وخلق مجمع عليها في الحد الادنى وتجد القبول والاحترام من الشعب (يستبعد منها اي شخص شارك في النظام السابق ، والانظمة التي سبقته ، وكذلك رؤساء الاحزاب القديمة والتيارات السياسية ) تمهيدا لتكوين حكومة تكنوقراط وكفاءات مدنية يكون اغلبها من الشباب تعين المجلس العسكري خلال فترته الانتقالية وتحقق مبادئ وشعارات الثورة .
12- ليدرك الكافة ان بلادنا ولادة ومعطاءة وعامرة وزاخرة بالكفاءات والخبرات التي تستطيع الابحار بها الى بر الامان في هذا المنعطف الهام والاخير وبالتالي يجب العمل على وقف الاعلانات والمقالات والمنشورات التي تضج بها الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي بغرض تلميع وابراز بعض الوجوه والاسماء كمرشحين للحكومة المدنية القادمة التي ستعين المجلس العسكري في الفترة الانتقالية وليترك الامر لما يتوافق ويتراضى عليه الجميع .
13- ضرورة الاتفاق والتوافق الوطني على اختيار القوي الامين الصادق الوطني الغيور المخلص للشعب وللوطن فقط بدون اي اجندة حزبية او سياسية حيث ان احزابنا وتياراتنا السياسية لم تبلغ مرحلة النضج الديمقراطي الكافي الذي يؤهلها للقيام بذلك لتشرذمها وتفرقها وانشغالها بصراعاتها ومصالحها طوال فترة النظام المقتلع وماقبله وعليها العمل بقوة على ترتيب اوضاعها وتوفيق بيتها الداخلي وعقد مؤتمراتها وتجهيز خطتها وبرنامجها للمرحلة القادمة ..وحينها يمكنها ان ترشح من ترى جدارته.
14- ان الشباب والشابات الذين صنعوا ملحمة ابريل 2019 المجيدة نشأوا وولدوا في احضان النظام المقتلع ولايعرفون شيئا عن الاحزاب الشيوعي او الاسلاميين وخلافهم ولا عن الصراع المستمر بينهما وليس لدى الاغلبية منهم أي معتقد سياسي أو فكر حزبي محدد وعلى الرغم من ذلك انتفضوا واقتلعوا النظام
15- إن قيادة المهنيين او قوى التغيير والحرية للحراك وتوجيهه وتنظيمه والذي بموجبه سقط النظام وعلى الرغم من أنه من الامور التي تحمد لهم ونالوا بموجبه شرف ديباجة وايقونة الثورة الا ان هذا لايعطيهم الحق في الانفراد باملاء مايعتقدون بصحته او تحديد الشخصيات التي يعتقدون بجدارتها فالوطن للجميع .
16-يجب علينا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا توخي الحذر والحرص والاهتمام وتحرى الصدق والدقة والامانة بالابتعاد عن نشر ماليس صحيحا أو ماهو بغرض التشويش على مبادئ الثورة وادبياتها وشعاراتها ، او التخندق في مواقف معينة خلف واجهات وستارة محددة تتعارض بعض مبادئها مع التوجه العام للوطن وثورته المجيدة ، او الاساءة لجهة بعينها ، وضرورة ان يعي الجميع اهمية أن تسود قيم السماحة والعفو في مجتمعنا م ونبذ الكراهية والعنصرية والجهوية البغيضة واعلاء رايات الارادة الغلابة لترسيخ مبادئ الحق والعدل والديمقراطية والمساواة بين الجميع ومعاقبة ومحاسبة كل من اساء للوطن والشعب وساهم في تدمير اقتصاده وموارده ومكتسباته.
17-الاحظ قصورا واضحا من الاعلام الوطني الرسمي ممثلا في قنواته الرسمية عن مواكبة ومجاراة مايحدث في بلادنا والواجب قيام صحافتنا الحرة واعلامنا المقرؤ والمسموع بتبني شعارات الثورة واحالتها لواقع ملموس من خلال لجنة الاتصالات التي وردت في تنوير رئيس اللجنة السياسية.
18- بالرغم من البطء الواضح فيما يتعلق بواجبات ومهام المجلس العسكري بعد اكتمال تكوينه وادائه القسم بما يتفق مع نبض الثورة وشرعيتها واصداره للمراسيم ذات الصلة الا انه من المسائل الملحة جدا حاليا اهمية عودة الحياة الى طبيعتها وان يسير دولاب العمل في الدولة كالمعتاد على هدي وواقع مبادئ ونبض ثورة وانتفاضة الشعب وان يكون كل واحد منا رقيبا على نفسه في مجال عمله وداخل منزله وفي كافة جامعاتنا ومدارسنا وشوارعنا وجميع مايتعلق بمجتمعنا .
19- ضرورة قيام اي مواطن أو مواطنة سودانية بممارسة الرقابة الفاعلة على نفسه اولا مع توجيه النصح والارشاد لكل من يخطئ ويتجاوز شعارات الثورة انطلاقا من ان الشعب هو السلطة العليا وصاحب الصلاحيات المطلقة في العهد الديمقراطي وفترة الحكم الراشد الجديدة .
20- اهمية مراجعة كافة القوانين المتعلقة بالحريات، ومراجعة قانون الاحزاب ، والانتخابات ، وتشكيل لجنة لصياغة مسودة الدستور الدائم ، والانخراط في لقاءات مباشرة مع الحركات المسلحة وحاملي السلاح وصولا للتوافق الوطني الكامل .
21- لتكن من اول اهداف الفترة الانتقالية ايضا اعادة النظر في مسالة الوحدة الجاذبة بين شطري الوطن الجنوبي والشمالي وتعزيز الثقة بين الشمال والجنوب وتأمين مايعمل على اعادة هذه الثقة من جديد بين شطري الوطن بمرتكزات واسس قومية تراعي المصلحة المشتركة ووحدة الهوية والتاريخ ومنقو قل لاعاش من يفصلنا.
22-ضرورة العمل بقوة على تحقيق تطلعات واحلام شباب الوطن الذي اسهم بقدر وافر وضحى وقدم الشهداء في هذه الثورة المجيدة وتلبية طموحاتهم المشروعة والعادلة بتوفير فرص العمل والانتاج والحياة الكريمة لهم لا القفز على شعاراتهم .
23-أهمية النظر بصورة عاجلة الى شريحة المغتربين السودانيين وماقدموه للوطن في اوج محنته باعتبارها شريحة فاعلة ومؤثرة على اقتصاد الوطن واعادة هيكلة جهاز المغتربين وتحويله لوزارة تعني بامر المهاجرين السودانيين وتنمية مدخراتهم وتشجيعهم للعودة الطوعية وتفعيل حزمة الحوافز التي سبق النقاش حولها والاستفادة من الخبرات والكفاءات السودانية المهاجرة في العهد الجديد .
24-ضرورة تبني ثقافة عامة وبناء مفاهيم ومعتقدات تقدس حب التراب وتنمي في الاجيال حب الوطن وعشق ترابه والذود عن حماه والحفاظ على مكتسباته
25- مقتضيات فرض الحراسة المطلوبة على كافة ماتدور حوله الشبهات من مباني ومنشآت وارصدة في الداخل والخارج ، وعلى اي ممتلكات للشعب يثبت او تقوم بينة مبدئية انه تم نهبها والاستيلاء عليها بغير وجه حق من الامور الملحة والعاجلة جدا اتي لاتحتمل التاخير والارجاء .
26-واخيرا اعتقد ان هناك أهمية اقصوى تتمثل : في ضرورة ان يثبت المجلس العسكري الحالي لشباب الثورة وللشعب انه ليس امتدادا او نسخة مصورة للنظام المقتلع ، وانه اتى من نبع وقلب ونبض وروح الثورة وشعاراتها بالدليل العملي الواضح وليس بمجرد الكلام والخطب والبيانات.وانه ضد المحاصصة والمحسوبية وسيحارب الفساد لاسيما ان هناك معطيات كثيرة جدا ومتوفرة تعينه وتمكنه من اقامة الاثبات على ماتقدم والقيام بذلك.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 284

خدمات المحتوى


طارق الأمين علي ادريس
طارق الأمين علي ادريس

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة