المقالات
السياسة
إقصاء الشرق من مجلس الرئاسة دعوة للانفصال
إقصاء الشرق من مجلس الرئاسة دعوة للانفصال
04-17-2019 06:07 AM

سليمان صالح ضرار
ساهم الشرق في التاريخ الحديث في تحرير السودان عسكرياً مرتين، فعند قيام الثورة المهدية حارب الشرق بقيادة الأميرعثمان دقنه من العام 1883م وحتى أسر الأمير عثمان دقنه في 18 يناير 1900م وقد كان الشرق يقاتل حتى ذلك التاريخ وهم آخر من توقف عن النضال العسكري، وقد حافظ الشرق على استقلال السودان طوال فترة المهدية، وأهم دور قام به الشرق في عهد الدولة المهدية هو أنه وفر الميناء الوحيد للدولة المهدية حيث كان الأمير الشيخ كنتيباي، ناظر قبيلة الحباب، يمتلك ميناء تكلاي الذي أصبح الآن داخل الحدود الارترية، وكان وقتها أمير الشرق هو الأمير أبوقرجه، وتقديرا لدور الشيخ كنتيباي في مساعدة المهدية سمى الأمير أبو قرجه ابنه كنتيباي على الشيخ كنتيباي، وكان عائد ميناء تكلاي يقسم بين ثلاثة أشخاص هم الشيخ كنتيباي والأمير أبو قرجه والشيخ مبارك العازمي زعيم قبيلة الرشايده فرع البراسا. وعندما حاولت بريطانيا غزو السودان من سواكن العام 1884م، قام الشرق بهزيمتهم لسنوات طوال حتى غيروا رأيهم واختاروا بعدها غزو السودان من الشمال حيث وجدوا مساعدة كبيرة وترحاب من قبائل شمال السودان فاستعمروا السودان لذا جازاهم المستعمر بنشر التعليم في مناطقهم ومنحهم الوظائف ليرثوا الحكم بعده. وفي الحرب العالمية الثانية عندما غزا الطليان مدينة كسلا محاولين احتلال كل السودان قام سكان الشرق بالانضمام للفرقة الشرقية التي شعارها (الشوتال) وكانت تسمى فرقة العرب الشرقية، وقاموا بتحرير مدينة كسلا ثم مدينة كرن التي كانت جزءاً من السودان. ومعروف أن الشرق بقيادة الأمير عثمان دقنه هو أول من هزم الجيش البريطاني وقام بكسر تكتيك المربع البريطاني الذي كان أحدث ما توصلت له العبقرية البريطانية العسكرية في ذلك الوقت مما جعل شاعر الإمبراطورية البريطانية يخلد بطولة البجا أهل الشرق بقصيدة (فظي وظي) المشهورة ولا زال التكتيك الذي استخدمه أهل الشرق في تحطيم المربع البريطاني يدرس في كلية سانت هيرس أرقى الكليات العسكرية في أوربا. ولأن أهل الشرق هزموا بريطانيا فإنها لم تنس لهم هذا العمل وقامت بتهميشهم وعدم استيعابهم في الجيش إلا في الرتب الدنيا وبعد خروج الاستعمار واصلت الحكومات التي تسمى وطنية تطبيق نفس سياسة الاستعمار البريطاني في تحديد سقف واطيء لأهل الشرق في الجيش والشرطة وغيرها وذلك بتقارير سرية حتى اليوم ولم يحدث أن تولى واحد من الشرق وظيفة وكيل وزارة أو حتى سفير بالرغم من وجود الكفاءات في الشرق ولكن العنصرية تقف حائلاً بينهم وبين ما يريدون. كذلك فإن كل المجالس العسكرية التي حكمت السودان لم يكن فيها ولا واحد من أهل الشرق بل حتى مجالس السيادة بالرغم من أن لأهل الشرق الفضل في حماية البوابة الشرقية وما قدموه من تضحيات ويجب ألا ننسى مقاومة أهل الشرق المسلحة العام 1948م لقيام الجمعية التشريعية والتي حدثت في بورتسودان أمام بيتنا وكل أهل بيتنا الكبار بما فيهم شخصي المتواضع شهود على بطولة أهل الشرق في ذلك اليوم حيث سقط منهم أحد عشر شهيداً، وعند قيام ثورة أكتوبر سقط من أهل الشرق أكثر من عشرة شهداء في ميناء بورتسودان في نضالهم ضد الحكم الدكتاتوري. ويجب أن لا ينسى الناس أن أرض ميناء بورتسودان ملك للبجا وكانوا يسكنون فيها، فقام الاستعمار بطردهم من أرضهم، أرض الميناء الآن وأسكنهم في مساكن لا تليق بأدميتهم في أطراف المدينة بالرغم من أنهم أصحاب الأرض ولم يقدم لهم أي تعويض. إن النزق العنصري الذي لا زال سارياً في السودان هو الذي فصل الجنوب، وإذا استمر بهذه الصورة فستنفصل باقي أقاليم السودان واحداً بعد الأخر وأولهم الشرق الذي تدخل وتخرج منه كل خيرات السودان لرفاهية المركز ولا يجد أهل الشرق بمختلف اثنياتهم منها غير دمار البيئة التي سببت لهم الأمراض، ومن الشرق تستخرج الحكومة 16 طناً من الذهب كل عام من منطقة أرياب ونصيب المنطقة يقل عن كيلوغرام واحد من الذهب، بل تستخدم الحكومة المواد السامة في استخراج الذهب مثل السينايد والزئبق فلوثت البيئة وقتلت الحرث والنسل وظهرت أمراض لم نشهدها من قبل. أما بالنسبة لأراضي الشرق التي كانت مراع لحيواناتهم لألاف السنين فقد تم تحويلها إلى مشاريع للزراعة الآلية فماتت حيوانات الشرق بسبب تقليص المراعي وأصبح اصحابها أجراء في المشاريع الزراعية التي أقيمت في أراضيهم بعد أن كانوا ملاكها. وفي عهد نظام الإنقاذ البائد كان الشرق أول من رفع السلاح ضده في العام 1994م في عملية كبري جبيت الأشراف التي استشهد فيها بعض أبنائنا تقبلهم الله قبولاً حسناً، ثم فتح الشرق أرضه لكل الأحزاب والحركات المعارضه وتحمّل عبء النضال في أرضه التي دمرها العمل العسكري وزرع الألغام فيها من جانب الحكومة والمعارضة والتي لا زالت تقتل الناس والحيوانات للآن وتمنع النازحين من العودة لقراهم أو مزارعهم فأصبحوا يعيشون مشردين في أطراف المدن بعد أن دفعوا ثمن النضال غالياً ولا زالوا يدفعون الثمن. والجدير بالذكر هنا أن جبهة الشرق كانت آخر من وقع إتفاق سلام مع نظام الإنقاذ بعد أن وقعت كل الأحزاب والحركات إتفاقات سلام مع النظام وأصبح الشرق يقف وحيداً في المعارضة، فاضطر لتوقيع إتفاق سلام لم ينفذ منه ولا شيء. إن أي نظام حكم كان لا يعترف بحقوقنا لن نعترف به وإننا في الشرق لن نقبل أي وصاية علينا ووطن لا يسعنا فنحن لسنا منه ونعرف ما نريد وكيف نحصل عليه. اللهم أشهد إني قد بلغت.





تعليقات 5 | إهداء 0 | زيارات 823

خدمات المحتوى


التعليقات
#1824159 [حموري]
0.00/5 (0 صوت)

04-18-2019 10:11 AM
الشباب الطلعوا في الاعتصام دا كلهم سودانيين وبالوان مختلفة ومن مناطق مختلفة من السودان اتوحدوا عشان هم سودانيين ، تاني بعد دا مافي عنصرية وجهوية وقبلية ، اي صحفي عايز يكتب يكتب عن السودان وحل مشاكلة ، او خلوها للشباب الضحوا بنفوسهم واستشهد منهم خيرة الشباب ، تاني السودان وبس والبيكتب غير كدا يسقط بس .


#1823976 [ودفور]
0.00/5 (0 صوت)

04-17-2019 05:25 PM
قسما لو لم يتم تنازلات في هذه الفتره لمن لحق بهم الظلم في دارفور والشرق وجبال النوبه والنيل الازرق.
لن يهنأ السودان بالسلام والتنميه والتطور.
يجب ان يتنازل الشمال ونهر النيل والوسط لبقية اطراف السودان ليمارسوا الحكم ونرى عقليتهم وطريقتهم في الاداره.
ماممكن الوسط ونهر والنيل والوسط هم العهد البائد والان هم العهد السائد.
يعني يروح عبدالرحمن الصادق وتجي مريم اخته.
يروح اسامه عبدالله ويجي الساطع ودخالته.


#1823927 [أوشيك]
0.00/5 (0 صوت)

04-17-2019 01:56 PM
لا أحد ينكر وقفة أهلنا بالشرق خلال تاريخ السودان و حتي ابريلنا هذا و ما لقوه من تهميش و متاجرة بقضاياهم .. و الراهن يتطلب أن لا ننجرف وراء بدعة الانقاذ ( المحاصصة ) بغرض شراء الذمم و الترضيات التي اودت بنا للمهالك .. فلندع العسكر و حكومة الكفاءات القادمة لترميم ما خربه سفهاء الانقاذ و توصيلنا لبر الامان و بعدها ننعم باذن الله في وطن حر تسوده قيم العدل و المساواة .


ردود على أوشيك
[اسامة زهيري] 04-17-2019 02:39 PM
ونعم الرأي اوجزت واوفيت واختصرت مقالات تكتب


#1823858 [اسامة زهيري]
0.00/5 (0 صوت)

04-17-2019 10:44 AM
مقال عنصري حتى النخاع لإثارة الفتنة


#1823838 [الارباب]
0.00/5 (0 صوت)

04-17-2019 09:57 AM
انتهي زمن الارتزاق من ممارسه العمل السياسي
الان "كلنا دارفور"
كلنا في "الشرق هم"
الجهوية والقبلية تجاوزها الثوار
الان كلنا دارفور


ردود على الارباب
[اسامة زهيري] 04-17-2019 02:40 PM
كلنا في الهم سودان


سليمان صالح ضرار
سليمان صالح ضرار

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة