الاختشوا ماتوا..!!
04-17-2019 11:18 PM

في هذه الأيام المشتعلة بزخم الثورة والموارة ببراكين غضب الشعب على حزب المؤتمر الوطني الذي أطاحوه لتخليص البلاد من بين أنيابه التي أنشبها في جسد الدولة على مدى ثلاثين عاما حسوما فمزقها شر ممزق وشتت شملها ونهب ما نهب وأضاع ما أضاع من موارد البلاد وحقوق العباد،اذا به يظهر على الملأ بلا وازع من أخلاق ولا رادع من حياء بل بكل جرأة وقوة عين ويخاطب المجلس العسكري موبخا اياه لما اسماه انتهاكه الشرعية الدستورية،ومطالبته بالاطلاق الفوري لقياداته المعتقلة (ان كانت فعلا معتقلة)،وغير ذلك من مطالبات أقل ما توصف به أنها اجتراء على الحق وجرأة لا نظير لها بلغت منتهاها بمطالبته بتكملة التحول الديمقراطي،ومن بعد هذا الخطاب ظهر مرة أخرى بممثلين له في اجتماع الهرج والمرج الذي شارك فيه ضمن (أحزاب الحوار الوطني)..

ان ما أقدم عليه هذا الحزب الذي ثار عليه الشعب ثورة عارمة شهد عليها القاصي والداني،لن تجد مثيله الا في مثلين شعبيين ذائعين،المثل الذي يقول (صحيح.. اللي إختشوا ماتوا)،وقصة المثل تقول أن الحمامات التركية القديمة، كانت تستخدم الحطب والأخشاب والنشارة لتسخين أرضية الحمام، وتسخين المياه، من أجل تمرير البخار من خلال الشقوق. وكانت قباب وسقوف ومناور معظم الحمامات من الخشب، وحدث أنَّ حريقاً شبّ في حمام للنساء، وقد اعتدن على الإستحمام عاريات لا يسترهن إلا البخار الكثيف. وعندما حصل الحريق بعض النسوة هربن فنجون من الحريق، بينما أخريات بقينا في أتون اللهب فاحترقن مفضلات الموت على الخروج والهروب عاريات، وعند عودة صاحب الحمام هاله مارأى فسأل البوّاب: هل مات أحد من النساء ؟ فأجابه البواب (اللي إستحوا ماتوا)، فذهبت مقولته مثلا يقال للدلالة على أن من يخجلون قد ماتوا وارتحلوا ولم يبق إلا من لايستحي ولايخجل..

وقد علق أحدهم على الموضوع قائلاً:ان المؤتمر الوطني يخاف من الموت ولهذا هو يجري الان عاريا طلبا للنجاة من الاحتراق السياسي بلا خجل أو حياء ،والمثل الآخر هو(دقاني وبكى ..سبقني واشتكى)، وهو مثل شعبي معروف ومتداول ، وهو يضرب على من يوقع ظلما أو أذى بشخص آخر ثم يسرع هذا الظالم لرفع شكوى ضد المظلوم عوضاَ عن حدوث العكس، ومن أشهر القصص الدالة على هذا المثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع(زليخة) امرأة العزيز حين راودته عن نفسها، وعندما امتنع سيدنا يوسف عليه السلام ورفض الاستجابة لغوايتها واغرائها، سارعت هي بتلفيق تهمة التحرش بها لينتهي به الحكم الظالم الذي صدر ضده لقضاء بضعة سنوات في السجن، ووثقت هذا الحدث الآية الكريمة التي تقرأ (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون) صدق لله العظيم..

وليس بعيدا عن مغزى ومقصد هذين المثلين ان لم يكن يطابقهما وقع الحافر على الحافر،الحديث الشريف الذي مؤداه (اذا لم تستح فأصنع ماشئت)،وللفرنجة كذلك مقولة مماثلة تقول (If you are not ashamed do whatever you want).

الجريدة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1122

خدمات المحتوى


حيدر المكاشفي
حيدر المكاشفي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة